فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: هل يلتفت لأمر ينزل به، أو يرى شيئا، أو بصاقا في القبلة؟

باب هَلْ يَلْتَفِتُ لأَمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ، أَوْ يَرَى شَيْئًا أَوْ بُصَاقًا فِي الْقِبْلَةِ
وَقَالَ سَهْلٌ: الْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه- فَرَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
هذا ( باب) بالتنوين ( هل يلتفت) الصلي في صلاته ( لأمر ينزل به) كخوف سقوط حائط، أو قصد سبع أو حيّة ( أو يرى شيئًا) قدامه، أو من جهة يمينه أو يساره، سواء كان في القبلة أم لا ( أو) يرى ( بصاقًا) ونحوه ( في القبلة) وجواب هل محذوف أي ....

( وقال سهل) هو ابن سعد بسكون العين ابن مالك الأنصاري، الصحابي ابن الصحابي ابن الصحابي، مما وصله المؤلّف من حديث في باب: من دخل ليؤمّ الناس: ( التفت أبو بكر) الصديق ( رضي الله عنه فرأى النبي) وفي نسخة فرأى: رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي فلم يأمره عليه الصلاة والسلام بالإعادة، بل أشار إليه أن يتمادى على إمامته، لأن التفاته كان لحاجة.


[ قــ :732 ... غــ : 753 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: "رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ وَهْوَ يُصَلِّي بَيْنَ يَدَىِ النَّاسِ فَحَتَّهَا، ثُمَّ قَالَ حِينَ انْصَرَفَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاَةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَلاَ يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدٌ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي الصَّلاَة".
رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَابْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ.

وبالسند قال: ( حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر: حدّثني ( قتيبة بن سعيد) ولأبي ذر وابن عساكر إسقاط ابن سعيد ( قال: حدّثنا ليث) هو ابن سعد إمام الصريين، ولأبوي ذر والوقت وابن عساكر: الليث بلام التعريف ( عن نافع) مولى ابن عمر ( عن ابن عمر) بن الخطاب رضي الله عنه ( أنه قال: رأى) ولأبي ذر: أرى: ولابن عساكر وأبي ذر عن الكشميهني: أنه قال: رأى ( النبي) ولأبي ذر وابن عساكر: رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نخامة) وفي باب: حك البزاق باليد من المسجد: رأى بصاقًا ( في قبلة المسجد) المدني ( وهو يصلّي بين يدي الناس، فحتها) بمثناة فوقية، أي فحكّها وأزالها وهو داخل الصلاة، كما هو ظاهر هذا الحديث، ولم يبطل ذلك الصلاة لكونه فعلاً قليلاً.
وفي رواية مالك السابقة غير مقيد بحال الصلاة، ( ثم قال) عليه الصلاة والسلام ( حين انصرف) من الصلاة:
( إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإن الله قبل وجهه) بكسر القاف وفتح الموحدة أي يطلع عليه كأنه مقابل لوجهه ( فلا يتنخمن) أي: لا يرمين ( أحد) النخامة، وللأصيلي: أحدكم ( قبل) أي تلقاء

( وجهه في الصلاة) ( رواه) أي الحديث المذكور ( موسى بن عقبة) الأسدي المديني، مما وصله مسلم من طريقه ( و) رواه أيضًا ( ابن أبي رواد) بفتح الراء وتشديد الواو آخره دال مهملة، عبد العزيز واسم أبيه ميمون؛ مولى المهلب، أي ابن أبي صفرة العتكي ( عن نافع) مما وصله أحمد عن عبد الرزاق عنه.
وفيه: أن الحك كان بعد الفراغ من الصلاة.




[ قــ :733 ... غــ : 754 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسٌ قَالَ: "بَيْنَمَا الْمُسْلِمُونَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ، فَتَبَسَّمَ يَضْحَكُ، وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ لَهُ الصَّفَّ، فَظَنَّ أَنَّهُ يُرِيدُ الْخُرُوجَ، وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلاَتِهِمْ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَتِمُّوا صَلاَتَكُمْ، فَأَرْخَى السِّتْرَ، وَتُوُفِّيَ مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ".

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) بضم الموحدة المخزومي المصري ( حدّثنا ليث بن سعد) إمام مصر، وللأربعة: الليث بالتعريف ( عن عقيل) بضم العين، ابن خالد الأيلي ( عن ابن شهاب) الزهري ( قال: أخبرني) بالإفراد ( أنس بن مالك) كذا في رواية أبوي ذر والوقت والأصيلي لفظ: ابن مالك لغيرهم ( قال: بينما) بالميم ( المسلمون في صلاة الفجر) ، وأبو بكر يؤمهم في مرض موت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( لم يفجأهم) هو العامل في بينما ( إلاّ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حال كونه ( قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم) عليه الصلاة والسلام ( وهم صفوف) جملة اسمية حالية ( فتبسم يضحك) حال مؤكدة، ( ونكص) أي رجع ( أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه ليصل له الصف) نصب بنزع الخافض، أي إلى الصف، وسقط لفظ: له، في رواية ابن عساكر ( فظن) أي نكص بسبب ظنه ( أنّه يريد الخروج) إلى المسجد، ( وهمّ المسلمون) أي قصدوا ( أن يفتتنوا) أي يقعوا في الفتنة ( في) فساد ( صلاتهم) وذهابها فرحًا بصحة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وسرورًا برؤيته ( فأشار إليهم) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( أتموا) ولأبوي ذر والوقت وابن عساكر: أن أتموا ( صلاتكم، فأرخى) بالفاء، ولأبوي ذر والوقت والأصيلي: وأرخى ( الستر، وتوفي) عليه الصلاة والسلام ( من آخر ذلك اليوم) .

فيه أنهم التفتوا حين كشف الستر، ويدل له قول أنس: فأشار، ولولا التفاتهم لما رأوا إشارته.