فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب فضل سورة البقرة

باب فَضْلُ الْبَقَرَةِ
( باب فضل البقرة) ولأبي ذر: باب فضل سورة البقرة.


[ قــ :4742 ... غــ : 5008 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ».

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن كثير) العبدي البصري قال: ( أخبرنا شعبة) بن الحجاج ( عن سليمان) بن مهران الأعمش ( عن إبراهيم) النخعي ( عن عبد الرحمن) بن يزيد النخعي ( عن أبي مسعود) عقبة بن عمرو البدري ( -رضي الله عنه- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: من قرأ بالآيتين) قال في المصابيح فإن قلت: ما هذه الباء التي في قوله بالآيتين؟ قلت: ذهب بعضهم إلى أنها زائدة، وقيل ضمن الفعل معنى التبرك فعدي بالباء، وعلى هذا نقول قرأت بالسورة ولا تقول قرأت بكتابك لفوات معنى التبرك قاله السهيلي، ولأبي الوقت: قرأ الآيتين بحذف الباء.




[ قــ :474 ... غــ : 5009 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ».

قال المؤلّف: ( حدّثنا) ولأبي ذر وحدّثنا بالواو وفي نسخة ح وحدّثنا ( أبو نعيم) الفضل بن دكين قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( عن منصور) هو ابن المعتمر ( عن إبراهيم) النخعي ( عن عبد الرحمن بن يزيد) النخعي ( عن أن مسعود) عقبة البدري ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة) وهما { آمن الرسول} [البقرة: 85] إلى آخرها ( في ليلة كفتاه) أجزأتا عنه من قيام الليل أو عن قراءة القرآن مطلقًا أو من الشيطان وشره أو دفعتا عنه شرَّ الإنس والجن.
وعن ابن مسعود من طريق عاصم عن زر عن علقمة من قرأ خاتمة البقرة أجزأت عنه قيام ليلة وعند الحاكم وصححه عن النعمان بن بشير رفعه: إن الله كتب كتابًا وأنزل منه آيتين ختم
بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار فيقربها الشيطان ثلاث ليال، وزاد أبو عبيد من مرسل ابن جبير فاقرؤوهما وعلّموهما أبناءكم فإنهما قرآن وصلاة ودعاء.




[ قــ :474 ... غــ : 5010 ]
- وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَصَّ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ.
.

     وَقَالَ  النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَدَقَكَ وَهْوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ».

( وقال عثمان بن الهيثم) بن الجهم أبو عمرو العبدي البصري المؤذن مما وصله الإسماعيلي وأبو نعيم من طرق إلى عثمان بن الهيثم ولم يصرح فيه المؤلّف بالتحديث وزعم ابن العربي أنه منقطع قال: ( حدّثنا عوف) بالفاء ابن أبي جميلة بالجيم المفتوحة الأعرابي العبدي البصري ( عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه) أنه ( قال: وكّلني رسول الله) ولأبي الوقت: النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بحفظ زكاة) الفطر من ( رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو) بسكون الحاء المهملة وضم المثلثة يقال: حثا يحثو وحثى يحثي أي يأخذ بكفّيه ( من الطعام) وكان تمرًا ( فأخذته) أي الذي حثي ( فقلت) له: ( لأرفعنّك إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقص الحديث) بنحو ما سبق في الوكالة من قوله قال إني محتاج وعليّ عيال ولي حاجة شديدة قال: فخليت عنه فأصبحت، فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة" قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالًا فرحمته فخليت سبيله.

قال: "أما إنه قد كذبك وسيعود" فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه سيعود فرصدته، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: دعني فإني محتاج وعليّ عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟ " قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالًا فرحمته فخليت سبيله قال: "أما إنه قد كذبك وسيعود" فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنّك إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود.
قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها.
قلت: ما هي ( فقال إذا أويت) أي أتيت ( إلى فراشك) للنوم وأخذت مضجعك ( فاقرأ آية الكرسي لن يزال) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي لم يزل ( معك من الله حافظ) يحفظك ( ولا يقربك شيطان حتى تصبح وقال) : بالواو وسقطت لأبي الوقت ولأبي ذر والأصيلي فقال: ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صدقك) بتخفيف الدال فيما قاله في آية الكرسي ( وهو كذوب) من التتميم البليغ وذلك لأنه لما أوهم مدحه بوصفه بصفة الصدق استدرك نفيه عنه بصيغة المبالغة أي صدقك في هذا القول مع أن عادته الكذب المستمر ( ذاك شيطان) من الشياطين.