فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الإجارة إلى نصف النهار

باب الإِجَارَةِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ
( باب) حكم ( الإجارة) من أول النهار ( إلى نصف النهار) .


[ قــ :2175 ... غــ : 2268 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ: ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلاَةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى.
ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنَ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ؟ فَأَنْتُمْ هُمْ.
فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالُوا: مَا لَنَا أَكْثَرَ عَمَلاً وَأَقَلَّ عَطَاءً؟ قَالَ: هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ؟ قَالُوا: لاَ.
قَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ».

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الأزدي الواشحي بمعجمة فمهملة البصري قال: ( حدّثنا حماد) هو ابن زيد بن درهم ( عن أيوب) السختياني ( عن نافع) مولى ابن عمر ( عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( مثلكم) مع نبيكم ( ومثل أهل الكتابين) التوراة والإنجيل مع أنبيائهم ( كمثل رجل استأجر أُجراء) بضم الهمزة وفتح الراء على الجمع فالمثل مضروب للأمة مع نبيهم والممثل به الأُجراء مع من استأجرهم ( فقال من يعمل لي من غدوة) بضم الغين المعجمة ( إلى نصف النهار على قيراط) زاد في رواية عبد الله بن دينار قيراط قيراط وهو المراد ( فعملت اليهود) زاد ابن دينار على قيراط قيراط ( ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر) أول وقت دخولها أو أول الشروع فيها ( على قيراط) قيراط ( فعملت النصارى) على قيراط قيراط ( ثم قال من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين) قيراطين ( فأنتم هم فغضبت اليهود والنصارى) أي الكفار منهم ( فقالوا) وفي التوحيد فقال أهل التوراة: ( ما لنا أكثر عملاً) ممن عمل من العصر إلى الغروب ( وأقل عطاء) منهم لأن الوقت من الصبح إلى الظهر أكبر وأكثر وأقل بالنصب على الحال كقوله تعالى: { فما لهم عن التذكرة معرضين} [المدثر: 49] أو خبر كان أي ما لنا كنّا أكثر وما لنا كنا أقل، وفي الفرع بالرفع فيهما خبر مبتدأ محذوف أي ما لنا نحن أكثر وما لنا نحن أقل وعملاً نصب على التمييز ( قال) الله تعالى: ( هل نقصتكم من حقكم) زاد في الرواية الآتية شيئًا ( قالوا لا) لم تنقصنا ( قال فذلك فضلي أُوتيه من أشاء) من عبادي وأراد المصنف -رحمه الله- بهذا إثبات صحة الإجارة بأجر معلوم إلى أجل معلوم من جهة ضرب الشارع المثل بذلك.