فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من سجد لسجود القارئ

باب مَنْ سَجَدَ لِسُجُودِ الْقَارِئِ
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِتَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ -وَهْوَ غُلاَمٌ- فَقَرَأَ عَلَيْهِ سَجْدَةً فَقَالَ: اسْجُدْ، فَإِنَّكَ إِمَامُنَا فِيهَا.

( باب من سجد) للتلاوة ( لسجود القارئ) .

( وقال ابن مسعود) عبد الله، مما وصله سعيد بن منصور ( لتميم بن حذلم) بفتح الحاء المهملة وإسكان الذال المعجمة وفتح اللام، وفتح تاء تميم وكسر ميمه، أبو سلمة الضبي ( وهو غلام) جملة حالية ( فقرأ عليه سجدة فقال) أي: ابن مسعود ( اسجد) أنت لنسجد نحن أيضًا ( فإنك إمامنا) أي متبوعنا لتعلق السجدة بنا من جهتك، وزاد الحموي: فيها أي: إمامنا في السجدة.

وليس معناه إن لم تسجد لا نسجد، لأن السجدة كما تتعلق بالقارئ، تتعلق بالسامع غير القاصد السماع، والمستمع القاصد، ولو لقراءة محدث، وصبي، وكافر، وامرأة، ومصل، وتارك لها، لكنها في المستمع والسامع عند سجود القارئ آكد منها عند عدم سجوده، لما قيل: إن سجودهما يتوقف على سجوده، وإذا سجدا معه فلا يرتبطان به، ولا ينويان الاقتداء به.
ولهما الرفع من السجود قبله.
ذكره في الروضة.

قال القاضي: ولا سجود لقراءة جنب وسكران، أي لأنها غير مشروعة لهما، زاد الأسنوي في الكوكب: ولا ساه، ونائم، لعدم قصدهما التلاوة.

وقال الزركشي: وينبغي السجود لقراءة ملك أو جنيّ، لا لقراءة درّة.
ونحوها لعدم القصد انتهى.

وسقط قوله: وقال ابن مسعود الخ عند الأصيلي.


[ قــ :1039 ... غــ : 1075 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ فِيهَا السَّجْدَةُ فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَوْضِعَ جَبْهَتِهِ".
[الحديث 1075 - طرفاه في: 1076، 1079] .


وبالسند إلى المؤلّف قال: ( حدّثنا مسدد) أي ابن مسرهد ( قال: حدّثنا يحيى) القطان ( عن عبيد الله) بضم العين وفتح الموحدة ابن عمر بن حفص بن عاصم بن الخطاب، ولأبوي ذر، والوقت، والأصيلي: حدّثنا عبيد الله ( قال: حدّثني) بالإفراد ( نافع) مولى ابن عمر ( عن ابن عمر) بن الخطاب ( رضي الله عنهما، قال) :
( كان النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرأ علينا السورة فيها السجدة، فيسجد ونسجد) معه ( حتى ما يجد أحدنا) أي بعضنا ( موضع جبهته) لكثرة الساجدين وضيق المكان.