فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب لا يفترش ذراعيه في السجود

باب لاَ يَفْتَرِشُ ذِرَاعَيْهِ فِي السُّجُودِ
وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: سَجَدَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلاَ قَابِضِهِمَا.

هذا ( باب) بالتنوين ( لا يفترش) بالرفع في الفرع كأصله على النفي، وهو بمعنى النهي، ويجوز الجزم على النهي، أي: لا يبسط المصلي ( ذراعيه) أي ساعديه على الأرض، ويتكئ عليهما ( في السجود وقال أبو حميد) الساعدي، في حديثه الآتي مطوّلاً إن شاء الله تعالى بعد ثلاثة أبواب: ( سجد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ووضع يديه) على الأرض حال كونه ( غير مفترش) بأن وضع كفّيه على الأرض وأقل ساعديه غير واضعهما على الأرض ( ولا قابضهما) بأن ضمهما إليه غير مجافيهما عن جنبيه، وتسميه الفقهاء بالتخوية.


[ قــ :800 ... غــ : 822 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلاَ يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ».

وبالسند السابق أوّل الكتاب قال المؤلّف: ( حدّثنا محمد بن بشار) بموحدة مفتوحة فمعجمة مشددة ويقال له بندار ( قال: حدّثنا محمد بن جعفر) المعروف بغندر ( قال: حدّثنا) ولأبي ذر: أخبرنا ( شعبة) بن الحجاج ( قال: سمعت قتادة) بن دعامة ( عن أنس بن مالك) رضي الله عنه، صرّح في الترمذي بسماع قتادة له من أنس ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال) :

( اعتدلوا) أي: توسطوا بين الافتراش والقبض ( في السجود، ولا يبسط) ، بمثناة تحتية فموحدة ساكنة من غير نون ولا مثناة فوقية ( أحدكم ذراعيه) فينبسط ( انبساط الكلب) بنون ساكنة فموحدة مكسورة.
كذا في رواية ابن عساكر في الكلمتين.

وللأكثرين: ولا ينبسط بنون ساكنة بعد المثناة التحتية فموحدة مفتوحة، من باب: ينفعل، انبساط الكلب، بتسكين النون وكسر الموحدة، كرواية ابن عساكر.
وللحموي: ولا يبتسط بموحدة ساكنة بعد المثناة التحتية، فمثناة فوقية مفتوحة من غير نون، من باب: يفتعل، ابتساط الكلب، بموحدة ساكنة فمثناة مكسورة من غير نون.

والحكمة فيه أنه أشبه بالتواضع، وأبلغ في تمكين الجبهة من الأرض، وأبعد من هيئات الكسالى، فإن المنبسط يشبه الكسالى، ويشعر حاله بالتهاون، لكن لو تركه صحّت صلاته.
نعم، يكون مسيئًا مرتكبًا لنهي التنزيه والله أعلم.

والحديث أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.