فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به، أو قبلها أو مازحها

باب مَنْ تَرَكَ صَبِيَّةَ غَيْرِهِ حَتَّى تَلْعَبَ بِهِ، أَوْ قَبَّلَهَا أَوْ مَازَحَهَا
( باب من ترك صبية غيره حتى) أي إلى أن ( تلعب به) أي ببعض جسده ( أو قبلها) للشفقة ( أو مازحها) أي مزح معها قصدًا لتأنيسها والممازحة المداعبة.


[ قــ :5670 ... غــ : 5993 ]
- حَدَّثَنَا حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَعَ أَبِى وَعَلَىَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «سَنَهْ سَنَهْ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَهْىَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ، قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَزَجَرَنِى أَبِى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «دَعْهَا» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَبْلِى وَأَخْلِقِى، ثُمَّ أَبْلِى وَأَخْلِقِى، ثُمَّ أَبْلِى وَأَخْلِقِى».
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ يَعْنِى مِنْ بَقَائِهَا.

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر حدثني بالإفراد ( حبان) بكسر الحاء المهملة وتشديد الموحدة ابن موسى أبو محمد السلمي المروزي قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك المروزي ( عن خالد بن سعيد) بكسر العين ( عن أبيه) سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأموي ( عن أم خالد) واسمها أمة ( بنت خالد بن سعيد) -رضي الله عنها- أنها ( قالت: أتيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع أبي) هو خالد بن سعيد ( وعليّ قميص أصفر فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( سنه سنه) بالسين المهملة والنون المخففة المفتوحتين آخره ساكنة وذكرها مرتين ( قال عبد الله) بن المبارك بالسند السابق ( وهي) أي سنه ( بـ) اللغة ( الحبشية حسنة.
قالت)
أم خالد ( فذهبت ألعب بخاتم النبوّة) الذي بين كتفيه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فزبرني) بالزاي والموحدة المخففة والراء المفتوحات ثم النون المكسورة أي نهرني وزجرني ومنعني ( أبي) من ذلك ثم ( قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دعها) أي اتركها ( ثم قال: رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبلي) بفتح المرّة وسكون الموحدة وكسر اللام ( وأخلقي) بفتح الهمزة وسكون المعجمة وكسر اللام والقاف أمر بالإبلاء أي البسي إلى أن يصير خلقًا باليًا.
وفي رواية واخلفي بضم اللام وبالفاء بدل القاف ونسبها في المصابيح لأبي ذر أي واكتسي خلفه يقال خلف الله لك وأخلف ( ثم) قال عليه الصلاة والسلام: ( أبلي وأخلقي ثم) قال: ( أبلي وأخلقي) كررها ثلاثًا.

( قال عبد الله) بن المبارك بالسند السابق: ( فبقيت) أم خالد ( حتى ذكر) الراوي زمنًا طويلاً، ولأبي ذر عن الكشميهني: فبقي أي القميص دهرًا، ونسبها في الفتح لأبي علي بن السكن، لكنه قال: ذكر دهرًا بدل فبقي، وفي المصابيح ذكر بضم الذال المعجمة وكسر الكاف بعدها راء مبنيًّا للمفعول أي عمرت حتى طال عمرها بدعاء النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وقال في الكواكب: المعنى حتى صار القميص شيئًا مذكورًا عند الناس لخروج بقائه عن العادة.
قال في الفتح: وكأنه أي صاحب الكواكب قرأ ذكر بضم أوله لكنه لم يقع عندنا في الرواية إلا بالفتح وتعقبه العيني بأن المعنى على ذكر مبنيًّا للمفعول وإلا فلو كان مبنيًّا للفاعل فما يكون فاعله اهـ.

وفي رواية الكشميهني حتى دكن دهرًا بالدال المهملة بدل المعجمة آخره نون بدل الراء والكاف مفتوحة في الفرع وضبطه في الفتح بكسر الكاف أي صار أسود.
( يعني من بقائها) من بقاء أم خالد أو الخميصة زمانًا طويًلا.

ومطابقة الترجمة في قولها فذهبت ألعب.
قال السفاقسي: ليس في حديث الباب للتقبيل ذكر فيحتمل أن يكون لما لم ينهها عن مس جسده صار كالتقبيل كذا قال فليتأمل.

هذا الحديث سبق في الجهاد وهجرة الحبشة واللباس.