فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الدعاء إذا تقطعت السبل من كثرة المطر

باب الدُّعَاءِ إِذَا تَقَطَّعَتِ السُّبُلُ مِنْ كَثْرَةِ الْمَطَرِ
( باب) جواز ( الدعاء) بالاستصحاء ( إذا تقطعت السبل) بالمثناة الفوقية وتشديد الطاء ولأبوي ذر والوقت، والأصيلي، وابن عساكر: إذا انقطعت السبل ( من كثرة المطر) .


[ قــ :985 ... غــ : 1017 ]
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الْمَوَاشِي، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ.
فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمُطِرُوا مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ.
فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَهَلَكَتِ الْمَوَاشِي.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اللَّهُمَّ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ وَالإكَامِ.
وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ.
فَانْجَابَتْ عَنِ الْمَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ".

وبالسند قال: ( حدّثنا إسماعيل) بن أبي أويس ( قال: حدّثني) بالإفراد ( مالك) الإمام، خال إسماعيل المذكور ( عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك) رضي الله عنه ( قال) :
( جاء رجل إلى رسول الله) ولأبي ذر والأصيلي: إلى النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: يا رسول الله! هلكت
المواشي)
بسبب قحوط المطر، ( وانقطعت السبل) بالنون بعد ألف الوصل، ولأبي ذر: انقطعت السبل، وهلكت المواشي، ولابن عساكر: وتقطعت السبل، بالمثناة وتشديد الطاء ( فادع الله) لنا يغيثنا.

( فدعا رسول الله، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فمطروا من جمعة إلى جمعة؛ فجاء رجل إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: يا رسول الله! تهدمت البيوت، وتقطعت السبل) بالمثناة وتشديد الطاء، وفي رواية حميد عن ابن خزيمة: واحتبس الركبان ( وهلكت المواشي) من كثرة المطر، فادع الله أن يصرفه عنا ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( اللهم) أنزله ( على رؤوس الجبال و) على ( الآكام، وبطون الأودية، ومنابت الشجر) .

( فانجابت) أي: السحب الممطرة ( عن المدينة) المقدسة ( انجياب الثوب) .
وأصل الجوبة، من: جاب: إذا قطع، ومنه قوله تعالى: { وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} [الفجر: 9] .

وموضع الترجمة قوله: يا رسول الله تهدمت البيوت ... الخ، أي: من كثرة المطر.