فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم، من الطعام واللحم وغيره

باب مَا كَانَ السَّلَفُ يَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِمْ وَأَسْفَارِهِمْ مِنَ الطَّعَامِ وَاللَّحْمِ وَغَيْرِهِ .

     وَقَالَتْ  عَائِشَةُ وَأَسْمَاءُ: صَنَعْنَا لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ سُفْرَةً
( باب ما كان السلف) من الصحابة والتابعين ( يدّخرون في بيوتهم) في الحضر ( و) يدّخرون في ( أسفارهم من الطعام واللحم وغيره) ومن بيانية ( وقالت عائشة و) أختها لأبيها ( أسماء) بنتا أبي بكر الصديق -رضي الله عنهم- مما سبق في الهجرة ( صنعنا للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبي بكر سفرة) عند إرادتهما للهجرة إلى المدينة.


[ قــ :5130 ... غــ : 5423 ]
- حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:.

قُلْتُ لِعَائِشَةَ أَنَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلاَثٍ؟ قَالَتْ: مَا فَعَلَهُ إِلاَّ فِي عَامٍ جَاعَ النَّاسُ فِيهِ، فَأَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ.
وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ فَنَأْكُلُهُ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ.
قِيلَ: مَا اضْطَرَّكُمْ إِلَيْهِ؟ فَضَحِكَتْ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
.

     وَقَالَ  ابْنُ كَثِيرٍ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ بِهَذَا.
[الحديث 5423 - أطرافه في: 5438، 5570، 6687] .

وبه قال: ( حدّثنا خلاد بن يحيى) أبو محمد السلمي الكوفي قال: ( حدّثنا سفيان) الثوري ( عن عبد الرحمن بن عابس) بألف بعد العين وبعدها موحدة مكسورة فسين مهملة ( عن أبيه) عابس بن ربيعة النخعي الكوفي التابعي الكبير وليس هو عابس بن ربيعة الغطيفي أنه ( قال: قلت
لعائشة)
-رضي الله عنها- ( أنهى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن تؤكل لحوم الأضاحي) بالمثناة الفوقية وفتح الكاف لحوم رفع ولأبي ذر أن يؤكل بالمثناة التحتية من لحوم الأضاحي ( فوق ثلاث) من الأيام ( قالت: ما فعله) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( إلا في عام جاع الناس فيه فأراد) عليه الصلاة والسلام ( أن يطعم الغني الفقير) فالنهي كان خاصًّا بذلك العام للعلة المذكورة ثم نسخ وقوله الغني رفع فاعل الإطعام والفقير نصب مفعوله، ولغير أبي ذر: أن يطعم بفتح العين الغني والفقير بواو العطف والرفع على الفاعلية أي يأكل الغني والفقير ( وإن كنا لنرفع الكراع) بضم الكاف وبالراء آخره عين مهملة مستدق الساق من الغنم ( فنأكله بعد خمس عشرة) ليلة فيه بيان جواز ادّخار اللحم وأكل القديد ( قيل) لها ( ما اضطركم إليه) أي ما ألجأكم إلى تأخيره هذه المدة ( فضحكت) تعجبًا من سؤال عابس عن ذلك مع علمه بما كانوا فيه من ضيق العيش ثم ( قالت: ما شبع آل محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من خبز برّ مأدوم) أي مأكول بالأدم ( ثلاثة أيام) متوالية ( حتى لحق بالله) عز وجل.

( وقال ابن كثير) محمد شيخ المؤلّف ( أخبرنا سفيان) الثوري قال: ( حدّثنا عبد الرحمن بن عابس بهذا) الحديث المذكور لكن في هذه الطريق تصريح سفيان بإخبار عبد الرحمن بن عابس له به، وقد وصله الطبراني في الكبير عن معاذ بن المثنى عن محمد بن كثير به.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الأيمان والنذور ومسلم في أواخر صحيحه والترمذي والنسائي في الأضاحي وابن ماجة فيه وفي الأطعمة، والمطابقة بين الحديث والترجمة في قوله: وإن كنا لنرفع الكواع إلى آخره، ويحتمل أن يكون المراد بالطعام ما يطعم فيدخل فيه كل أدام.




[ قــ :5131 ... غــ : 544 ]
- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الْهَدْيِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْمَدِينَةِ.

تَابَعَهُ مُحَمَّدٌ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ.

     وَقَالَ  ابْنُ جُرَيْجٍ:.

قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَقَالَ حَتَّى جِئْنَا الْمَدِينَةَ قَالَ: لاَ.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( عبد الله بن محمد) المسندي قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( عن عمرو) بفتح العين ابن دينار ( عن عطاء) هو ابن أبي رباح ( عن جابر) الأنصاري -رضي الله عنه- أنه ( قال: كنا نتزوّد لحوم الهدي) الذي يهدى إلى المحرم من النعم ( على عهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي في زمانه في سفرنا من مكة ( إلى المدينة) .

( تابعه) أي تابع عبد الله بن محمد المسندي ( محمد) هو ابن سلام ( عن ابن عيينة) سفيان وهذه المتابعة أخرجها ابن أبي عمر في مسنده.
( وقال ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز ( قلت لعطاء) هو ابن أبي رباح ( أقال) جابر كنا نتزوّد لحوم الهدي ( حتى جئنا المدينة؟ قال) عطاء: ( لا) .

لم يقل جابر حتى جئنا المدينة.
وقال الحافظ ابن حجر: ليس المراد بقول عطاء لا نفي الحكم بل مراده أن جابرًا لم يصرح باستمرار ذلك منهم حتى قدموا، فيكون على هذا معنى قوله في رواية عمرو بن دينار عن عطاء كنا نتزوّد لحوم الهدي إلى المدينة أي لتوجهنا إلى المدينة ولا يلزم من ذلك
بقاؤها معهم حتى يصلوا إلى المدينة لكن روى مسلم من حديث ثوبان ذبح النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أضحيته ثم قال لي: "يا ثوبان أصلح لحم هذه" فلم أزل أطعمه منها حتى قدم المدينة.

وهذا التعليق وصله المؤلّف في باب ما يؤكل من البدن من كتاب الحج ولفظه كنا لا نأكل من لحوم بدننا فوق ثلاث فرخص لنا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: "كلوا وتزوّدوا" ولم يذكر هذه الزيادة.
نعم ذكرها مسلم في روايته عن محمد بن حاتم عن يحيى بن سعيد بالسند الذي أخرجه به البخاري فقال: بعد قوله: كلوا وتزوّدوا.
قلت لعطاء أو قال جابر حتى جئنا المدينة قال: نعم كذا وقع عنده بخلاف ما وقع عند البخاري قال: لا والذي وقع عند البخاري هو المعتمد فإن الإمام أحمد أخرجه في مسنده عن يحيى بن سعيد كذلك، وكذا أخرجه النسائي عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد قاله في الفتح.