فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب نكت العود في الماء والطين

باب نَكْتِ الْعُودِ فِى الْمَاءِ وَالطِّينِ
( باب) ذكر ( نكت العود) بفتح النون وبعد الكاف الساكنة فوقية يقال نكت في الأرض إذا ضرب فأثر فيها ولأبي ذر من نكت العود ( في الماء والطين) .


[ قــ :5887 ... غــ : 6216 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِى مُوسَى أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ وَفِى يَدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ فَقَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَذَهَبْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: «افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» فَإِذَا عُمَرُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: «افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ -أَوْ تَكُونُ-» فَذَهَبْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِى قَالَ: قَالَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان ( عن عثمان بن غياث) بكسر الغين المعجمة آخره مثلثة البصري قال: ( حدّثنا أبو عثمان) عبد الرحمن بن ملّ ( عن أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله عنه- ( أنه كان مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حائط من حيطان المدينة) في بستان من بساتينها وكان فيه بئر أريس كما في الرواية الأخرى ( وفي يد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عود يضرب به بين الماء والطين) ويحتمل أن يكون هذا العود هو المحضرة التي كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتوكأ عليها ولأبي ذر عن الكشميهني في الماء والطين ( فجاء رجل يستفتح) يطلب أن يفتح له باب الحائط ليدخل فيه ( فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بعد أن استأذنه ( افتح) زاد أبو ذر عن الكشميهني له ( وبشره بالجنة فذهبت فإذا أبو بكر) الصديق ولأبي ذر عن الكشميهني فإذا هو أبو بكر ( ففتحت له وبشرته بالجنة فاستفتح رجل آخر فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( افتح له وبشره بالجنة فإذا) هو ( عمر) بن الخطاب -رضي الله عنه- ( ففتحت له وبشرته بالجنة ثم استفتح وجل آخر وكان) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( متكئًا فجلس فقال: افتح) زاد أبو ذر له ( وبشره بالجنة على بلوى) غير منوّن أي مع بلوى ( تصيبه) هي قتله في الدار ( أو تكون فذهبت فإذا) هو ( عثمان ففتحت) ولأبي ذر فقمت ففتحت ( له وبشرته بالجنة فأخبرته) بالفاء ولأبي ذر وأخبرته ( بالذي قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على بلوى تصيبه ( قال) عثمان ( الله المستعان) أي على مرارة الصبر على ما أنذر به -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من البلاء.

وفيه علم من أعلام نبوّته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حيث وقع ما أشار إليه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وموافقة الحديث للترجمة لا تخفى، والنكت بالعصا يقع كثيرًا عند التفكّر في شيء لكن لا يسوغ استعماله إلا فيما لا يضر فلو ضر بجدار أو غيره منع.

والحديث مرّ في المناقب والله الموفق.