فهرس الكتاب

شرح النووى على مسلم - بَابُ إِكْثَارِ الْأَعْمَالِ وَالِاجْتِهَادِ فِي الْعِبَادَةِ

باب إِكْثَارِ الْأَعْمَالِ وَالِاجْتِهَادِ فِي الْعِبَادَةِ
[ سـ :5173 ... بـ :2819]
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ فَقِيلَ لَهُ أَتَكَلَّفُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَقَالَ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا

قَوْلُهُ : ( إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ ، فَقِيلَ لَهُ : أَتُكَلَّفُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ قَالَ : أَفَلَا أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا ) وَفِي رِوَايَةٍ : ( حَتَّى تَفَطَّرَتْ رِجْلَاهُ ) مَعْنَى تَفَطَّرَتْ : تَشَقَّقَتْ ، قَالُوا : وَمِنْهُ فَطَّرَ الصَّائِمُ وَأَفْطَرَهُ ، لِأَنَّهُ خَرَقَ صَوْمَهُ وَشَقَّهُ ، قَالَ الْقَاضِي : الشُّكْرُ مَعْرِفَةُ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِ ، وَالتَّحَدُّثُ بِهِ ، وَسُمِّيَتِ الْمُجَازَاةُ عَلَى فِعْلِ الْجَمِيلِ شُكْرًا ; لِأَنَّهَا تَتَضَمَّنُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ ، وَشُكْرُ الْعَبْدِ اللَّهَ تَعَالَى اعْتِرَافُهُ بِنِعَمِهِ وَثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ ، وَتَمَامُ مُوَاظَبَتِهِ عَلَى طَاعَتِهِ ، وَأَمَّا شُكْرُ اللَّهِ تَعَالَى أَفْعَالَ عِبَادِهِ فَمُجَازَاتُهُ إِيَّاهُمْ عَلَيْهَا ، وَتَضْعِيفُ ثَوَابِهَا ، وَثَنَاؤُهُ بِمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ ، فَهُوَ الْمُعْطِي وَالْمُثْنِي سُبْحَانَهُ وَالشَّكُورُ مِنْ أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِهَذَا الْمَعْنَى . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .