فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الرجل يدعى إلى طعام فيقول: وهذا معي

باب الرَّجُلِ يُدْعَى إِلَى طَعَامٍ فَيَقُولُ: وَهَذَا مَعِي.

وَقَالَ أَنَسٌ: إِذَا دَخَلْتَ عَلَى مُسْلِمٍ لاَ يُتَّهَمُ فَكُلْ مِنْ طَعَامِهِ، وَاشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ
( باب الرجل يدعى إلى طعام) فيتبعه آخر ( فيقول) المدعو: ( وهذا) رجل ( معي) تبعني ( وقال أنس) -رضي الله عنه- مما وصله ابن أبي شيبة من طريق عمير الأنصاري ( إذا دخلت على مسلم لا يتهم) في دينه ولا ماله ولفظ ابن أبي شيبة على رجل لا تتهمه ( فكل من طعامه واشرب من شرابه) وزاد أحمد والحاكم والطبراني ولا تسأله عنه.

ومطابقة هذا الأثر لحديث الباب الآتي إن شاء الله تعالى من جهة كون اللحام لم يكن متهمًا وأكل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من طعامه ولم يسأله.


[ قــ :5167 ... غــ : 5461 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنَا شَقِيقٌ حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُكْنَى أَبَا شُعَيْبٍ، وَكَانَ لَهُ غُلاَمٌ لَحَّامٌ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهْوَ فِي أَصْحَابِهِ، فَعَرَفَ الْجُوعَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَذَهَبَ إِلَى غُلاَمِهِ اللَّحَّامِ فَقَالَ: اصْنَعْ لِي طَعَامًا يَكْفِي خَمْسَةً لَعَلِّي أَدْعُو النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَامِسَ خَمْسَةٍ.
فَصَنَعَ لَهُ طُعَيِّمًا، ثُمَّ أَتَاهُ فَدَعَاهُ فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَا أَبَا شُعَيْبٍ، إِنَّ رَجُلًا تَبِعَنَا فَإِنْ شِئْتَ أَذِنْتَ لَهُ وَإِنْ شِئْتَ تَرَكْتَهُ».
قَالَ لاَ بَلْ أَذِنْتُ لَهُ.

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن أبي الأسود) حميد بن الأسود البصري الحافظ قال: ( حدّثنا أبو سلمة) حماد بن أسامة قال: ( حدّثنا الأعمش) سليمان الكوفي قال: ( حدّثنا شقيق) أبو وائل بن سلمة قال: ( حدّثنا أبو مسعود) عقبة بن عامر ( الأنصاري) -رضي الله عنه- ( قال: كان رجل من الأنصار يكنى) بسكون الكاف ( أبا شعيب وكان له غلام لحام) لم أقف على اسمه ( فأتى) أبو شعيب ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو في أصحابه فعرف الجوع) وللكشميهني يعرف الجوع ( في وجه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذهب إلى غلامه اللحام فقال) له: ( اصنع لي طعامًا) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي طعيمًا بضم الطاء وفتح العين وتشديد التحتية مصغرًا ( يكفي خمسة لعلى أدعو النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خامس خمسة فصنع لي
طعيمًا)
بالتصغير ( ثم أتاه) عليه الصلاة والسلام أبو شعيب ( فدعاه فتبعهم رجل) لم أقف على اسمه ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( يا أبا شعيب إن رجلًا تبعنا فإن شئت أذنت له وإن شئت تركته) بتاء الخطاب فيهما ( قال) أبو شعيب: ( لا) أتركه ( بل أذنت له) يا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأكل -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من ذلك الطعام ولم يسأله لأنه لم يكن عنده -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متهمًّا.

وهذا الحديث سبق في باب الرجل يتكلف الطعام لإخوانه من كتاب الأطعمة.