فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قسمة الإمام ما يقدم عليه، ويخبأ لمن لم يحضره أو غاب عنه

باب قِسْمَةِ الإِمَامِ مَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ، وَيَخْبَأُ لِمَنْ لَمْ يَحْضُرْهُ أَوْ غَابَ عَنْهُ
( باب قسمة الإمام ما يقدم عليه) من هدايا أهل الحرب بين أصحابه وقوله يقدم بفتح الدال ( ويخبأ) بفتح التحتية والموحدة ( لمن لم يحضره) في مجلس القسمة ( أو غاب عنه) ليس غير بلد القسمة.


[ قــ :2986 ... غــ : 3127 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُهْدِيَتْ لَهُ أَقْبِيَةٌ مِنْ دِيبَاجٍ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ، فَقَسَمَهَا فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَعَزَلَ مِنْهَا وَاحِدًا لِمَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنُهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، فَقَامَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: ادْعُهُ لِي, فَسَمِعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَوْتَهُ فَأَخَذَ قَبَاءً فَتَلَقَّاهُ بِهِ وَاسْتَقْبَلَهُ بِأَزْرَارِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْمِسْوَرِ خَبَأْتُ هَذَا لَكَ، يَا أَبَا الْمِسْوَرِ خَبَأْتُ هَذَا لَكَ، وَكَانَ فِي خُلُقِهِ شيء".
وَرَوَاهُ ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ
وقَالَ حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بن مخرمة "قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقْبِيَةٌ".
تَابَعَهُ اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن الوهاب) الحجبي البصري قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) اسم جده درهم ( عن أيوب) السختياني ( عن عبد الله بن أبي مليكة) التيمي الأحول القاضي التابعي ( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وهذا مرسل لكن وقع في رواية الأصيلي كما في الفتح عن ابن أبي مليكة عن المسور قال الحافظ ابن حجر وهو وهم والمعتمد الأول ( أهديت له أقبية) جمع قباء ( من ديباج مزررة بالذهب) من زررت القميص إذا اتخذت له أزرارًا ولأبي ذر عن المستملي مزردة بالدال المهملة بدل الراء الأخيرة من الزرد وهو تداخل حلق الدروع بعضها في بعض ( فقسمها) عليه الصلاة والسلام ( في أناس من أصحابه وعزل منها واحدًا لمخرمة بن نوفل) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة ( فجاء) أي مخرمة ( ومعه ابنه المسور بن مخرمة) بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الواو ( فقام على الباب) النبوي ( فقال) لابنه المسور ( ادعه لي) أي عرفه عليه الصلاة والسلام أني حضرت وفي رواية قال المسور فأعظمت ذلك فقال: يا بني إنه ليس بجبار ( فسمع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صوته) أي صوت مخرمة ( فأخذ قباء فتلقاه به) أي بذلك القباء ( واستقبله بأزراره) الذهب ليريه محاسنه ليرضيه ( فقال) :
( يا أبا المسور خبأت هذا لك، يا أبا المسور خبأت هذا لك) مرتين ( وكان في خلقه) أي مخرمة ( شدة) ولأبي ذر عن الكشميهني شيء فلاطفه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بما فعله معه وكان بالمؤمنين رحيمًا.

( ورواه) أي هذا الحديث ولأبي ذر رواه ( ابن علية) إسماعيل واسم أبيه إبراهيم الأسدي البصري مما وصله في الأدب ( عن أيوب) السختياني أي مرسلاً مثل الرواية الأولى ( قال) ولأبي ذر: وقال ( حاتم بن وردان) مما وصله في باب شهادة الأعمى ( حدّثنا أيوب) السختياني ( عن ابن أبي مليكة) عبد الله ( عن المسور) ولأبي ذر عن المسور بن مخرمة ( قدمت على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أقبية) والمسور وأبوه مخرمة صحابيان فالحديث موصول في هذه الطريق.
( تابعه) أي تابع أيوب ( الليث) بن سعد الإمام على وصله ( عن ابن أبي مليكة) عن المسور هذه المتابعة وصلها في باب كيف يقبض المتاع في الهبة والحاصل أنه اتفق اثنان عن أيوب على إرساله ووصله ثالث عن أيوب ووافقه آخر عن شيخهم واعتمد المؤلّف الموصول لحفظ من وصله فظهر أن رواية الأصيلي الموصولة في الرواية الأولى وهم كما مرّ.