فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب لم يسق المرتدون المحاربون حتى ماتوا

باب لَمْ يُسْقَ الْمُرْتَدُّونَ الْمُحَارِبُونَ حَتَّى مَاتُوا
هذا ( باب) بالتنوين يذكر فيه ( لم يسق) بضم التحتية وفتح القاف مبنيًّا للمفعول ( المرتدون) رفع نائب عن الفاعل ( المحاربون) أي لم يسق النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المرتدين من المحاربين ( حتى ماتوا) .


[ قــ :6451 ... غــ : 6804 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ: قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُكْلٍ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانُوا فِى الصُّفَّةِ فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْغِنَا رِسْلاً فَقَالَ: «مَا أَجِدُ لَكُمْ إِلاَّ أَنْ تَلْحَقُوا بِإِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-» فَأَتَوْهَا فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَحُّوا وَسَمِنُوا وَقَتَلُوا الرَّاعِىَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ فَأَتَى النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الصَّرِيخُ فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِى آثَارِهِمْ فَمَا تَرَجَّلَ النَّهَارُ حَتَّى أُتِىَ بِهِمْ، فَأَمَرَ بِمَسَامِيرَ فَأُحْمِيَتْ فَكَحَلَهُمْ بِهَا، وَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَمَا حَسَمَهُمْ، ثُمَّ أُلْقُوا فِى الْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَمَا سُقُوا حَتَّى مَاتُوا.

قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: سَرَقُوا وَقَتَلُوا وَحَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ.

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي ( عن وهيب) بضم الواو وفتح الهاء ابن خالد ( عن أيوب) السختياني ( عن أبي قلابة) عبد الله الجرمي ( عن أنس -رضي الله عنه-) أنه ( قال: قدم رهط) رجال دون العشرة ( من عكل) القبيلة المشهورة ( على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) سنة ست من الهجرة ( كانوا في الصفة) وهي السقيفة التي كانت في المسجد النبوي يأوي إليها الغرباء وفقراء المهاجرين ( فاجتووا المدينة) استوخموها ( فقال) قائل منهم وفي نسخة فقالوا: ( يا رسول الله أبغنا) بهمزة قطع مفتوحة وسكون الموحدة وكسر الغين المعجمة اطلب لنا ( رسلاً) بكسر الراء وسكون السين المهملة لبنًا ( فقال) : ولأبي ذر قال:
( ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بإبل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) سقطت التصلية لأبي ذر قال في الفتح: فيه تجريد، وسياق الكلام يقتضي أن يقول بإبلي، ولكنه كقول كبير القوم يقول لكم الأمير مثلاً، ومنه قوله الخليفة يقول لكم أمير المؤمنين، وتعقبه العيني بأنه التفات لا تجريد ( فأتوها) أي أتى
العكليون الإبل ( فشربوا ألبانها وأبوالها حتى صحّوا) من الدواء ( وسمنوا) بعد الهزال ( وقتلوا) ولأبي ذر عن الكشميهني فقتلوا ( الراعي) يسارًا النوبي ( واستاقوا الذود) بفتح الذال المعجمة وسكون الواو بعدها دال مهملة ما بين الثلاثة إلى العشرة من الإبل ( فأتى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الصريخ) بالصاد المهملة آخره خاء معجمة والرفع على الفاعلية أي مستغيث ( فبعث الطلب) بفتحتين جمع الطالب ( في آثارهم فما ترجل) بالراء والجيم فما ارتفع ( النهار حتى أتي بهم) إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( فأمر بمسامير فأحميت) بالنار ( فكحلهم بها وقطع أيديهم وأرجلهم وما حسمهم) بالحاء والسين المهملتين ما كوى مواضع القطع من أيديهم وأرجلهم لأنهم كانوا كفارًا ( ثم ألقوا في الحرة) بفتح الحاء المهملة والراء المشددة أرض ذات حجارة سود ( يستسقون) يطلبون الماء يشربونه ( فما سقوا حتى ماتوا) بضم السين المهملة والقاف لأنهم كفار أو لكفرهم نعمة السقي التي أنعشتهم من المرض الذي كان بهم ( قال أبو قلابة) عبد الله الجرمي بالسند السابق ( سرقوا) الإبل ( وقتلوا) الراعي ( وحاربوا الله ورسوله) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.