فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب ينزع نعله اليسرى

قَوْله بَاب ينْزع نَعله الْيُسْرَى)
وَقد ذكر هَذِه التَّرْجَمَة قبل الَّتِي قبلهَا عِنْد الْجَمِيع إِلَّا أَبَا ذَر وَلكُل مِنْهُمَا وَجه



[ قــ :5541 ... غــ :5855] قَوْله إِذا انتعل أَي لبس النَّعْل قَوْله بِالْيَمِينِ فِي رِوَايَة الْكشميهني باليمنى قَوْله وَإِذا انتزع فِي رِوَايَة مُسلم وَإِذا خلع قَوْله لتسكن الْيُمْنَى أَولهمَا تنعل وآخرهما تنْزع زعم بن وضاح فِيمَا حَكَاهُ بن التِّين أَن هَذَا الْقدر مدرج وَأَن الْمَرْفُوع انْتهى عِنْد قَوْله بالشمال وَضبط قَوْله أَولهمَا وآخرهما بِالنّصب على أَنه خبر كَانَ أَو على الْحَال وَالْخَبَر تنعل وتنزع وضبطا بمثناتين فوقانيتين وتحتانيتين مذكرتين بِاعْتِبَار النَّعْل وَالْخلْع قَالَ بن الرعبي الْبدَاءَة بِالْيَمِينِ مَشْرُوعَة فِي جَمِيع الْأَعْمَال الصَّالِحَة لفضل الْيمن حسا فِي الْقُوَّة وَشرعا فِي النّدب إِلَى تَقْدِيمهَا.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ يسْتَحبّ الْبَدَاءَةِ بِالْيَمِينِ فِي كُلِّ مَا كَانَ مِنْ بَاب التكريم أَو الزِّينَة والبداءة باليسار فِي ضد ذَلِك كالدخول إِلَى الْخَلَاء وَنزع النَّعْل والخف وَالْخُرُوج من الْمَسْجِد والاستنجاء وَغَيره من جَمِيع المستقذرات وَقد مر كثير من هَذَا فِي كتاب الطَّهَارَة فِي شرح حَدِيث عَائِشَة كَانَ يُعجبهُ التَّيَمُّن.

     وَقَالَ  الْحَلِيمِيّ وَجه الِابْتِدَاء بالشمال عِنْد الْخلْع أَن اللّبْس كَرَامَة لِأَنَّهُ وقاية للبدن فَلَمَّا كَانَت الْيُمْنَى أكْرم من الْيُسْرَى بدىء بهَا فِي اللّبْس وأخرت فِي الْخلْع لتَكون الْكَرَامَة لَهَا أدوم وحظها مِنْهَا أَكثر قَالَ بن عبد الْبر من بَدَأَ بالانتعال فِي الْيُسْرَى أَسَاءَ لمُخَالفَة السّنة وَلَكِن لَا يحرم عَلَيْهِ لبس نَعله.

     وَقَالَ  غَيره يَنْبَغِي لَهُ أَن ينْزع النَّعْل من الْيُسْرَى ثمَّ يبْدَأ باليمنى وَيُمكن أَن يكون مُرَاد بن عبد الْبر مَا إِذا لبسهما مَعًا فَبَدَأَ باليسرى فَإِنَّهُ لَا يشرع لَهُ أَن ينزعهما ثمَّ يَلْبسهُمَا على التَّرْتِيب الْمَأْمُور بِهِ إِذْ قد فَاتَ مَحَله وَنقل عِيَاض وَغَيره الْإِجْمَاع على أَن الْأَمر فِيهِ للاستحباب وَالله أعلم