فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب


[ قــ :4074 ... غــ : 4301 ]
- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سُنَيْنٍ أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: وَزَعَمَ أَبُو جَمِيلَةَ أَنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَخَرَجَ مَعَهُ عَامَ الْفَتْحِ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( إبراهيم بن موسى) الفراء الرازي الصغير قال: ( أخبرنا هشام) أبو عبد الرحمن بن يوسف الصنعاني اليماني ( عن معمر) هو ابن راشد ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( عن سنين) بضم السين المهملة وفتح النون بعدها تحتية ساكنة فنون أخرى ( أبي جميلة) بفتح الجيم وكسر الميم الضمري ويقال السلمي ( قال) الزهري ( أخبرنا) أي أبو جميلة ( و) الحال أنا ( نحن مع ابن المسيب) سعيد أراد تقوية روايته عنه بكونها بحضرة ابن المسيب ولم يذكر المخبر به ( قال) أي الزهري ( وزعم) أي قال ( أبو جميلة أنه أدرك النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وخرج معه) إلى مكة ( عام الفتح) كذا
ذكره في الصحابة ابن منده وأبو نعيم وابن عبد البر وقال غيرهم: وحج معه عليه الصلاة والسلام حجة الوداع.




[ قــ :4075 ... غــ : 430 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو قِلاَبَةَ أَلاَ تَلْقَاهُ فَتَسْأَلَهُ، قَالَ: فَلَقِيتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرَّ النَّاسِ وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ فَنَسْأَلُهُمْ مَا لِلنَّاسِ، مَا لِلنَّاسِ مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُونَ: يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ أَوْ أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا، فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلاَمَ، وَكَأَنَّمَا يُغْرَى فِي صَدْرِي وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلاَمِهِمِ الْفَتْحَ، فَيَقُولُونَ: اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهْوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلاَمِهِمْ وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلاَمِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَقًّا فَقَالَ: «صَلُّوا صَلاَةَ كَذَا، فِي حِينِ كَذَا وَصَلُّوا كَذَا فِي حِينِ كَذَا فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا» فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنَ الرُّكْبَانِ، فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَىِّ: أَلاَ تُغَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ؟ فَاشْتَرَوْا فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا فَمَا فَرِحْتُ بِشَىْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ.

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) أي ابن درهم ( عن أيوب) السختياني ( عن أبي قلابة) عبد الله بن زيد الجرمي ( عن عمرو بن سلمة) بفتح العين وكسر اللام ابن قيس وقيل ابن نفيع الجرمي اختلف في صحبته ( قال) أيوب: ( قال لي أبو قلابة ألا) بالتخفيف ( تلقاه) أي ألا تلقى عمرو بن سلمة ( فتسأله قال) أبو قلابة: ( فلقيته) أي عمرو بن سلمة ( فسألته فقال) عمرو بن سلمة: ( كنا بماء) أي بموضع ننزل به ( ممر الناس) بتشديد الراء مجرورة صفة لماء وفي اليونينية بفتح الراء أي موضع مرورهم ( وكان يمر بنا الركبان فنسألهم ما للناس ما للناس) بالتكرار مرتين ( ما هذا الرجل) أي يسألون عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعن حال العرب معه ( فيقولون يزعم أن الله أرسله أوحى إليه أو أوحى الله) وسقط لفظ أو لأبي ذر ( بكذا) في اليونينية وفرعها مشطوب على الباء بالحمرة شطبتين وفوقها علامة أبي ذر أي أن الباء ساقطة في روايته والشك من الراوي يريد حكاية ما كانوا يخبرونهم به مما سمعوه من القرآن وفي مستخرج أبي نعيم فيقولون نبي يزعم أن الله أرسله وأن الله أوحى إليه كذا وكذا ( فكنت أحفظ ذلك) ولأبي ذر: ذاك ( الكلام) ولأبي داود وكنت غلامًا فحفظت من ذلك قرآنًا كثيرًا ( وكأنما) بالواو ولأبي ذر: فكأنما ( يغرى) بضم التحتية وسكون الغين المعجمة وفتح الراء كذا في الفرع مصححًا عليه من التغرية أي كأنما يلصق ( في صدري) ونسبها في فتح الباري للإسماعيلي لكنه قال: بتشديد الراء قال: ورجحها عياض، ولأبي ذر عن الكشميهني: يقر بقاف مفتوحة وراء مشددة من القرار.
قال في الفتح: وفي رواية عن الكشميهني يقرأ بزيادة ألف مقصورًا من التقرية أي يجمع ولأبي ذر عن الحموي
والمستملي ونسبها في الفتح للأكثر يقرأ بسكون القاف آخره همزة مضمومة من القراءة ( وكانت العرب تلوم) بفتح اللام والواو المشددة وأصله بتاءين فحذفت إحداهما تخفيفًا أي تنتظر وتتربص ( بإسلامهم الفتح) أي فتح مكة ( فيقولون: اتركوه وقومه) قريشًا ( فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر) أي أسرع ( كل قوم بإسلامهم وبدر) أي أسرع ( أبي قومي بإسلامهم فلما قدم) أبي ( قال: جئتكم والله من عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حقًا) فقال عليه الصلاة والسلام لهم:
( صلوا صلاة كذا في حين كذا وصلوا كذا) ولأبي ذر: وصلوا صلاة كذا ( في حين كذا فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآنًا) ولأبي داود أنهم قالوا: يا رسول الله من يؤمنا؟ قال: أكثركم جمعًا للقرآن ( فنظروا) في الحي ( فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني لما كنت أتلقى) من القرآن ( من الركبان فقدموني بين أيديهم) أصلي بهم ( وأنا ابن ست أو سبع سنين وكانت عليّ بردة) شملة مخططة أو كساء أسود مربع ( كنت إذا سجدت تقلصت) بقاف ولام مشددة وصاد مهملة أي انجمعت وتكشفت ( عني فقالت امرأة من الحي: ألا تغطوا) بحذف النون في الفرع كأصله في حالة الرفع.
قال ابن مالك: إنه ثابت في الكلام الفصيح نثره ونظمه ولأبي ذر: ألا تغطون ( عنا است قارئكم) أي عجزه ( فاشتروا) زاد أبو داود لي قميصًا عمانيًا بضم العين مخففًا نسبة إلى عُمان من البحرين ( فقطعوا لي قميصًا فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص) وبهذا تمسك الشافعية في إمامة الصبي المميز في الفريضة، ولا يستدل به على عدم شرط ستر العورة في الصلاة لأنها واقعة حال فيحتمل أن يكون ذلك قبل علمهم بالحكم.




[ قــ :4076 ... غــ : 4303 ]
- حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،.

     وَقَالَ  اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدٍ أَنْ يَقْبِضَ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ،.

     وَقَالَ  عُتْبَةُ: إِنَّهُ ابْنِي، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ فِي الْفَتْحِ أَخَذَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ، فَأَقْبَلَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَقْبَلَ مَعَهُ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ، فَقَالَ سَعْدُ: هَذَا ابْنُ أَخِي عَهِدَ إِلَىَّ أَنَّهُ ابْنُهُ.
قَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَخِي هَذَا ابْنُ زَمْعَةَ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى ابْنِ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ فَإِذَا أَشْبَهُ النَّاسِ بِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «هُوَ لَكَ هُوَ أَخُوكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ» مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ،.

     وَقَالَ  رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «احْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ» لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ».

وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَصِيحُ بِذَلِكَ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ولأبي ذر: حدّثنا ( عبد الله بن مسلمة) بن قعنب القعنبي ( عن
مالك)
الإمام ( عن ابن شهاب) الزهري ( عن عروة بن الزبير عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .

( وقال الليث) بن سعد الإمام فيما وصله الذهلي في الزهريات ( حدثني) بالإفراد ( يونس) بن يزيد الأيلي ( عن ابن شهاب) الزهري أنه قال: ( حدثني) بالإفراد ( عروة بن الزبير) قال ابن حجر واللفظ لرواية يونس ( أن عائشة) -رضي الله عنها- ( قالت: كان عتبة بن أبي وقاص) مالك قيل إنه صحابي وقال أبو نعيم: لا بل مات كافرًا وهو الذي كسر رباعية النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( عهد إلى أخيه سعد) أحد العشرة المبشرة بالجنة ( أن يقبض) عبد الرحمن ( ابن وليدة زمعة) فعلية من الولادة بمعنى مفعولة قال الجوهري: الصبية والأمة والجمع ولائد وزمعة بفتح الزاي وسكون الميم وهو ابن قيس بن عبد شمس القرشي العامري والد سودة زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولم يقف الحافظ ابن حجر على اسم هذه الوليدة، وقال: لكن ذكر مصعب بن الزبير وابن أخيه الزبير في نسب قريش أنه كانت أمة يمانية وكانت مستفرشة لزمعة فزنى بها عتبة وكانت طريقة الجاهلية في مثل ذلك أن السيد إن استحلقه لحقه وإن نفاه انتفى عنه وإن ادّعاه كان مردّ ذلك إلى السيد أو القائف.

( وقال عتبة: إنه ابني فلما قدم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مكة في) زمن ( الفتح أخذ سعد بن أبي وقاص ابن وليدة زمعة) وفي رواية معمر عن الزهري فلما كان يوم الفتح رأى سعد الغلام فعرفه بالشبه فاحتضنه إليه وقال: ابن أخي ورب الكعبة ( فأقبل به إلى رسول الله) ولأبوي ذر والوقت إلى النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأقبل معه عبد بن زمعة فقال سعد) بن أبي وقاص ( هذا ابن أخي عهد إليّ أنه ابنه قال) : ولأبي ذر فقال ( عبد بن زمعة: يا رسول الله هذا أخي هذا ابن وليدة زمعة ولد على فراشه فنظر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى ابن وليدة زمعة فإذا) هو ( أشبه الناس بعتبة بن أبي وقاص فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( هو) أي الولد ( لك هو أخوك) بالاستلحاق أو بحكمه عليه الصلاة والسلام بعلمه في ذلك ( يا عبد بن زمعة) بضم دال عبد وفتحها وابن نصب على الحالين ( من أجل أنه ولد على فراشه) ( وقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: احتجبي منه) أي من ابن وليدة زمعة المتنازع فيه ( يا سودة) ندبًا واحتياطًا وإلاّ فقد ثبت نسبه وأخوّته لها في ظاهر الشرع ( لما رأى) عليه الصلاة والسلام ( من شبه عتبة بن أبي وقاص) بالولد المتنازع فيه، وأشار الخطاب إلى أن ذلك مزية لأمهات المؤمنين لأن لهن في ذلك ما ليس لغيرهن.

( قال ابن شهاب) الزهري فيما وصله المؤلّف في القدر ( وقالت عائشة: قال
رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الولد للفراش)
أي لصاحب الفراش زوجًا أو سيدًا ( وللعاهر) أي الزاني ( الحجر) الخيبة ولا حق في الولد أو المراد الرجم وضعف بأنه ليس كل من يزني يرجم بل المحصن.
وأيضًا فلا يلزم من رجمه نفي الولد والحديث إنما هو في نفيه عنه.
( وقال ابن شهاب) أيضًا: ( وكان أبو هريرة يصيح) بفتح أوله أي يعلن ( بذلك) أي بقوله: الولد للفراش وللعاهر الحجر.

وهذا الحديث موصول إلى الزهري منقطع بينه وبين أبي هريرة رواه مسلم وغيره من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم أيضًا من طريق معمر كلاهما عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب.




[ قــ :4077 ... غــ : 4304 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ، فَفَزِعَ قَوْمُهَا إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ يَسْتَشْفِعُونَهُ قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمَّا كَلَّمَهُ أُسَامَةُ فِيهَا تَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «أَتُكَلِّمُنِي فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ»؟ قَالَ أُسَامَةُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطِيبًا فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ النَّاسَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُهَا فَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَتَزَوَّجَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَتْ تَأْتِينِي بَعْدَ ذَلِكَ فَأَرْفَعُ حَاجَتَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن مقاتل) أبو الحسن المروزي المجاور بمكة قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك قال: ( أخبرنا يونس) بن يزيد الأيلي ( عن الزهري) محمد بن مسلم أنه قال: ( أخبرني) بالإفراد ( عروة بن الزبير) بن العوّام ( أن امرأة) اسمها فاطمة المخزومية ( سرقت) حليًّا أو غيره ( في عهد رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غزوة الفتح) ظاهره الإرسال لكن ظاهر قوله في آخره قالت عائشة أنه عن عائشة.

وموضع الترجمة منه قوله في غزوة الفتح ( ففزع قومها) أي التجؤوا ( إلى أسامة بن زيد) مولى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( يستشفعونه) أي يستشفعون به عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن لا يقطع يدها إما عفوًّا وإما فداء وكأن -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقبل شفاعته ( قال عروة: فلما كلمه) عليه الصلاة والسلام ( أسامة فيها تلوّن وجه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال) :
( أتكلمني) بهمزة الاستفهام الإنكاري وفي الحدود: أتشفع ( في حدّ من حدود الله؟ قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله فلما كان العشي قام رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خطيبًا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإنما أهلك الناس قبلكم) وللنسائي من رواية سفيان إنما هلك بنو إسرائيل ( إنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه) ولم يقيموا عليه الحد ( وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) وفي رواية إسماعيل بن أمية وإذا سرق فيهم الوضيع قطعوه ( والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) وهذا من الأمثلة التي صح فيها أن لو حرف امتناع لامتناع، وقد ذكر ابن ماجه عن محمد بن رمح سمعت الليث يقول عقب هذا الحديث: قد أعاذها الله من أن تسرق، وكل مسلم ينبغي له أن يقول: هذا.
وخص -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابنته بالذكر لأنها أعز أهله عنده فأراد المبالغة في تثبيت إقامة الحد على كل مكلف وترك المحاباة.

( ثم أمر رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بتلك المرأة) التي سرقت ( فقطعت يدها) وللنسائي: قم يا بلال فخذ بيدها فاقطعها ( فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت) وعند أبي عوانة من رواية ابن أخي الزهري فنكحت رجلاً من بني سليم وتابت ( قالت عائشة: فكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وعند أحمد أنها قالت: هل من توبة يا رسول الله؟ فقال: "أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك".

وبقية فوائد الحديث تأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الحدود والله الموفق والمعين.

4305 و 4306 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ حَدَّثَنِي مُجَاشِعٌ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِأَخِي بَعْدَ الْفَتْحِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُكَ بِأَخِي لِتُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ قَالَ: «ذَهَبَ أَهْلُ الْهِجْرَةِ بِمَا فِيهَا» فَقُلْتُ عَلَى أَيِّ شَىْءٍ تُبَايِعُهُ؟ قَالَ: «أُبَايِعُهُ عَلَى الإِسْلاَمِ، وَالإِيمَانِ وَالْجِهَادِ» فَلَقِيتُ أَبَا مَعْبَدٍ بَعْدُ وَكَانَ أَكْبَرَهُمَا فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: صَدَقَ مُجَاشِعٌ.

وبه قال: ( حدّثنا عمرو بن خالد) الحراني الجزري سكن مصر قال: ( حدّثنا زهير) هو ابن معاوية قال: ( حدّثنا عاصم) هو ابن سليمان ( عن أبي عثمان) عبد الرحمن بن مل النهدي أنه ( قال: حدثني) بالإفراد ( مجاشع) بميم مضمومة فجيم فألف فشين معجمة مكسورة فعين مهملة ابن مسعود بن ثعلبة بن وهب السلمي بضم السين أنه ( قال: أتيت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأخي) مجالد ( بعد الفتح قلت: يا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأخي لتبايعه على الهجرة) إلى المدينة ( قال) عليه الصلاة والسلام:
( ذهب أهل الهجرة) الذين هاجروا قبل الفتح ( بما فيها) من الفضل فلا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ( فقلت: على أي شيء تبايعه؟ قال) عليه الصلاة والسلام: ( أبايعه على الإسلام والإيمان والجهاد) عند الحاجة إليه.
قال أبو عثمان النهدي ( فلقيت أبا معبد) يريد مجالدًا ( بعد) أي بعد سماعي الحديث من مجاشع وللأصيلي وابن عساكر وأبي ذر عن الحموي والمستملي فلقيت معبدًا والصواب الأول ( وكان) أي أبو معبد ( أكبرهما) أي أكبر الأخوين ( فسألته) عن حديث مجاشع الذي سمعته منه ( فقال: صدق مجاشع) .

وهذا الحديث قد مرّ في أوائل الجهاد في باب البيعة في الحرب أن لا يفروا مختصرًا.

4307 و 4308 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ انْطَلَقْتُ بِأَبِي مَعْبَدٍ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ قَالَ: «مَضَتِ الْهِجْرَةُ لأَهْلِهَا أُبَايِعُهُ عَلَى الإِسْلاَمِ، وَالْجِهَادِ» فَلَقِيتُ أَبَا مَعْبَدٍ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: صَدَقَ مُجَاشِعٌ.
.

     وَقَالَ  خَالِدٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ مُجَاشِعٍ: أَنَّهُ جَاءَ بِأَخِيهِ مُجَالِدٍ.

وبه قال: ( حدثنا محمد بن أبي بكر) المقدمي قال: ( حدّثنا الفضيل) ولأبي ذر: فضيل ( بن سليمان) النميري البصري قال: ( حدّثنا عاصم) هو ابن سليمان ( عن أبي عثمان النهدي عن
مجاشع بن مسعود)
أنه قال: ( انطلقت بأبي معبد) مجالد ( إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليبايعه على الهجرة) إلى المدينة ( قال) عليه الصلاة والسلام:
( مضت الهجرة لأهلها) فلا هجرة بعد الفتح ( أبايعه على الإسلام والجهاد) ولم يذكر في هذه "الإيمان" الثابت في الأولى.
قال أبو عثمان ( فلقيت أبا معبد) أخا مجاشع ( فسألته) عما حدثني به أخوه مجاشع ( فقال: صدق مجاشع، وقال خالد) الحذاء فيما وصله الإسماعيلي ( عن أبي عثمان) النهدي ( عن مجاشع أنه جاء بأخيه مجالد) إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: هذا مجالد يا رسول الله فبايعه على الهجرة .. الحديث.




[ قــ :4080 ... غــ : 4309 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ.

قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُهَاجِرَ إِلَى الشَّأْمِ، قَالَ: لاَ هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ، فَانْطَلِقْ فَاعْرِضْ نَفْسَكَ فَإِنْ وَجَدْتَ شَيْئًا وَإِلاَّ رَجَعْتَ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( محمد بن بشار) أبو بكر العبدي البصري بندار قال: ( حدّثنا غندر) محمد بن جعفر قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن أبي بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة جعفر بن أبي وحشية واسمه إياس ( عن مجاهد) هو ابن جبر أنه قال: ( قلت لابن عمر -رضي الله عنهما- إني أريد أن أهاجر إلى الشام قال) : أي ابن عمر ( لا هجرة) أي بعد الفتح ( ولكن جهاد فانطلق) بكسر اللام والجزم على الأمر ( فأعرض) بهمزة قطع مجزومًا على الأمر أيضًا مصححًا عليها في الفرع وبهمزة وصل مصححًا عليها في أصله ( نفسك فإن وجدت شيئًا) من الجهاد والقدرة عليه فهو المراد ( وإلاّ) بأن لم تجد شيئًا من ذلك ( رجعت) .




[ قــ :4080 ... غــ : 4310 ]
- وَقَالَ النَّضْرُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا،.

قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ: فَقَالَ: لاَ هِجْرَةَ الْيَوْمَ أَوْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِثْلَهُ.

( وقال النضر) بن شميل فيما وصله الإسماعيلي ( أخبرنا شعبة) بن الحجاج قال: ( أخبرنا أبو بشر) جعفر ( قال: سمعت مجاهدًا يقول: قلت لابن عمر) : أي أني أريد الشأم الخ .. ( فقال: لا هجرة اليوم أو) قال: ( بعد رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مثله) .
أي مثل الحديث السابق.




[ قــ :4081 ... غــ : 4311 ]
- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ -رضي الله عنهما- كَانَ يَقُولُ: لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( إسحاق بن يزيد) نسبه لجدّه واسم أبيه إبراهيم الفراديسي قال: ( حدّثنا يحيى بن حمزة) الحضرمي قاضي دمشق ( قال: حدثني) بالإفراد ( أبو عمرو) بفتح العين عبد الرحمن ( الأوزاعي عن عبدة) بفتح العين وسكون الموحدة ( ابن أبي
لبابة)
الأسدي الكوفي ( عن مجاهد بن جبر) المكي ( أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان يقول: لا هجرة بعد الفتح) .




[ قــ :408 ... غــ : 431 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: زُرْتُ عَائِشَةَ مَعَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ فَسَأَلَهَا عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَتْ: لاَ هِجْرَةَ الْيَوْمَ، كَانَ الْمُؤْمِنُ يَفِرُّ أَحَدُهُمْ بِدِينِهِ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَخَافَةَ أَنْ يُفْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ أَظْهَرَ اللَّهُ الإِسْلاَمَ فَالْمُؤْمِنُ يَعْبُدُ رَبَّهُ حَيْثُ شَاءَ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ.

وبه قال: ( حدّثنا إسحاق بن يزيد) الفراديسي قال: ( حدّثنا يحيى بن حمزة) الحضرمي قال: ( حدثني) بالإفراد ( الأوزاعي) أبو عمرو ( عن عطاه بن أبي رباح) بفتح الراء والموحدة أنه ( قال: زرت عائشة مع عبيد بن عمير) بضم العين فيهما الليثي ( فسألها عن الهجرة فقالت: لا هجرة اليوم كان المؤمن) بالإفراد مصححًا عليه في الفرع كأصله أي قبل الفتح وفي الهجرة المؤمنون ( يفرّ أحدهم بدينه) أي بسبب حفظ دينه ( إلى الله) عز وجل ( وإلى رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) إلى المدينة ( مخافة أن يفتن عليه) بنصب مخافة على التعليل ( فأما اليوم) بعد الفتح ( فقد أظهر الله الإسلام) وفشت الشرائع والأحكام ( فالمؤمن يعبد ربه حيث شاء ولكن جهاد) في الكفار ( ونية) أي وثواب نيّة الجهاد أو في الهجرة.

وسبق الحديث في الهجرة.




[ قــ :4083 ... غــ : 4313 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَامَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهْيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحْلِلْ لِي إِلاَّ سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ، لاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ» فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِلاَّ الإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْهُ لِلْقَيْنِ وَالْبُيُوتِ، فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ: «إِلاَّ الإِذْخِرَ فَإِنَّهُ حَلاَلٌ».
وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِمِثْلِ هَذَا أَوْ نَحْوِ هَذَا.
رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا إسحاق) هو ابن منصور وبه جزم أبو علي الجياني أو هو ابن نصر قاله الحاكم قال: ( حدّثنا أبو عاصم) هو النبيل ( عن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز أنه قال: ( أخبرني) بالإفراد ( حسن بن مسلم) أي ابن يناق المكي ( عن مجاهد) هو ابن جبر ( أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) هذا مرسل وقد وصله في الحج والجهاد من رواية منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس ( قام يوم الفتح فقال) :
( إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرام الله) بفتح الحاء والراء بعدها
ألف في اللفظين ( إلى يوم القيامة) والخليل مبلغ التحريم عن الله إلى الناس ( لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي ولم تحلل) بفتح الفوقية وكسر اللام الأولى ولأبي الوقت والأصيلي ولم تحلل بضم الفوقية وفتح اللام ( لي) وزاد أبوا ذر والوقت: قط ( إلاّ ساعة من الدهر) ما بين أول النهار ودخول العصر ( لا ينفر صيدها) أي لا يزعج عن مكانه ( ولا يعضد) لا يقطع ( شوكها) ولأبي ذر عن الكشميهني: شجرها ( ولا يختلى) بضم التحتية وسكون المعجمة مقصورًا لا يقلع ( خلاها) بفتح المعجمة مقصورًا أيضًا كلؤها الرطب ( ولا تحل لقطتها إلا لمنشد) يعرّفها ثم يحفظها لمالكها ولا يتملكها كسائر لقطة غيرها من البلاد ( فقال العباس بن عبد المطلب: إلاّ الإذخر) بالمعجمتين ( يا رسول الله إنه لا بدّ منه للقين) بفتح القاف الحداد للوقود ( والبيوت) في سقفها بأن يجعل فوق الخشب أو للوقود الحلفاء ( فسكت) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( ثم قال) : بوحي أو نفث في روعه ( إلاّ الإذخر فإنه حلال) والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا ينطق عن الهوى فالتحريم إلى الله حكمًا وإلى رسول الله بلاغًا.

( وعن ابن جريج) عبد الملك بالإسناد السابق أنه قال: ( أخبرني) بالإفراد ( عبد الكريم) بن مالك الجزري الخضري بالخاء والضاد المعجمتين نسبة إلى قرية من اليمامة ( عن عكرمة عن ابن عباس بمثل هذا) .
الحديث السابق ( أو نحو هذا) شك من الراوي وهل المثل والنحو مترادفان أو المثل هو المتحد في الحقيقة والنحو أعم.
( رواه) أي الحديث المذكور ( أبو هريرة عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) فيما سبق موصولاً في كتاب العلم.