فهرس الكتاب

شرح الزرقاني - بَابُ تَرْكِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ

رقم الحديث 20 وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: دُلُوكُ الشَّمْسِ إِذَا فَاءَ الْفَيْءُ، وَغَسَقُ اللَّيْلِ اجْتِمَاعُ اللَّيْلِ وَظُلْمَتُهُ.


( مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ) مولاه ( عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ دُلُوكُ الشَّمْسِ مَيْلُهَا) وقت الزوال.
وكذا روي عن ابن عباس وأبي هريرة وأبي برزة وعن خلق من التابعين.
وروى ابن أبي حاتم عن علي: دلوكها غروبها، ورجح الأول بأن نافعًا وإن وقفه فقد رواه سالم عن أبيه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن مردويه فلا يعدل عنه وبأنه يدل له أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل لدلوك الشمس حين زالت فصلى بي الظهر أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده، وابن مردويه في تفسيره، والبيهقي في المعرفة من حديث أبي مسعود الأنصاري.

( مَالِكٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ) بمهملتين مصغر المدني، وثقه ابن معين وابن سعد والعجلي وابن إسحاق وأحمد بن صالح المصري والنسائي.

وقال أبو حاتم: ليس بقوي لولا أن مالكًا روى عنه لترك حديثه.

وقال الباجي: منكر الحديث متهم برأي الخوارج.
قال ابن حبان: لم يكن داعية وقال ابن عدي: هو عندي صالح الحديث مات سنة خمس وثلاثين ومائة.

( قَالَ: أَخْبَرَنِي مُخْبِرٌ) هو عكرمة وكان مالك يكتم اسمه لكلام ابن المسيب فيه قاله في الاستذكار ونقل ذلك في التمهيد عن غيره ورده بأن مالكًا صرح برواية عكرمة في الحج وقدمها على رواية غيره.

وقال أبو داود ما روى داود بن الحصين عن عكرمة فمنكر وحديثه عن شيوخه مستقيم.

( أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ) الحبر ترجمان القرآن ذا المناقب الجمة ( كَانَ يَقُولُ: دُلُوكُ الشَّمْسِ إِذَا فَاءَ الْفَيْء) وهو رجوع الظل عن المغرب إلى المشرق وذلك من الزوال ومنتهاه الغروب ( وَغَسَقُ اللَّيْلِ اجْتِمَاعُ اللَّيْلِ وَظُلْمَتُهُ) وهذه الآية إحدى الآيات التي جمعت الصلوات الخمس فدلوك الشمس إشارة للظهرين وغسق الليل العشاءين وقرآن الفجر إلى صلاة الصبح.