فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب أمر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع: أن يتطاوعا ولا يتعاصيا

باب أَمْرِ الْوَالِى إِذَا وَجَّهَ أَمِيرَيْنِ إِلَى مَوْضِعٍ أَنْ يَتَطَاوَعَا وَلاَ يَتَعَاصَيَا
( باب أمر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا ولا يتعاصيا) بعين وصاد مهملتين وتحتية.
قال في الفتح: ولبعضهم بمعجمتين وموحدة.


[ قــ :6789 ... غــ : 7172 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا الْعَقَدِىُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِى قَالَ: بَعَثَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ عَلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: «يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا» فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: إِنَّهُ يُصْنَعُ بِأَرْضِنَا الْبِتْعُ فَقَالَ «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ».

وَقَالَ النَّضْرُ وَأَبُو دَاوُدَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَوَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن بشار) بالموحدة والمعجمة المشددة بندار العبدي قال: ( حدّثنا العقدي) بفتح العين والقاف عبد الملك بن عمرو بن قيس قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن سعيد بن أبي بردة) بكسر العين في الأول وضم الموحدة وسكون الراء ( قال: سمعت أبي) أبا بردة عامر بن عبد الله أبي موسى الأشعري التابعي ( قال: بعث النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبي) أبا موسى الأشعري ( ومعاذ بن جبل) -رضي الله عنهما- قاضيين ( إلى اليمن) قبل حجة الوداع زاد في بعث أبي موسى ومعاذ أواخر المغازي وبعث كل واحد منهما على مخلاف قال: واليمن مخلافان ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لهما:
( يسرا) خذا بما فيه اليسر ( ولا تعسرا) والأخذ باليسر عين ترك العسر ( وبشرا) بما فيه تطييب النفوس ( ولا تنفرا) وهذا من باب المقابلة المعنوية إذ الحقيقة أن يقال: بشرا ولا تنذرا وآنسا ولا تنفرا فجمع بينهما ليعم البشارة والنذارة والتأنيس والتنفير فهو من باب المقابلة المعنوية قاله في شرح المشكاة.
وسبق في المغازي مزيد لذلك ( وتطاوعا) يعني كونا متفقين في الحكم ولا تختلفا فإن اختلافكما يؤدي إلى اختلاف أتباعكما وحينئذ تقع العداوة والمحاربة بينهم وفيه عدم الحرج والتضييق في أمور الملة الحنيفية السمحة كما قال تعالى: { وما جعل عليكم في الدين من حرج} [الحج: 78] ( فقال له) أي للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( أبو موسى) -رضي الله عنه-: يا رسول الله ( إنه يصنع بأرضنا) باليمن ( البتع) بكسر الموحدة وسكون الفوقية بعدها عين مهملة نبيذ العسل ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( كل مسكر حرام) .

والحديث مرسل لأن أبا بردة تابعي كما مرّ.
والحديث سبق في أواخر المغازي ولكونه مرسلاً عقبه المؤلّف بقوله:
( وقال النضر) : بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ابن شميل المازني ( وأبو داود) سليمان بن داود الطيالسي ( ويزيد بن هارون) الواسطي ( ووكيع) بكسر الكاف ابن الجراح الأربعة ( عن شعبة) بن الحجاج ( عن سعيد) ولأبي ذر زيادة ابن أبي بردة ( عن أبيه عن جده) جد أبي سعيد أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ورواية الأولين والأخير في أواخر المغازي ورواية يزيد وصلها أبو عوانة في صحيحه.