فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من دعا لطعام في المسجد ومن أجاب فيه

باب مَنْ دَعَا لِطَعَامٍ فِي الْمَسْجِدِ، وَمَنْ أَجَابَ فِيهِ
( باب من دعا) بفتح الدال والعين، ولأبوي ذر والوقت والأصيلي وابن عساكر: من دُعي بضم الدال وكسر العين ( لطعام في المسجد) الجار متعلق بدعا وعدى دعا هنا باللام لإرادة الاختصاص، فإذا أريد الانتهاء عدى بإلى نحو: { وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: 25] أو

معنى الطلب عدى بالباء نحو: دعا هرقل بكتاب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فتختلف صلة الفعل بحسب اختلاف المعاني المرادة، ( ومن أجاب فيه) أي في المسجد، وللأربعة منه بدل فيه، فمن للابتداء والضمير للمسجد، وللكشميهني إليه أي إلى الطعام.


[ قــ :414 ... غــ : 422 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَ أَنَسًا قَالَ: "وَجَدْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَسْجِدِ مَعَهُ نَاسٌ، فَقُمْتُ، فَقَالَ لِي: آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

فَقَالَ: لِطَعَامٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ لِمَنْ معه: قُومُوا.
فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ".
[الحديث 422 - أطرافه في: 3578، 5381، 5450، 6688] .


وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن يوسف) التنيسي ( قال: أخبرنا مالك) هو ابن أنس الأصبحي ( عن إسحاق بن عبد الله) ولأبوي ذر والوقت والأصيلي زيادة ابن أبي طلحة كما في الفرع وهو ابن أخي أنس لأمه ( سمع) وللأصيلي أنه سمع ( أنسًا) وفي رواية أنس بن مالك رضي الله عنه.

( وجدت) أي يقول وجدت ولابن عساكر قال وجدت أي أصبت ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حال كونه ( في
المسجد)
المدني حال كونه ( معه ناس) ولأبي الوقت ومعه بالواو ( فقمت فقال لي) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( أأرسلك أبو طلحة) زيد بن سهل أحد النقباء ليلة العقبة زوج أم أنس، المتوفّى بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين على الأصح، وقول ابن الملقن آرسلك بالمد وهو علم من أعلام نبوّته لأن أبا طلحة أرسله بغتة.
تعقبه فى المصابيح فقال: لا يظهر هذا مع وجود الاستفهام إذ ليس فيه أخبار البتّة، وفي بعض الأصول أرسلك بغير همزة الاستفهام.
( قلت) وللأصيلي وابن عساكر فقلت ( نعم) أرسلن ( فقال) عليه الصلاة والسلام، ولأبي ذر قال ( لطعام) بالتنكير، وفي رواية للطعام ( قلت: نعم، فقال) بفاء قبل القاف ولأبي ذر والأصيلي قال: ( لمن معه) ولأبوي ذر والوقت وابن عساكر في نسخة لمن حوله فالنصب على الظرفية أي لمن كان حوله: ( قوموا فانطلق) عليه الصلاة والسلام إلى بيت أبي طلحة، وفي بعض الأصول فانطلقوا أي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومن معه ( وانطلقت بين أيديهم) .

وهذا الحديث أخرجه في علامات النبوّة والأطعمة والإيمان والنذور، ومسلم في الصلاة والأطعمة، وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.