فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الله تعالى: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} [

باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: { لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} [الأحزاب: 53] فَإِذَا أَذِنَ لَهُ وَاحِدٌ جَازَ
( باب قول الله تعالى: { لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} [الأحزاب: 53] ) أن يؤذن لكم في موضع الحال أي لا تدخلوا إلا مأذونًا لكم أو في معنى الظرف تقديره وقت أن يؤذن لكم ( فإن أذن له واحد جاز) له الدخول لعدم تعيين العدد في النص فصار الواحد من جملة ما يصدق عليه الإذن.
قال في الفتح: وهذا متفق على العمل به عند الجمهور حتى اكتفوا فيه بخبر من لم تثبت عدالته لقيام القرينة فيه بالصدق.


[ قــ :6872 ... غــ : 7262 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِى عُثْمَانَ، عَنْ أَبِى مُوسَى أَنَّ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ حَائِطًا، وَأَمَرَنِى بِحِفْظِ الْبَابِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ»، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ»، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ».

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي قال: ( حدّثنا حماد) ولأبي ذر حماد بن زيد أي الأزرق ( عن أيوب) السختياني ( عن أبي عثمان) عبد الرحمن النهدي ( عن أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله عنه- ( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دخل حائطًا) يعني بستان أريس ( وأمرني بحفظ الباب) ولا مغايرة بين قوله هنا وأمرني وقوله في السابقة ولم يأمرني بحفظه لأن النفي كان في أول ما جاء ودخل -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الحائط وجلس أبو موسى بالباب وقال لأكونن اليوم بواب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقولى ولم يأمرني بحفظه كان في تلك الحالة ثم لما جاء أبو بكر واستأذن له وأمره أن يأذن له أمره حينئذٍ بحفظ الباب تقريرًا له على ما فعله ورضي به تصريحًا أو تقريرًا فيكون مجازًا ( فجاء رجل يستأذن) في الدخول عليه فذكرت له ( فقال) عليه الصلاة والسلام:
( ائذن له) في الدخول ( وبشره بالجنة، فإذا أبو بكر ثم جاء عمر فقال: ائذن له وبشره بالجنة، ثم جاء عثمان فقال: ائذن له وبشره بالجنة) .

والحديث سبق في مناقب أبي بكر ومناقب عمر طويلاً وهذا مختصر منه.




[ قــ :6873 ... غــ : 763 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ.
سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ - رضى الله عنهم - قَالَ: جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِى مَشْرُبَةٍ لَهُ وَغُلاَمٌ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَسْوَدُ عَلَى رَأْسِ الدَّرَجَةِ فَقُلْتُ: قُلْ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَذِنَ لِى.

وبه قال: ( حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله) العامري الأويسي الفقيه قال: ( حدّثنا سليمان بن بلال) أبو محمد مولى الصديق ( عن يحيى) بن سعيد الأنصاري ( عن عبيد بن حنين) بالتصغير فيهما أنه ( سمع ابن عباس عن عمر) بن الخطاب ( -رضي الله عنهم- قال: جئت) أي بعد أن أخبره صاحبه أوس بن خولي أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اعتزل أزواجه ( فإذا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مشربة) بفتح الميم وضم الراء بينهما معجمه ساكنة أي غرفة ( له وغلام لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أسود) اسمه رباح ( على رأس الدرجة) قاعد ( فقلت) له ( قل) لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( هذا عمر بن الخطاب) يستأذن في الدخول فدخل الغلام واستأذن ( فأذن لي) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدخلت ففيه الاكتفاء بالواحد في الخبر فهو حجة لقبول خبر الواحد والعمل به.

وسبق الحديث بطوله في تفسير سورة التحريم وهذا طرف منه وبالله المستعان.