فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الضيف لصاحبه: لا آكل حتى تأكل

باب قَولِ الضيفِ لِصاحبِهِ: والله لا آكل حتى تأكل فيه حديث أبي جُحيفة عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
( باب قول الضيف لصاحبه والله لا أكل حتى تأكل فيه) أي في الباب ( حديث أبي جحيفة) وهب السوائي ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .


[ قــ :5812 ... غــ : 6141 ]
- حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عَدِىٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِى عُثْمَانَ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى بَكْرٍ - رضى الله عنهما جَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِضَيْفٍ لَهُ أَوْ بِأَضْيَافٍ لَهُ، فَأَمْسَى عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا جَاءَ قَالَتْ أُمِّى احْتَبَسْتَ عَنْ ضَيْفِكَ - أَوْ أَضْيَافِكَ - اللَّيْلَةَ قَالَ: مَا عَشَّيْتِهِمْ فَقَالَتْ عَرَضْنَا عَلَيْهِ - أَوْ عَلَيْهِمْ فَأَبَوْا أَوْ - فَأَبَى فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ فَسَبَّ وَجَدَّعَ وَحَلَفَ لاَ يَطْعَمُهُ فَاخْتَبَأْتُ أَنَا فَقَالَ يَا غُنْثَرُ فَحَلَفَتِ الْمَرْأَةُ لاَ تَطْعَمُهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ فَحَلَفَ الضَّيْفُ - أَوِ الأَضْيَافُ - أَنْ لاَ يَطْعَمَهُ أَوْ يَطْعَمُوهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ كَأَنَّ هَذِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ فَدَعَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا فَجَعَلُوا لاَ يَرْفَعُونَ لُقْمَةً إِلاَّ رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا فَقَالَ: يَا أُخْتَ بَنِى فِرَاسٍ مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: وَقُرَّةِ عَيْنِى إِنَّهَا الآنَ لأَكْثَرُ قَبْلَ أَنْ نَأْكُلَ فَأَكَلُوا، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ أَنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا.

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( محمد بن المثنى) بن عبيد العنزي بفتح النون وبالزاي المعروف بالزمن قال: ( حدّثنا ابن أبي عدي) هو محمد بن أبي عدي واسمه إبراهيم البصري ( عن سليمان) بن طرخان التيمي ( عن أبي عثمان) عبد الرحمن النهدي أنه ( قال: قال عبد الرحمن بن أبي بكر) الصديق ( -رضي الله عنهما-: جاء أبو بكر بضيف له أو بأضياف له) ثلاثة بالشك من الراوي وفي رواية أو أضياف بإسقاط الجار ( فأمسى عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حتى صلّى العشاء ( فلما جاء) أبو بكر ( قالت له أمي) أم رومان ولأبي ذر قالت له أمي ( احتبست عن ضيفك أو أضيافك) ولأبي ذر عن المستملي أو عن أضيافك ( الليلة.
قال)
أبو بكر لأم رومان: ( أوما عشيتهم) استفهام ( فقالت) له: ( عرضنا عليه) على الضيف الطعام ( أو عليهم) على الأضياف ( فأبوا) امتنعوا من الأكل ( أو فأبى) فامتنع الضيف ( فغضب أبو بكر) لذلك ( فسبّ) أي شتم لظنه أنهم فرطوا في حق ضيفه ( وجدع) بالجيم المفتوحة والدال المهملة المشددة وبعدها عين مهملة دعا بقطع الأنف أو الإذن أو الشفة ولأبي ذر عن الكشميهني وجزع ( وحلف لا يطعمه) أي لا يأكله قال عبد الرحمن ( فاختبأت أنا) فرقًا منه ( فقال: يا غنثر) يا لئيم أو يا ثقيل ( فحلفت المرأة) أم عبد الرحمن ( لا تطعمه حتى يطعمه) أبو بكر ( فحلف الضيف أو الأضياف أن لا يطعمه أو يطعموه حتى يطعمه) أبو بكر ولأبي ذر حتى تطعموه بالفوقية والجمع أي أبو بكر وزوجته وابنه ( فقال أبو بكر: كأن هذه) الحالة أو اليمين ( من الشيطان فدعا بالطعام فأكل وأكلوا فجعلوا لا يرفعون لقمة إلاّ ربا) زاد الطعام ولأبي ذر: إلاّ ربت أي اللقمة ( من أسفلها أكثر منها) من اللقمة المرفوعة ( فقال) أبو بكر لأم رومان: ( يا أخت بني فراس) بكسر الفاء وتخفيف الراء وبعد الألف سين مهملة وهو غنم بن مالك بن كنانة وأم رومان من ذرية الحارث بن غنم وهو أخو فراس فنسبها إلى بني فراس لكونهم أشهر من بني الحارث فالمعنى يا أخت القوم المنتسبين إلى بني فراس ( ما هذا) ؟ استفهام عن الزيادة الحاصلة في الطعام ( فقالت: وقرة عيني) محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولعله كان قبل النهي عن الحلف بغير الله ( إنها الآن لأكثر) منها ( قبل أن نأكل) بالنون منها
( فأكلوا وبعث بها) بالجفنة ( إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكر أنه أكل منها) وهذه كرامة من آياته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ظهرت على يد أبي بكر -رضي الله عنه-.