فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {إلا المودة في القربى} [الشورى: 23]

باب قَوْلِهِ: {إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}
( باب قوله) تعالى: ( {إلا المودة في القربى}) [الشورى: 23] أي أن تودّوني لقرابتي منكم أو تودوا أهل قرابتي وقيل الاستثناء منقطع إذ ليست المودة من جنس الأجر والمعنى: لا أسألكم أجرًا قطّ ولكن أسألكم المودة وفي القربى حال منها أي إلا المودة ثابتة في ذوي القربى متمكّنة في أهلها أو في حق القرابة ومن أجلها قاله في الأنوار، فإن قلت: لا نزاع أنه لا يجوز طلب الأجر على تبليغ الوحي.
أجيب بأنه من باب قوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
يعني: أنا لا أطلب منكم إلا هذا وهذا في الحقيقة ليس أجرًا لأن حصول المودّة بين المسلمين أمر واجب وإذا كان كذلك فهو في حق أشرف الخلق أولى فقوله: {إلا المودة في القربى} تقديره والمودة في القربى ليست أجرًا فرجع الحاصل إلى أنه لا أجر البتة.


[ قــ :4558 ... غــ : 4818 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: -رضي الله عنهما- أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى آلِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عَجِلْتَ، إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلاَّ كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ، فَقَالَ: "إِلاَّ أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ".

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن بشار) العبدي البصري أبو بكر بندار قال: ( حدّثنا محمد بن جعفر) الهذلي البصري المعروف بغندر قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن عبد الملك بن ميسرة) ضد الميمنة الهلالي الكوفي أنه ( قال سمعت طاوسًا) هو ابن كيسان اليماني ( عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه سئل عن قوله) تعالى: ( {إلا المودة في القربى} فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) فحمل الآية على أمر المخاطبين بأن يوادّوا أقاربه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو عام لجميع المكلفين ( فقال ابن
عباس)
لسعيد ( عجلت) بفتح العين وكسر الجيم وسكون اللام أي أسرعت في تفسيرها ( إن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة فقال) :
( إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة) فحمل الآية على أن توادّوا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من أجل القرابة التي بينه وبينكم فهو خاص بقريش ويؤيده أن السورة مكية، وأما حديث ابن عباس أيضًا عند ابن أبي حاتم قال: لما نزلت هذه الآية {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى} [الشورى: 23] قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر الله بمودّتهم؟ قال: فاطمة وولدها عليهم السلام.
فقال ابن كثير: إسناده ضعيف فيه متهم لا يعرف إلا عن شيخ شيعي مخترق وهو حسين الأشقر ولا يقبل خبره في هذا المحل، والآية مكية ولم يكن إذ ذاك لفاطمة أولاد بالكلية فإنها لم تتزوج بعلي إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة وتفسير الآية بما فسر به حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس أحق وأولى، ولا تنكر الوصاة بأهل البيت واحترامهم وإكرامهم إذ هم من الذرية الطاهرة التي هي أشرف بيت وجد على الأرض فخرًا وحسبًا ونسبًا ولا سيما إذا كانوا متبعين للسُّنّة الصحيحة كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه علي وآل بيته وذريته - رضي الله عنهم- أجمعين ونفعًا بمحبتهم.


[43] سورة حم الزُّخْرُفِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {عَلَى أُمَّةٍ} عَلَى إِمَامٍ.
{وَقِيلَهُ يَا رَبِّ} تَفْسِيرُهُ: أَيَحْسِبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَلاَ نَسْمَعُ قِيلَهُمْ.
.

     وَقَالَ  ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَلَوْلاَ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}: لَوْلاَ أَنْ جَعَلَ النَّاسَ كُلَّهُمْ كُفَّارًا، لَجَعَلْتُ لِبُيُوتِ الْكُفَّارِ سَقْفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ مِنْ فِضَّةٍ.
وَهْيَ دَرَجٌ، وَسُرُرُ فِضَّةٍ.
{مُقْرِنِينَ}: مُطِيقِينَ.
{آسَفُونَا}: أَسْخَطُونَا.
{يَعْشُ}: يَعْمَى.
.

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ}: أَيْ تُكَذِّبُونَ بِالْقُرْآنِ ثُمَّ لاَ تُعَاقَبُونَ عَلَيْهِ؟ {وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ}: سُنَّةُ الأَوَّلِينَ.
{مُقْرِنِينَ}: يَعْنِي الإِبِلَ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ.
{يَنْشَأُ فِي الْحِلْيَةِ}: الْجَوَارِي جَعَلْتُمُوهُنَّ لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا {فَكَيْفَ تَحْكُمُونَ}.
{لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} يَعْنُونَ الأَوْثَانَ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} الأَوْثَانُ، إِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ.
{فِي عَقِبِهِ}: وَلَدِهِ.
{مُقْتَرِنِينَ}: يَمْشُونَ مَعًا.
{سَلَفًا}: قَوْمُ فِرْعَوْنَ سَلَفًا لِكُفَّارِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
{وَمَثَلًا}: عِبْرَةً.
{يَصِدُّونَ}: يَضِجُّونَ.
{مُبْرِمُونَ}: مُجْمِعُونَ.
{أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}: أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ.
{إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} الْعَرَبُ تَقُولُ: نَحْنُ مِنْكَ الْبَرَاءُ وَالْخَلاَءُ، وَالْوَاحِدُ وَالاِثْنَانِ وَالْجَمِيعُ مِنَ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ يُقَالُ فِيهِ بَرَاءٌ لأَنَّهُ مَصْدَرٌ، وَلَوْ قَالَ: {بَرِيءٌ} لَقِيلَ فِي الاِثْنَيْنِ بَرِيئَانِ وَفِي الْجَمِيعِ بَرِيئُونَ وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ إِنَّنِي بَرِيءٌ بِالْيَاءِ.
وَالزُّخْرُفُ الذَّهَبُ.
{مَلاَئِكَةً يَخْلُفُونَ}: يَخْلُفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
قوله: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}.

[43] سورة حم الزُّخْرُفِ
مكية إلا قوله: {واسأل من أرسلنا} وآيها تسع وثمانون ولأبي ذر سورة حم الزخرف، وله ولابن عساكر بسم الله الرحمن الرحيم وسقطت لغيرهما.

( وقال مجاهد) في قوله: ( {على أمة}) ، من قوله: {إنّا وجدنا آباءنا على أمة} [الزخرف: 22] أي ( على إمام) كذا فسره أبو عبيدة عند عبد بن حميد عن مجاهد على ملة وعن ابن عباس عند الطبري على دين.

( {وقيله يا رب}) [الزخرف: 88] ( تفسير: أيحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ولا نسمع قيلهم) وهذا يقتضي الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بجمل كثيرة.

قال الزركشي: فينبغي حمل كلامه على أنه أراد تفسير المعنى ويكون التقدير ويعلم قيله وهذا يرده ما حكاه السفاقسي من إنكار بعضهم لهذا وقال إنما يصح ذلك أن لو كانت التلاوة وقيلهم.
اهـ.

وقيل: عطف على مفعول يكتبون المحذوف أي يكتبون ذلك ويكتبون قيله كذا أو على مفعول يعلمون المحذوف أي يعلمون ذلك ويعلمون قيله أو أنه مصدر أي قال قيله أو بإضمار ْفعل أي الله يعلم قيل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شاكيًا إلى ربه يا رب، وقرأ عاصم وحمزة بخفض اللام وكسر الهاء وصلتها بياء عطفًا على الساعة أي عنده علم قيله والقول والقال والقيل بمعنى واحد جاءت المصادر على هذه الأوزان.

( وقال) ولأبي ذر قال: ( ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم والطبري من طريق علي بن أبي طلحة عنه في قوله: ( {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة}) [الزخرف: 33] أي ( لولا أن جعل) بلفظ الماضي وللأصيلي أن يجعل بصيغة المضارع بالياء التحتية ولأبي ذر وابن عساكر أن أجعل ( الناس كفارًا لجعلت لبيوت الكفار) ولأبي ذر عن الحموي بيوت الكفار ( سقفًا) بفتح السين وسكون القاف على إرادة الجنس وهي قراءة أبي عمرو وابن كثير ولأبي ذر سقفًا بضمهما على الجمع وهي قراءة الباقين ( من فضة ومعارج) جمع معرج ( من فضة وهي درج وسرر فضة) جمع سرير وهل قوله من فضة يشمل المعارج والسّرر وعن الحسن فيما رواه الطبري من طريق عوف عنه قال كفارًا يميلون إلى الدنيا وقد مالت الدنيا بأكثر أهلها وما فعل فكيف لو فعل وقال في الأنوار لولا أن يرغبوا في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة وتنعمهم لحبهم الدنيا فيجتمعوا عليه لجعلنا.

( {مقرنين}) .
في قوله تعالى: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} [الزخرف: 13] أي ( مطيقين) من أقرن الشيء إذا أطاقه ومعنى الآية ليس عندنا من القوّة والطاقة أن نقرن هذه الدابة والفلك أو نضبطها فسبحان مَن سخر لنا هذا بقدرته وحكمته.

( {آسفونا}) أي ( أسخطونا) قاله ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم، وقيل أغضبونا بالإفراط في العناد والعصيان وهذا من المتشابهات فيؤوّل بإرادة العقاب.

( {يعش}) بضم الشين قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم عن عكرمة عنه أي ( يعمى) لكن قال أبو عبيدة من قرأ بضم الشين فمعناه أنه تظلم عينه ومن فتحها فمعناه تعمى عينه، وقال في الأنوار: {ومَن يعش عن ذكر الرحمن} [الزخرف: 36] يتعامى ويعرض عنه بفرط اشتغاله بالمحسوسات وانهماكه في الشهوات وقرئ يعش بالفتح أي يعمى يقال عشي إذا كان في بصره آفة وعشي إذا تعشى بلا آفة كعرج وعرج اهـ.

وقول ابن المنير في الانتصاف وفي الآية نكتتان إحداهما أن النكرة في سياق الشرط تعم وفي ذلك اضطراب للأصوليين وإمام الحرمين يختار العموم وبعضهم حمل كلامه على العموم البدلي لا الاستغراقي، فإن كان مراده عموم الشمول فالآية حجة له من وجهين لأنه نكر الشيطان ولم يرد إلا الكل لأن كل إنسان له شيطان فكيف بالعاشي عن ذكر الله والثاني أنه أعاد الضمير مجموعًا في قوله: {وإنهم ليصدونهم عن السبيل} [الزخرف: 37] ولولا عموم الشمول لما جاز عود الضمير على واحد تعقبه العلاّمة البدر الدماميني فقال في كلٍّ من الوجهين اللذين أبداهما نظر، أما الأول فلا نسلم أنه أراد كل شيطان بل المقصود أنه قيض لكل فرد من العاشين عن ذكر الله شيطان واحد لا كل شيطان وذلك واضح، وأما الثاني فعود ضمير الجماعة على شيء ليس بينه وبين العموم الشمولي تلازم بوجه وعود الضمير في الآية بصيغة ضمير الجماعة إنما كان باعتبار تعدّد الشياطين المفهومة مما تقدم إذ معناه على ما قررناه أن كل عاش له شيطان فبهذا الاعتبار جاء التعديل فعاد الضمير كما يعود على الجماعة.

( وقال مجاهد) مما وصله الفريابي في قوله: ( {أفنضرب عنكم الذكر} [الزخرف: 5] أي تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه) وقال الكلبي أفنترككم سدّى لا نأمركم ولا ننهاكم.

( {ومضى مثل الأوّلين}) [الزخرف: 8] أي ( سُنّة الأوّلين) قاله مجاهد فيما وصله الفريابي أيضًا.

( {مقرنين}) وللأصيلي وما كنا له مقرنين ( يعني الإبل والخيل والبنال والحمير) وهو تفسير للمراد بالضمير في له.

( {ينشأ في الحلية}) أي ( الجواري) اللاتي ينشأن في الزينة أي النبات ( جعلتموهن) وللأصيلي وأبي ذر يقول جعلتموهن ( للرحمن ولد {فكيف تحكمون}) بذلك ولا ترضونه لأنفسكم.

( {لو شاء الرحمن ما عبدناهم}) [الزخرف: 20] ( يعنون الأوثان) وقال قتادة يعنون الملائكة والمعنى وإنما لم يعجل عقوبتنا على عبادتنا إياهم لرضاه منا بعبادتها ( يقول الله تعالى) وللأصيلي
بقول الله تعالى بالموحدة ولأبي ذر وابن عساكر لقول الله عز وجل ( {ما لهم بذلك من علم}) أي ( الأوثان أنهم لا يعلمون) نزل الأوثان منزلة مَن يعقل ونفى عنهم علم ما يصنع المشركون من عبادتهم وقيل الضمير للكفار أي ليس لهم علم ما ذكروهم من قولهم إن الله رضي عنا لعبادتنا وسقط للأصيلي أنهم.

( {في عقبه}) أي ( ولده) فيكون منهم أبدًا مَن يوحّد الله ويدعو إلى توحيده.

( {مقترنين}) أي ( يمشون معًا) قاله مجاهد أيضًا.

( {سلفًا}) في قوله: {فجعلناهم سلفًا ومثلًا للآخرين} [الزخرف: 56] هم ( قوم فرعون سلفًا لكفار أمة محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- {ومثلًا}) أي ( عبرة) لهم.

( {يصدّون}) بكسر الصاد أي ( يضجون) وقرأ نافع وابن عامر والكسائي بضم الصاد فقيل هما بمعنى واحد وهو الضجيج واللغط وقيل الضم من الصدود وهو الإعراض.

( {مبرمون}) في قوله تعالى: {أم أبرموا أمرًا فإنا مبرمون} [الزخرف: 79] أي ( مجمعون) وقيل محكمون.

( {أوّل العابدين}) أي ( أوّل المؤمنين) قاله مجاهد أيضًا.

( {إنني}) ولأبي ذر والأصيلي وقال غيره أي غير مجاهد: إنني ( {براء مما تعبدون}) [الزخرف: 26] ( العرب تقول نحن منك البراء) منك ( والخلاء) منك ( والواحد والاثنان والجميع من المذكر والمؤنث يقال فيه براء) بلفظ واحد ( لأنه مصدر) في الأصل وقع موقع الصفة وهي بريء ( ولو قال) ولأبي ذر ولو قيل ( {بريء} لقيل في الاثنين بريئان وفي الجميع بريئون}) وأهل نجد يقولون أنا بريء وهي بريئة ونحن برآء ( وقرأ عبد الله) يعني ابن مسعود ( إنني بريء بالياء) وصله الفضل بن شاذان في كتاب القراءة عنه.

( والزخرف) في قوله: {ولبيوتهم أبوابًا وسررًا عليها يتكئون وزخرفًا} [الزخرف: 34] هو ( الذهب) قاله قتادة وفي قراءة عبد الله بن مسعود أو يكون لك بيت من ذهب.

( {ملائكة}) في قوله تعالى: {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض} [الزخرف: 60] ( {يخلفون}) أي ( يخلف بعضهم بعضًا) قاله قتادة فيما أخرجه عبد الرزاق وزاد في آخره مكان ابن آدم ومن في قوله منكم بمعنى بدل أي بدلكم أو تبعيضية أي لولدنا منكم يا رجال ملائكة في الأرض يخلفونكم كما تخلفكم أولادكم كما ولدنا عيسى من أُنثى دون ذكر.

( قوله: {ونادوا}) ولأبي ذر باب بالتنوين ونادوا ( {يا مالك ليقض علينا ربك}) ليمتنا لنستريح {قال} مالك مجيبًا لهم بعد ألف سنة أو أربعين أو مائة {إنكم ماكثون} [الزخرف: 77] مقيمون في العذاب لا خلاص لكم منه بموت ولا بغيره وسقط قوله قال إنكم
ماكثون لغير أبي ذر وابن عساكر وقال الآية.