فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قصة الحبش، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا بني أرفدة

باب قِصَّةِ الْحَبَشِ، وَقَوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَا بَنِي أَرْفَدَةَ»
( باب قصة الحبش)
قال في القاموس: الحبش والحبشة محركتين والأحبُش بضم الباء جنس من السودان والجمع حبشان وأحابش، وقيل: إنهم من ولد حبش بن كوش بن حام بن نوح وكانوا سبع إخوة: السند والهند والزنج والقفط والحبشة والنوية وكنعان.

( وقول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) فيما وصله في العيدين ( يا بني أرفدة) بفتم الفاء لأبي ذر ولغيره بكسرها كذا في اليونينية رقم علامة أبي ذر على الفتح وصحح عليه ولم يرقم للكسر شيئًا، ثم قال في الحاشية عن عياض: وبنو أرفدة بكسر الفاء لأبي ذر ولغيره بفتحها وكذلك ضبطه علينا أبو بحر.
قال ليس ابن سراج: هو بالكسر لا غير وهو اسم جدّ لهم أو هو اسم أمه.


[ قــ :3368 ... غــ : 3529 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ -رضي الله عنه- دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى تُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ، وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ.
وَتِلْكَ الأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى».

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) المخزومي مولاهم المصري ونسب لجده واسم أبيه عبد الله قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن عقيل) بضم العين ابن خالد الأيلي ( عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري ( عن عروة) بن الزبير ( عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان) زاد في العيدين من جواري الأنصار ( في أيام منى تدففان) بتثسديد الفاء الأولى مكسورة، ولأبي ذر: تغنيان وتدففان ( وتضربان) بالدف وهو الكربال الذي لا جلاجل فيه ( والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متغش) بشين معجمة مشددة مكسورة منونة، وللكشميهني: متغشيًّا بزيادة مثناة منصوبة منوّنة، وللحموي والمستملي: متغشى بنصب الشين منونة من غير ياء متغط ( بثوبه) مضطجعًا على الفراش قد حوّل وجهه ( فانتهرهما) أي الجاريتين ( أبو بكر) على فعلهما ذلك.
وفي العيدين: فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فكشف النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن وجهه فقال) :
( دعهما) اتركهما تغنيان وتدففان ( يا أبا بكر فإنها أيام عيد) أي يوم سرور شرعي فلا ينكر فيه مثل هذا قالت ( وتلك الأيام أيام منى) .




[ قــ :3368 ... غــ : 3530 ]
- .

     وَقَالَتْ  عَائِشَةُ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دَعْهُمْ، أَمْنًا بَنِي أَرْفَدَةَ، يَعْنِي مِنَ الأَمْنِ».

( وقالت عائشة) : بالسند المذكور ( رأيت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يسترني) بثوب ( وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد) أي بالدرق والحراب ( فزجرهم عمر) وضبب في اليونينية وفرعها على لفظ هم فصار اللفظ فزجر ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: دعهم) اتركهم ( أمنًا) نصب على المصدر أي أنتم أمنًا يا ( يا بني أرفدة يعني) أنه مشتق ( من الأمن) ضد الخوف.