فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير

باب مَا يُكْرَهُ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ فِي التَّكْبِيرِ
( باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير) .


[ قــ :2859 ... غــ : 2992 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا، ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إِنَّهُ مَعَكُمْ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ، وَتَعَالَى جَدُّهُ».
[الحديث 2992 - أطرافه في: 4205، 6384، 6409، 6610، 7386] .

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن يوسف) البيكندي أو هو الفريابي كما نص عليه أبو نعيم قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( عن عاصم) الأحول ( عن أبي عثمان) عبد الرحمن بن مل ( عن أبي موسى) عبد الله بن قيس ( الأشعري -رضي الله عنه-) أنه ( قال: كنا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فكنا إذا أشرفنا) أي اطّلعنا ( عن وادٍ هلّلنا وكبّرنا) قد ( ارتفعت أصواتنا) جملة فعلية حالية ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( يا أيها الناسُ أربعُوا على أنفسكم) بكسر الهمزة وفتح الموحدة أي أرفقوا أو انتظروا أو أمسكوا عن الجهر وقفوا عنه أو اعطفوا عليها بالرفق بها والكف عن الشدة ( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنه معكم إنه سميع) في مقابلة أصم ( قريب) ، في مقابلة غائبًا زاد في غير رواية أبي ذر: تبارك اسمه وتعالى جدّه.
قال الطبري: وفيه كراهية رفع الصوت بالدعاء والذكر، وبه قال عامّة السلف من الصحابة والتابعين.

وموضع الترجمة من معنى الحديث لأن حاصل المعنى فيه أنه عليه الصلاة والسلام كره رفع الصوت بالذكر والدعاء.