فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما يذكر في الشيب

باب مَا يُذْكَرُ فِى الشَّيْبِ
( باب ما يذكر في الشيب) هل يخضب أو يترك على حاله.


[ قــ :5579 ... غــ : 5894 ]
- حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا أَخَضَبَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: لَمْ يَبْلُغِ الشَّيْبَ إِلاَّ قَلِيلاً.

وبه قال: ( حدّثنا معلى بن أسد) بضم الميم وفتح العين المهملة واللام المشدّدة العمي البصري قال: ( حدّثنا وهيب) بضم الواو وفتح الهاء ابن خالد ( عن أيوب) السختياني ( عن محمد بن سيرين) أنه ( قال: سألت أنسًا) -رضي الله عنه- ( أخضب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ؟ بهمزة الاستفهاء الاستخباري أي أصبغ شعر لحيته الشريفة ( قال: لم يبلغ) النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( الشيب إلا قليلاً) قيل تسع عشرة شعرة بيضاء، وقيل عشرون، وقيل خمس عشرة شعرة، وقيل سبع عشرة أو ثمان عشرة.

وهذا الحديث أخرجه مسلم في فضائل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.




[ قــ :5580 ... غــ : 5895 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ خِضَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ مَا يَخْضِبُ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ شَمَطَاتِهِ فِى لِحْيَتِهِ.

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي الإمام أبو أيوب البصري قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) هو ابن درهم الإمام أبو إسماعيل الأزدي أحد الأعلام ( عن ثابت) البناني أنه ( قال: سئل أنس) السائل له محمد بن سيرين كما في الحديث السابق ( عن خضاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) شعر لحيته ( فقال) أنس ( إنه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( لم يبلغ ما يخضب) بفتح التحتية وكسر الضاد المعجمة ولمسلم فقال لم يبلغ
الخضاب ( لو شئت أن أعدّ شمطاته) بفتحات أي الشعرات البيض التي كانت يجاورها غيرها من الشعر الأسود ( في لحيته) لفعلت.

والحديث أخرجه مسلم في فضائله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.




[ قــ :5581 ... غــ : 5896 ]
- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِى أَهْلِى إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ، وَقَبَضَ إِسْرَائِيلُ ثَلاَثَ أَصَابِعَ مِنْ فِضَّةٍ فِيهِ شَعَرٌ مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ إِذَا أَصَابَ الإِنْسَانَ عَيْنٌ أَوْ شَىْءٌ بَعَثَ إِلَيْهَا مِخْضَبَهُ، فَاطَّلَعْتُ فِى الْجُلْجُلِ فَرَأَيْتُ شَعَرَاتٍ حُمْرًا.
[الحديث 5896 - طرفاه في: 5897، 5898] .

وبه قال: ( حدّثنا مالك بن إسماعيل) أبو غسان النهدي الحافظ قال: ( حدّثنا إسرائيل) بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ( عن عثمان بن عبد الله بن موهب) بفتح الميم والهاء بينهما واو ساكنة آخره موحدة، التيمي مولى آل طلحة أنه ( قال: أرسلني أهلي) آل طلحة أو امرأتي ( إلى أم سلمة زوج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) سقط قوله زوج النبي إلخ لغير أبي ذر ( بقدح من ماء وقبض إسرائيل) بن يونس ( ثلاث أصابع) إشارة إلى صغر القدح كما في الفتح أو إلى عدد إرسال عثمان إلى أم سلمة قاله الكرماني، واستبعده الحافظ ابن حجر، ورجحه العيني بأن القدح إذا كان قدر ثلاث أصابع يكون صغيرًا جدًّا فما يسع فيه من الماء حتى يرسل به وبأن التصرف بالأصابع غالبًا يكون بالعدد ( من قصة) بضم القاف وبالصاد المهملة المشدّدة ( فيه) أي في القدح ( شعر من شعر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وللكشميهني كما في الفرع فيها بالتأنيث يعني القدح لأنه إذا كان فيه ماء يسمى كأسًا والكأس مؤنثة وعزا في الفتح التذكير لرؤية الكشميهني، وعند أبي زيد من فضة بالفاء المكسورة والضاد المعجمة بيان لجنس القدح، ويحتمل كما قال الكرماني أنه كان مموّهًا بفضة لا أنه كان كله فضة أو أنه كان فضة خالصة وكانت أم سلمة تجيز استعمال الإناء الصغير في الأكل والشرب كجماعة من العلماء قاله في الفتح، وأما رواية القاف والمهملة فصفة للشعر على ما في التركيب من القلاقة ومن ثم قال في الكواكب عليك بتوجيهه اهـ.

وقال عثمان بن عبد الله بن موهب: ( وكان) الناس ( إذا أصاب الإنسان) منهم ( عين) أي أصيب بعين ( أو) أصابه ( شيء) من أي مرض كان ( بعث إليها مخضبة فاطلعت) بسكون العين ( في الحجل) كذا في الفرع بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم مضببًا عليها، وذكره في فتح الباري بلفظ وقيل إن في بعض الروايات بفتح الجيم وسكون المهملة ففيه تقديم الجيم على الحاء المهملة عكس ما في الفرع وفسر بالسقاء الضخم ولأبي ذر مما في الفرع وغيره ونسبه في الفتح للأكثر في الجلجل بجيمين مضمومتين بينهما لام ساكنة وآخره أخرى يشبه الجرس يوضع فيه ما يراد صيانته، وهذه الرواية هي المناسبة هنا لأنه إذا كان لصيانة الشعرات كما جزم به وكيع في مصنفه بعد ما رواه عن إسرائيل حيث قال: كان جلجلاً من فضة صيغ صونًا لشعرات كانت
عند أم سلمة من شعر النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان المناسب لهن الظرف الصغير لا الضخم فالظاهر كما في الفتح أن الرواية الأولى تصحيف فقد وضح أن رواية من فضة أشبه وأولى من قوله من قصة بالقاف وإن رواها الأكثر فيما قاله ابن دحية لقوله بعد فاطلعت في الجلجل ( فرأيت شعرات حمرًا) .

وهذا موضع الترجمة لأنه يدل على الشيب، والحاصل من معنى الحديث أنه كان عند أم سلمة شعرات من شعر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حمر في شيء يشبه الجلجل وكان الناس يستشفون بها من المرض فتارة يجعلونها في قدح من ماء ويشربونه وتارة في إجانة من الماء فيجلسون في الماء الذي فيه الجلجل الذي فيه شعره الشريف.

وهذا الحديث أخرجه ابن ماجة في اللباس أيضًا.




[ قــ :558 ... غــ : 5897 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعَرًا مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَخْضُوبًا.

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) المنقري قال: ( حدّثنا سلام) بتشديد اللام اتفاقًا ابن أبي مطيع الخزاعي البصري كما عليه الجمهور وصرح به ابن ماجة في هذا الحديث من رواية يونس بن محمد عن سلام بن أبي مطيع ( عن عثمان بن عبد الله بن موهب) بفتح الميم والهاء التيمي أنه ( قال: دخلت على أم سلمة) -رضي الله عنها- ( فأخرجت إلينا شعرًا) ولأبي ذر عن الكشميهني شعرات ( من شعر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخضوبًا) زاد يونس بالحناء والكتم ولأحمد من طريق أبي معاوية شعرًا أحمر مخضوبًا بالحناء والكتم وهذا يجمع بينه وبين ما في مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يخضب، ولكن خضب أبو بكر وعمر بأن شعره الشريف إنما احمرّ لما خالطه من طيف فيه صفرة كما سبق موصولاً في باب صفته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن أنس، أو يقال المثبت للخضب حكى ما شاهده والنافي بالنظر إلى الأكثر الأغلب من حاله الشريف قال البخاري بالسند السابق إليه.




[ قــ :558 ... غــ : 5898 ]
- وَقَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا نُصَيْرُ بْنُ أَبِى الأَشْعَثِ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَرَتْهُ شَعَرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحْمَرَ.

( وقال لنا أبو نعيم) الفضل بن دكين ( حدّثنا نصير بن أبي الأشعث) بضم النون وفتح الصاد أبي المهملة والأشعث بشين معجمة ومثلثة بينهما عين مهملة مفتوحة القرادي بالقاف المضمومة فالراء بعد الألف دال مهملة ( عن ابن موهب) عثمان بن عبد الله نسبه لجده لشهرته به ( أن أم سلمة) -رضي الله عنها- ( أرته شعر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحمر) لكثرة ما كانت أم سلمة تطيبه إكرامًا له لأن كثرة استعمال الطيب تغير سواده أو لما سبق قريبًا وليس لنصير في هذا الكتاب سوى هذا الحديث.