فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب يطول في الأوليين ويحذف في الأخريين

باب يُطَوِّلُ فِي الأُولَيَيْنِ، وَيَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ
هذا ( باب) بالتنوين ( يطوّل) المصلي ( في) الركعتين ( الأوليين) من العشاء، ( ويحذف) يترك القراءة ( في) الركعتين ( الأخريين) منها.


[ قــ :749 ... غــ : 770 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: "قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: لَقَدْ شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَىْءٍ حَتَّى الصَّلاَةِ.
قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَمُدُّ فِي الأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، وَلاَ آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ صَدَقْتَ، ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ، أَوْ ظَنِّي بِكَ".

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب، قال: حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن أبي عون) ، وللأصيلي زيادة: محمد بن عبد الله الثقفي ( قال: سمعت جابر بن سمرة، قال: قال عمر) بن الخطاب ( لسعد) أي، ابن أبي وقاص: ( لقد) باللام، ولأبي الوقت والأصيلي: قد ( شكوك في كل شيء حتى الصلاة) بالجرّ في الفرع وأصله.

قال الزركشي: لأن حتى جارّة، وتعقبه البدر الدماميني بأن الجارّة تكون بمعنى إلى وليست هنا كذلك، وإنما هي عاطفة.
وللأصيلي: حتى في الصلاة بإعادة حرف الجر، وضبطها العيني بالرفع

على أن حتى هنا غاية لا قبلها بزيادة، كما في قولهم: مات الناس حتى الأنبياء والمعنى: حتى الصلاة شكوك فيها، فيكون ارتفاعه على الابتداء وخبره محذوف.

( قال) سعد: ( أما أنا فأمد) بضم الميم أي أطوّل القراءة ( في) الركعتين ( الأوليين، وأحذف) القراءة ( في) الركعتين ( الأخريين ولا آلو) بمدّ الهمزة وضم اللام، أي لا أقصر ( ما اقتديت به من صلاة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قال)
عمر: ( صدقت، ذاك الظن بك، أو) قال: ( ظني بك) شك الراوي.

وهذا الحديث قد سبق في باب: وجوب القراءة للإمام والمأموم مطوّلاً، وأخرجه هنا لغرض الترجمة مع ما بينهما من الزيادة والنقص، واختلاف رواة الإسناد.