فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من أحب تعجيل الصدقة من يومها

باب مَنْ أَحَبَّ تَعْجِيلَ الصَّدَقَةِ مِنْ يَوْمِهَا
( باب من أحب تعجيل الصدقة) فرضها ونفلها ( من يومها خوفًا من عروض الموانع) .


[ قــ :1374 ... غــ : 1430 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ -رضي الله عنه- حَدَّثَهُ قَالَ: "صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْعَصْرَ فَأَسْرَعَ، ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ، فَقُلْتُ -أَوْ قِيلَ- لَهُ فَقَالَ: كُنْتُ خَلَّفْتُ فِي الْبَيْتِ تِبْرًا مِنَ الصَّدَقَةِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُبَيِّتَهُ، فَقَسَمْتُهُ".


وبالسند قال: ( حدّثنا أبو عاصم) النبيل الضحاك بن مخلد ( عن عمر بن سعيد) بضم العين في الأوّل وكسرها في الثاني النوفلي القرشي المكيّ ( عن ابن أبي مليكة) بضم الميم وفتح اللام عبد الله ( أن عقبة بن الحرث) أبا سروعة النوفلي ( -رضي الله عنه- حدثه قال: صلّى بنا النبي) ولأبوي ذر والوقت: صلّى النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العصر فأسرع) وفي باب: من صلّى بالناس فذكر حاجة فتخطاهم فسلم بدل قوله هنا فأسرع ( ثم دخل البيت فلم يلبث أن خرج فقلت) : ولأبي الوقت في غير اليونينية فقلنا ( أو قيل له) عن سبب سرعته ( فقال) عليه الصلاة والسلام؛ "كنت خلفت في البيت تبرًا" ذهبًا غير مضروب ( من الصدقة فكرهت أن أبيته) بضم الهمزة وفتح الموحدة وتشديد المثناة التحتية أي أتركه حتى يدخل الليل ( فقسمته) وهذا موضع الترجمة لأن كراهته تبييته تدل على استحباب تعجيل الصدقة.
قال الزين بن المنير ترجم المصنف بالاستحباب وكان يمكن أن يقول كراهة تبييت الصدقة لأن الكراهة صريحة في الخبر، واستحباب التعجيل مستنبط من قرائن سياق الخبر حيث أسرع في الدخول والقسمة فجرى على عادته في إيثار الأخفى على الأجلى.