فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: ظهر المؤمن حمى إلا في حد أو حق

باب ظَهْرُ الْمُؤْمِنِ حِمًى، إِلاَّ فِى حَدٍّ أَوْ حَقٍّ
هذا ( باب) بالتنوين ( ظهر المؤمن حمى) أي محمي محفوظ عن الإيذاء ( إلا في حدّ) وجب عليه ( أو حق) لآدمي.


[ قــ :6432 ... غــ : 6785 ]
- حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِىٍّ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ أَبِى قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَلاَ أَىُّ شَهْرٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً»؟ قَالُوا: أَلاَ شَهْرُنَا هَذَا؟ قَالَ: «أَلاَ أَىُّ بَلَدٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً»؟ قَالُوا: أَلاَ بَلَدُنَا هَذَا؟ قَالَ: «أَلاَ أَىُّ يَوْمٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً»؟ قَالُوا: أَلاَ يَوْمُنَا هَذَا؟ قَالَ: «فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ حَرَّمَ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِى بَلَدِكُمْ هَذَا فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ»؟ ثَلاَثًا كُلُّ ذَلِكَ يُجِيبُونَهُ أَلاَ نَعَمْ.
قَالَ: «وَيْحَكُمْ -أَوْ وَيْلَكُمْ- لاَ تَرْجِعُنَّ بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ولأبي ذر حدّثنا ( محمد بن عبد الله) قال الحاكم: هو الذهلي فيكون نسبه لجدّه واسم أبيه يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس أو هو محمد بن عبد الله بن أبي الثلج بالمثلثة والجيم قال: ( حدّثنا عاصم بن علي) الواسطي قال: ( حدّثنا عاصم بن محمد عن)
أخيه ( واقد بن محمد) بالقاف أنه قال: ( سمعت أبي) محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ( قال عبد الله) بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-: ( قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حجة الوداع) بمنى في خطبته التي خطبها يوم النحر:
( ألا) بالتخفيف للتنبيه ( أيّ شهر تعلمونه أعظم حرمة) ؟ برفع أي ( قالوا: ألا) بالتخفيف ( شهرنا هذا) الحجة ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( ألا أي بلد تعلمونه أعظم حرمة قالوا: ألا بلدنا هذا) البلد الحرام ( قال: ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة؟ قالوا: ألا يومنا هذا) .
يوم النحر في الكواكب: فإن قلت: صح إن أفضل الأيام يوم عرفة.
وأجاب بأن المراد باليوم وقت أداء المناسك وهما في حكم شيء واحد ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( فإن الله تبارك وتعالى) سقط لأبي ذر ما بعد الجلالة الشريفة ( قد حرم دماءكم) ولأبي ذر قد حرم عليكم ودماءكم ( وأموالكم وأعراضكم) بفتح الهمزة ( ألا بحقها كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا) بالتخفيف ( هل بلغت) قال ذلك ( ثلاثًا كل ذلك يجيبونه) أي الصحابة ( ألا نعم) بلغت ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( ويحكم) بالحاء المهملة كلمة رحمة ( أو) قال ( ويلكم) كلمة عذاب ( لا ترجعن) بضم العين وبالنون الثقيلة خطاب للجماعة ولمسلم لا ترجعوا ( بعدي) بعد موقفي هذا أو بعد وفاتي ( كفارًا) أي لا يكفر بعضكم بعضًا فتستحلوا القتال أو لا تكن أفعالكم أفعال الكفار ( يضرب بعضكم رقاب بعض) برفع يضرب جملة مستأنفة مبنية لقوله:
لا ترجعوا بعدي كفارًا.

والحديث سبق في الحج في باب الخطبة أيام منى والله أعلم.