فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {وأما من بخل واستغنى} [الليل: 8]

باب قَوْلِهِ: { وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى}
( باب قوله) عز وجل: ( { وأما من بخل} ) بما أمر به ( { واستغنى} بشهوات الدنيا) وثبت لأبي ذر باب قوله.


[ قــ :4683 ... غــ : 4947 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ».
فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نَتَّكِلُ؟ قَالَ: «لاَ، اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ».
ثُمَّ قَرَأَ: «{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} -إِلَى قَوْلِهِ- { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} ».

وبه قال: ( حدّثتا يحيى) هو ابن موسى البلخي المشهور بخت قال: ( حدّثنا وكيع) هو ابن الجراح الرؤاسي بضم الراء وبالهمزة بعدها سين مهملة ( عن الأعمش) سليمان ( عن سعد بن عبيدة) ختن أبي عبد الرحمن ( عن أبي عبد الرحمن) السلمي ( عن علي -رضي الله عنه-) وفي اليونينية عليه السلام أنه ( قال: كنا جلوسًا عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) في جنازة في بقيع الغرقد ( فقال) :
( ما منكم من أحد إلا وقد كُتب مقعده من الجنة ومقعده من النار.
فقلنا)
ولأبي ذر قلنا: ( يا رسول الله أفلا نتكل) أي على كتابنا وندع العمل ( قال: لا اعملوا فكلٌّ ميسر) أي لما خلق له ( ثم
قرأ)
عليه الصلاة والسلام ( { فأما من أعطى واتقى* وصدّق بالحسنى *فسنيسره لليسرى} ) فسنهيئه للخلة التي تؤدي إلى يسر ( إلى قوله: { فسنيسره للعسرى} ) للخلة المؤدية للعسر والشدة لدخول النار.
قال الطيبي: وأما وجه تأنيث اليسرى والعسرى فإن كان المراد منهما جماعة الأعمال فذلك ظاهر وإن كان المراد عملًا واحدًا فيرجع التأنيث إلى الحالة أو الفعلة ويجوز أن يراد الطريقة اليسرى والعسرى.