فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من اكتفى بصلاة الجمعة في الاستسقاء

باب مَنِ اكْتَفَى بِصَلاَةِ الْجُمُعَةِ فِي الاِسْتِسْقَاءِ
( باب من اكتفى بصلاة الجمعة في الاستسقاء) من غير أن ينويه مع الجمعة كغيرها من المكتوبات والنوافل، وهي إحدى صوره الثلاثة كما مر، خلافًا لأبي حنيفة حيث قال: لا يسن فيه صلاة أصلاً، وتجويزها من غير تحويل فيه ولا استقبال.


[ قــ :984 ... غــ : 1016 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هَلَكَتِ الْمَوَاشِي، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، فَدَعَا، فَمُطِرْنَا مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ.
ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَهَلَكَتِ الْمَوَاشِي، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا.
فَقَالَ: اللَّهُمَّ عَلَى الإكَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ.
فَانْجَابَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ".

وبالسند قال: ( حدّثنا عبد الله بن مسلمة) القعنبي ( عن مالك) الإمام ( عن شريك بن عبد الله) بن أبي نمر ( عن أنس) رضي الله عنه، وللأصيلي عن: أنس بن مالك ( قال: جاء رجل إلى النبي) وللأربعة إلى: رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: ( هلكت المواشي) من قلة الأقوات بسبب عدم المطر والنبات، ( وتقطعت السبل) فلم تسلكها الإبل لضعفها بسبب قلة الكلأ أو عدمه، وتقطعت بالمثناة الفوقية وتشديد الطاء.

( فدعا) عليه الصلاة والسلام ربه ( فمطرنا) وللأصيلي: فادع الله، بدل قوله: فدعا.
وكل من اللفظين مقدر فيما لم يذكر فيه، أي: قال الرجل: ادع الله، فدعا، فمطرنا ( من الجمعة إلى الجمعة، ثم جاء) فاعله ضمير يعود على قوله: جاء رجل، فيلزم اتحاد الرجل الجائي وكأنه تذكره بعد أن نسيه، أو نسيه بعد أن كان تذكره ( فقال) يا رسول الله: ( تهدمت البيوت وتقطعت السبل) بالمثناة وتشديد الدال والطاء فيهما ( وهلكت المواشي) من كثرة المطر ( فادع الله يمسكها.
فقال)
عليه الصلاة والسلام: ( اللهم) أنزله ( على الاكام) بكسر الهمزة أو بفتحها مع المد، ولأبوي ذر، والوقت والأصيلي: فقام فقال اللهم.
ولغير ابن عساكر، وأبي ذر، والأصيلي: وهلكت المواشي، فادع الله يمسكها بالجزم على الطلب، فقام -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: اللهم على الاكام ( والظراب و) على بطون ( الأودية ومنابت الشجر) .

( فانجابت) بالجيم والموحدة ( عن المدينة) الشريفة ( انجباب الثوب) أي: خرجت كما يخرج الثوب عن لابسه، أو تقطعت كما يتقطع الثوب قطعًا متفرقة.