فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من اتكأ بين يدي أصحابه

باب مَنِ اتَّكَأَ بَيْنَ يَدَىْ أَصْحَابِهِ
قَالَ خَبَّابٌ: أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً قُلْتُ: أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ؟ فَقَعَدَ.

( باب من اتكأ بين يدي أصحابه) قال الخطابي كل معتمد على شيء متمكن منه فهو متكئ.
( وقال خباب) بفتح المعجمة والموحدة المشددة وبعد الألف موحدة ثانية ابن الأرتّ الصحابي مما مر
موصولاً في علامات النبوّة ( أتيت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو متوسد بردة) ولأبي ذر عن الحموي والكشميهني ببرده بالهاء ( قلت: ألا تدعو الله فقعد) .


[ قــ :5943 ... غــ : 6273 ]
- حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِىُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ»؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ».

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: ( حدّثنا بشر بن المفضل) بكسر الموحدة وسكون المعجمة والمفضل بالضاد المعجمة المفتوحة ابن لاحق البصري قال: ( حدّثنا الجريري) بضم الجيم وفتح الراء سعيد بن إياس ( عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه) أبي بكرة نفيع -رضي الله عنه- أنه ( قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( ألا) بالتخفيف استفتاحية ( أخبركم بأكبر الكبائر) جمع كبيرة ( قالوا: بلى) أخبرنا ( يا رسول الله.
قال)
هو ( الإشراك بالله) عز وجل بأن يتخذ معه إلهًا آخر أو مطلق الكفر فالجار والمجرور متعلق بالمصدر ( وعقوق الوالدين) ضدّ برهما وعطفه على سابقه تعظيمًا لأمر الوالدين وتغليظًا على العاق.




[ قــ :5943 ... غــ : 674 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ مِثْلَهُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: «أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ» فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ.

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا بشر) المذكور بسنده ( مثله) أي مثل الحديث السابق وقال: ( وكان) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( متكئًا فجلس) اهتمامًا وتعظيمًا لقبح ما سيقوله ( فقال: ألا) بالتخفيف ( وقول الزور) الباطل الشامل للكفر والشهادة والكذب الكثير ( فما زال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( يكررها) أي قول الزور ( حتى قلنا) أي إلى أن قلنا ( ليته سكت) لما حصل لهم من الخوف.

والحديث سبق في الأدب وساقه هنا من طريقين لقوله فيه وكان متكئًا فجلس، وفي حديث أنس في قصة ضمام بن ثعلبة قال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقالوا: ذلك الأبيض المتكئ.
وفي حديث سمرة رأيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متكئًا على وسادة رواه الدارميّ وصححه الترمذي وابن عوانة وابن حبان، وفيه كما قاله المهلب أنه يجوز للعالم والإمام الاتكاء في مجلسه بحضرة جلسائه لاستراحة أو ألم في بعض أعضائه.