فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب


[ قــ :3876 ... غــ : 4074 ]
- حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَبِيلِ اللَّهِ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
[الحديث 4074 - أطرافه في: 4076] .

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( مخلد بن مالك) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة أبو جعفر النيسابوري الرازي الأصل من إفراده قال: ( حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي) بضم الهمزة وفتح الميم قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر أخبرنا ( ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز ( عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه ( قال) :
( اشتد) كذا في اليونينية وغيرها من الأصول المعتمدة عن ابن عباس قال: اشتد وفي الفرع عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اشتد ( غضب الله على من قتله النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بيده ( في سبيل الله، اشتد غضب الله على قوم دموا) بفتح الدال المهملة والميم المشددة أي جرحوا ( وجه نبي الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حتى خرج منه الدم، وكان الذي جرح وجهه الشريف -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابن قميئة فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته فانتزعهما أبو عبيدة عامر بن الجراح وعض عليهما حتى سقطت ثنيتاه من شدة غوصهما، وامتص مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدم من وجنته ثم ازدرده، فقال عليه الصلاة والسلام: "من مس دمي دمه لم تصبه النار".


وحديث الباب من مراسيل الصحابة لأن أبا هريرة وابن عباس لم يشهدا وقعة أُحد، ويحتمل أن يكونا تحملاه ممن حضرها أو سمعاه من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعده.

باب
هذا ( باب) بالتنوين بغير ترجمة فهو كالمفصل من سابقه وسقط لأبي ذر.




[ قــ :3877 ... غــ : 4075 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ
وَهْوَ يُسْأَلُ عَنْ جُرْحِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْرِفُ مَنْ كَانَ يَغْسِلُ جُرْحَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَنْ كَانَ يَسْكُبُ الْمَاءَ، وَبِمَا دُووِيَ.
قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ - عَلَيْهَا السَّلاَمُ - بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَغْسِلُهُ وَعَلِيٌّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَسْكُبُ الْمَاءَ بِالْمِجَنِّ فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لاَ يَزِيدُ الدَّمَ إِلاَّ كَثْرَةً أَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا وَأَلْصَقَتْهَا فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَئِذٍ وَجُرِحَ وَجْهُهُ وَكُسِرَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ.

وبه قال ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) البلخي واسمه يحيى وقتيبة لقب غلب عليه قال: ( حدّثنا يعقوب) بن عبد الرحمن الإسكندراني ( عن أبي حازم) بالحاء المهملة والزاي سلمة بن دينار ( أنه سمع سهل بن سعد) بسكون الهاء والعين فيهما الساعدي -رضي الله عنهما- ( وهو يسأل) بضم أوله مبنيًّا للمفعول وفي الفرع بالفتح ولعله سبق قلم ( عن جرح رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) الذي جرحه في وقعة أُحد ( فقال: أما) بتخفيف الميم حرف استفتاح وتكثر قبل القسم كقوله:
أما والذي أبكى وأضحك والذي ... أمات وأحيى والذي أمره
وقوله هنا ( والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومن كان يسكب الماء وبما دووي) بضم الدال المهملة وسكون الواو الأولى وكسر الثانية بعدها تحتية مبنيًّا للمفعول ( قال: كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تغسله، وعلي بن أبي طالب) ثبت أن ابن أبي طالب لابن عساكر ( يسكب الماء بالمجن) بكسر الميم وفتح الجيم وتشديد النون بالترس على الجرح ( فلما رأت فاطمة) -رضي الله عنها- ( أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخدت قطعة من حصير فأحرقتها) حتى صارت رمادًا ( وألصقتها) بالواو بالجرح ولأبوي ذر والوقت فألصقتها ( فاستمسك الدم وكسرت رباعيته) اليمنى السفلى ( يومئذٍ) كسرها عتبة بن أبي وقاص أخو سعد ومن ثم لم يولد من نسله ولد فيبلغ الحنث إلا وهو أبخر أو أهتم أي مكسور الثنايا يعرف ذلك في عقبه ( وجرح وجهه) جرحه عبد الله بن قميئة أقمأه الله ( وكسرت البيضة) أي الخوذة ( على رأسه) وسلط الله على ابن قميئة تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة.




[ قــ :3878 ... غــ : 4076 ]
- حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ نَبِيٌّ واشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ دَمَّى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( عمرو بن علي) أبو حفص الباهلي الصيرفي الفلاس البصري قال: ( حدّثنا أبو عاصم) الضحاك بن مخلد النبيل قال: ( حدّثنا ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز ( عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- أنه ( قال) :
( اشتد غضب الله على من قتله نبي) بييده في غير قصاص أو حدّ ( واشتد غضب الله على من
دمّى)
بتشديد الميم ( وجه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) كذا أورده هنا عن ابن عباس لم يذكر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ورفعه في السابق.