فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم، ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون} «

باب قَوْلِهِ: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ}
حَرَّكُوا اسْتَهْزَءُوا بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيُقْرَأُ بِالتَّخْفِيفِ مِنْ لَوَيْتُ
( باب قوله: { وإذا قيل} ) ولأبي ذر: باب بالتنوين وإذا قيل ( { لهم تعالوا} ) معتذرين ( { يستغفر لكم رسول الله} ) عدّ هذه النحاة من الأعمال لأن تعالوا يطلب رسول الله مجرورًا بإلى أي تعالوا إلى رسول الله ويستغفر يطلبه فاعلًا فأعمل الثاني ولذلك رفعه وحذف من الأول إذ التقدير تعالوا إليه، ولو أعمل الأول لقيل: تعالوا إلى رسول الله يستغفر لكم فيضمر في يستغفر فاعل قاله في الدر ( { لوّوا رؤوسهم} ) بالتشديد للتكثير ونافع بالتخفيف مناسبًا لما جاء في القرآن من مستقبله نحو: يلوون ولا ينافي التكثير هذا جواب إذا ( { ورأيتهم يصدون} ) يعرضون عن الاستغفار ويصدون حال لأن الرؤية بصرية ( { وهم مستكبرون} ) [المنافقون: 5] .
حال أيضًا وأتى بيصدون مضارعًا ليدل على التجدد والاستمرار وسقط ورأيتهم الخ لأبي ذر وقال بعد قوله: { رؤوسهم} إلى قوله: { وهم مستكبرون} ( حركوا) هو تفسير قوله لوّوا رؤوسهم ( استهزؤوا بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويقرأ بالتخفيف) كما مرّ ( من لويت) معتل العين واللام وسقط ويقرأ الخ لغير الكشميهني.


[ قــ :4639 ... غــ : 4904 ]
- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَمِّي فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ يَقُولُ: لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا، وَلَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّي فَذَكَرَه لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصَدَّقَهُمْ، فَدَعَانِي فَحَدَّثْتُهُ فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ فَحَلَفُوا مَا قَالُوا وَكَذَّبَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَصَابَنِي غَمٌّ لَمْ يُصِبْنِي مِثْلُهُ قَطُّ، فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي.

     وَقَالَ  عَمِّي: مَا أَرَدْتَ إِلَى أَنْ كَذَّبَكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَقَتَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} ، وَأَرْسَلَ إِلَيَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَرَأَهَا.

     وَقَالَ : «إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ».

وبه قال: ( حدّثنا عبيد الله بن موسى) بضم العين مصغرًا أو محمد العبسي مولاهم الكوفي ( عن إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق ( عن) جده ( أبي إسحاق) عمرو السبيعي ( عن زيد بن أرقم) -رضي الله عنه- أنه ( قال: كنت مع عمي) قيل زيادة على ما مرّ أنه ثابت بن قيس بن زيد وهو أخو أرقم بن زيد أو أراد عمه زوج أمه ابن رواحة وكانوا في غزاة بني المصطلق أو تبوك، وعورض بأن المسلمين كانوا بتبوك أعزّاء والمنافقين أذلة وبأن ابن أبي لم يشهدها إنما كان في الخوالف كما مرّ والإعادة لمزيد الإفادة.
( فسمعت عبد الله بن أُبي ابن سلول يقول) : أي لأصحابه ( لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ فذكرت ذلك لعمي فذكره عمي للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وصدقهم) أي صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام
ابن أُبيّ وأصحابه لما حلفوا على عدم صدور المقالة المذكورة ولأبوي ذر والوقت ( فدعاني) رسول الله-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فحدّثته) بما قال ابن أُبيّ ( فأرسل إلى عبد الله بن أبيّ وأصحابه) فسألهم ( فحلفوا ما قالوا) ذلك ( وكذّبني النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأصابني همّ لم يصبني مثله قط فجلست في بيتي، وقال عمي: ما أردت إلى أن كذبك النبي) وفي نسخة رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومقتك فأنزل الله تعالى) : وفي نسخة عز وجل ( { إذا جاءك المنانقون قالوا نشهد إنك لرسول الله} وأرسل) ولأبي ذر: فأرسل بالفاء بدل الواو ( إليّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقرأها وقال: إن الله قد صدقك) .

قيل: وليس في الحديث ما ترجم به.
وأجيب: بأن عادة المؤلّف أن يشير إلى أصل الحديث، وفي مرسل الحسن فقال قوم لعبد الله بن أُبيّ: فلو أتيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاستغفر لك فجعل يلوي رأسه فنزلت.