فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: إذا قام الرجل عن يسار الإمام، فحوله الإمام إلى يمينه، لم تفسد صلاتهما

باب إِذَا قَامَ الرَّجُلُ عَنْ يَسَارِ الإِمَامِ فَحَوَّلَهُ الإِمَامُ إِلَى يَمِينِهِ لَمْ تَفْسُدْ صَلاَتُهُمَا
هذا ( باب) بالتنوين ( إذا قام الرجل) المأموم، ولابن عساكر: رجل ( عن يسار الإمام) وثبت لفظه: عن، للأصيلي ( فحوله الإمام إلى يمينه) وفي نسخة: على يمينه، وفي أخرى: عن يمينه ( لم تفسد صلاتهما) أي المأموم والإمام، والجملة جواب إذا، وللأصيلي: لم تفسد صلاته، أي صلاة الرجل.

وهذا مذهب الجمهور، وقال أحمد: من وقف عن يسار الإمام بطلت صلاته، لأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يقر
ابن عباس على ذلك.


[ قــ :677 ... غــ : 698 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: "نِمْتُ عِنْدَ مَيْمُونَةَ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَلَى يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، ثُمَّ أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ".
قَالَ عَمْرٌو فَحَدَّثْتُ بِهِ بُكَيْرًا فَقَالَ: حَدَّثَنِي كُرَيْبٌ بِذَلِكَ.


وبالسند قال ( حدّثنا أحمد) أي ابن صالح، كما جزم به أبو نعيم في المستخرج ( قال: حدّثنا ابن وهب) عبد الله ( قال: حدّثنا عمرو) بفتح العين، ابن الحرث المصري ( عن عبد ربه بن سعيد) بكسر العين، أخي يحيى بن سعيد الأنصاري ( عن مخرمة بن سليمان، عن كريب) بضم الكاف ( مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نمت) من النوم، وللكشميهني والأصيلي: قال بت، من البيتوتة ( عند) خالتي ( ميمونة) رضي الله عنها ( والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عندها تلك الليلة) بالنصب أي في ليلتها ( فتوضأ) الفاء فصيحة، أي نام عليه الصلاة والسلام ( ثم قام) من نومه فتوضأ، ثم قام
( يصلّي، فقمت عن يساره، فأخذني فجعلني عن يمينه) ، هذا وجه المطابقة بين الحديث والترجمة، ( فصلّى ثلاث عشرة ركعة، ثم نام حتى نفخ، وكان) عليه الصلاة والسلام ( إذا نام نفخ، ثم أتاه المؤذن فخرج) من بيته إلى المسجد ( فصلّى) بالناس ( ولم يتوضأ) لأنه كان لا ينتقض وضوءه بالنوم مضطجعًا لاستيقاظ قلبه.

ولا يعارض هذا حديث نومه في الوادي حتى طلعت الشمس، لأن رؤية الشمس والفجر بالعين لا بالقلب، كما مرّ في باب السمر في العلم.
ويأتي تمامه في التهجد.

( قال عمرو) بفتح العين، ابن الحرث بالإسناد المذكور إليه ( فحدثت به) أي بهذا الحديث ( بكيرًا) هو ابن عبد الله الأشج ( فقال: حدّثني كريب) مولى ابن عباس، رضي الله عنهما ( بذلك) .

وهذا الحديث من السباعيات، واستفاد عمرو بن الحرث برواية بكير العلوّ برجل، وفيه ثلاثة من التابعين مدنيون على نسق واحد، والتحديث، والعنعنة، وتقدم التنبيه على من أخرجه في باب القراءة بعد الحدث من كتاب الطهارة.