فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الله تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض} [النساء: 34]- إلى قوله - {إن الله كان عليا كبيرا} [النساء: 34]

باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} -إِلَى قَوْلِهِ- { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}
( باب قول الله تعالى: { الرجال قوّامون على النساء} ) أي يقومون عليهم آمرين ناهين كما تقوم الولاة على الرعايا ( { بما فضل الله بعضهم على بعض} ) أي بسبب تفضيل الله بعضهم وهم الرجال على بعض وهم النساء بالعقل والعزم والحزم والقوّة والغزو وكمال الصوم والصلاة والنبوّة والخلافة والإمامة والأذان والخطبة والجماعة وتضعيف الميراث والتعصيب فيه، ( إلى قوله: { إن الله كان عليًّا كبيرًا} ) [النساء: 34] أي إن علت أيديكم عليهن فاعلموا أن قدرته تعالى عليكم أعظم من قدرتكم عليهن فاجتنبوا ظلمهن وسقط قوله بما فضل الله إلى آخره لأبي ذر.


[ قــ :4925 ... غــ : 5201 ]
- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا، وَقَعَدَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ آلَيْتَ عَلَى شَهْرًا، قَالَ: «إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ».

وبه قال: ( حدّثنا خالد بن مخلد) بفتح الميم وسكون الخاء وفتح اللام القطواني الكوفي قال: ( حدّثنا سليمان) بن بلال ( قال: حدّثني) بالإفراد ( حميد) الطويل ( عن أنس -رضي الله عنه-) أنه ( قال: آلى) بمدّ الهمزة وفتح اللام ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من نسائه) أي حلف لا يدخل عليهن ( شهرًا) وكان أوّل الشهر وليس المراد هنا الإيلاء الفقهي بل المعنى اللغوي وهو الحلف قال الكرماني: فإن قلت: إذا كان للفظ معنى شرعي ومعنى لغوي يقدم الشرعي على اللغوي وأجاب بأنه إذا لم يكن ثمة قرينة صارفة عن إرادة معناه الشرعي والقرينة كونها شهرًا واحدًا ( وقعد) ولأبي ذر فقعد ( في مشربة) بضم الراء أي غرفة ( له فنزل) منها فدخل على عائشة إذ وافق ذلك يوم نوبتها ( لتسع وعشرين) من يوم إيلائه ( فقيل) أي قالت عائشة: ( يا رسول الله إنك آليت شهرًا) وللمستملي والكشميهني على شهر ( قال) عليه الصلاة والسلام:
( إن الشهر) الذي آليت فيه ( تسع وعشرون) ومناسبة الآية في قوله تعالى: { فعظوهن واهجروهن في المضاجع} [النساء: 34] ومن الحديث قوله آلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من نسائه شهرًا إذ مقتضاه أنه هجرهن، واختلف في المراد بالهجران فقيل لا يدخل عليهن، وقيل: لا يضاجعهن أو يضاجعهن ويوليهن ظهره أو يمتنع من جماعهن أو يجامعهن ولا يكلمهن.