فهرس الكتاب

شرح الزرقاني - بَابُ الْأَمْرِ بِالرِّفْقِ بِالْمَمْلُوكِ

رقم الحديث 1798 حَدَّثَنِي مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِلْمَمْلُوكِ طَعَامُهُ، وَكِسْوَتُهُ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَا يُكَلَّفُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا يُطِيقُ.


( الأمر بالرفق بالمملوك)

( مالك أنه بلغه أن أبا هريرة) أخرجه مسلم من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة ( قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمملوك) الرقيق ذكرًا كان أو أنثى ( طعامه وكسوته) اللام للملك أي طعام المملوك وكسوته حق له على سيده فقدم الخبر لأنه أهم إذ المقام بصدد تمليكه ما ذكر ( بالمعروف) أي بلا إسراف ولا تقتير على اللائق بأمثاله قال الحافظ مقتضاه الرد في ذلك إلى العرف فمن زاد عليه كان متطوعًا فالواجب مطلق المواساة لا المواساة من كل جهة ومن أخذ بالأكمل فعل الأفضل من عدم استئثاره على عياله وإن جاز ( ولا يكلف) بالبناء للمفعول ( من العمل إلا ما يطيق) الدوام عليه أي لا يكلفه إلا جنس ما يقدر عليه والنفي بمعنى النهي وفيه الحث على الإحسان إلى المماليك والرفق بهم وألحق بهم من في معناهم من أجير ونحوه والمحافظة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب كان يذهب إلى العوالي) القرى المجتمعة حول المدينة من جهة نجدها ومن جملتها قبا ( كل يوم سبت) اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يذهب إلى قبا كل سبت راكبًا وماشيًا ( فإذا وجد عبدًا في عمل لا يطيقه) على الدوام أو إلا بمزيد مشقة ( وضع عنه منه) أي نقصه وليس المراد ما لا يطاق أصلاً لعدم إمكانه ( مالك عن عمه أبي سهيل) بضم السين نافع ( بن مالك عن أبيه) مالك بن أبي عامر الأصبحي ( أنه سمع عثمان بن عفان) أمير المؤمنين ( وهو يخطب وهو يقول لا تكلفوا الأمة غير ذات الصنعة الكسب فإنكم متى كلفتموها ذلك كسبت بفرجها) أي زنت فتدخلوا في آية { { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } } ( ولا تكلفوا الصغير الكسب فإنه إذا لم يجد سرق) لعجزه عن الكسب وقد كلفتموه به ( وعفوا) بكسر العين وشد الفاء المضمومة أمر من عف يعف كضرب يضرب أي تنزهوا واستغنوا عن تكليف الأمة والصغير المذكورين ( إذ) تعليل ( أعفكم الله) أغناكم عن ذلك بما فتحه عليكم ووسعه في الرزق ( وعليكم من المطاعم بما طاب منها) أي حل لأن الله أمر بذلك المرسلين والمؤمنين.



رقم الحديث 1799 وَحَدَّثَنِي مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَذْهَبُ إِلَى الْعَوَالِي كُلَّ يَوْمِ سَبْتٍ، فَإِذَا وَجَدَ عَبْدًا فِي عَمَلٍ لَا يُطِيقُهُ وَضَعَ عَنْهُ مِنْهُ.


( الأمر بالرفق بالمملوك)

( مالك أنه بلغه أن أبا هريرة) أخرجه مسلم من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة ( قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمملوك) الرقيق ذكرًا كان أو أنثى ( طعامه وكسوته) اللام للملك أي طعام المملوك وكسوته حق له على سيده فقدم الخبر لأنه أهم إذ المقام بصدد تمليكه ما ذكر ( بالمعروف) أي بلا إسراف ولا تقتير على اللائق بأمثاله قال الحافظ مقتضاه الرد في ذلك إلى العرف فمن زاد عليه كان متطوعًا فالواجب مطلق المواساة لا المواساة من كل جهة ومن أخذ بالأكمل فعل الأفضل من عدم استئثاره على عياله وإن جاز ( ولا يكلف) بالبناء للمفعول ( من العمل إلا ما يطيق) الدوام عليه أي لا يكلفه إلا جنس ما يقدر عليه والنفي بمعنى النهي وفيه الحث على الإحسان إلى المماليك والرفق بهم وألحق بهم من في معناهم من أجير ونحوه والمحافظة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب كان يذهب إلى العوالي) القرى المجتمعة حول المدينة من جهة نجدها ومن جملتها قبا ( كل يوم سبت) اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يذهب إلى قبا كل سبت راكبًا وماشيًا ( فإذا وجد عبدًا في عمل لا يطيقه) على الدوام أو إلا بمزيد مشقة ( وضع عنه منه) أي نقصه وليس المراد ما لا يطاق أصلاً لعدم إمكانه ( مالك عن عمه أبي سهيل) بضم السين نافع ( بن مالك عن أبيه) مالك بن أبي عامر الأصبحي ( أنه سمع عثمان بن عفان) أمير المؤمنين ( وهو يخطب وهو يقول لا تكلفوا الأمة غير ذات الصنعة الكسب فإنكم متى كلفتموها ذلك كسبت بفرجها) أي زنت فتدخلوا في آية { { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } } ( ولا تكلفوا الصغير الكسب فإنه إذا لم يجد سرق) لعجزه عن الكسب وقد كلفتموه به ( وعفوا) بكسر العين وشد الفاء المضمومة أمر من عف يعف كضرب يضرب أي تنزهوا واستغنوا عن تكليف الأمة والصغير المذكورين ( إذ) تعليل ( أعفكم الله) أغناكم عن ذلك بما فتحه عليكم ووسعه في الرزق ( وعليكم من المطاعم بما طاب منها) أي حل لأن الله أمر بذلك المرسلين والمؤمنين.



رقم الحديث 1800 وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَهُوَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تُكَلِّفُوا الْأَمَةَ غَيْرَ ذَاتِ الصَّنْعَةِ، الْكَسْبَ، فَإِنَّكُمْ مَتَى كَلَّفْتُمُوهَا ذَلِكَ، كَسَبَتْ بِفَرْجِهَا، وَلَا تُكَلِّفُوا الصَّغِيرَ الْكَسْبَ، فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يَجِدْ سَرَقَ، وَعِفُّوا إِذْ أَعَفَّكُمُ اللَّهُ، وَعَلَيْكُمْ مِنَ الْمَطَاعِمِ بِمَا طَابَ مِنْهَا.


( الأمر بالرفق بالمملوك)

( مالك أنه بلغه أن أبا هريرة) أخرجه مسلم من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة ( قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمملوك) الرقيق ذكرًا كان أو أنثى ( طعامه وكسوته) اللام للملك أي طعام المملوك وكسوته حق له على سيده فقدم الخبر لأنه أهم إذ المقام بصدد تمليكه ما ذكر ( بالمعروف) أي بلا إسراف ولا تقتير على اللائق بأمثاله قال الحافظ مقتضاه الرد في ذلك إلى العرف فمن زاد عليه كان متطوعًا فالواجب مطلق المواساة لا المواساة من كل جهة ومن أخذ بالأكمل فعل الأفضل من عدم استئثاره على عياله وإن جاز ( ولا يكلف) بالبناء للمفعول ( من العمل إلا ما يطيق) الدوام عليه أي لا يكلفه إلا جنس ما يقدر عليه والنفي بمعنى النهي وفيه الحث على الإحسان إلى المماليك والرفق بهم وألحق بهم من في معناهم من أجير ونحوه والمحافظة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب كان يذهب إلى العوالي) القرى المجتمعة حول المدينة من جهة نجدها ومن جملتها قبا ( كل يوم سبت) اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يذهب إلى قبا كل سبت راكبًا وماشيًا ( فإذا وجد عبدًا في عمل لا يطيقه) على الدوام أو إلا بمزيد مشقة ( وضع عنه منه) أي نقصه وليس المراد ما لا يطاق أصلاً لعدم إمكانه ( مالك عن عمه أبي سهيل) بضم السين نافع ( بن مالك عن أبيه) مالك بن أبي عامر الأصبحي ( أنه سمع عثمان بن عفان) أمير المؤمنين ( وهو يخطب وهو يقول لا تكلفوا الأمة غير ذات الصنعة الكسب فإنكم متى كلفتموها ذلك كسبت بفرجها) أي زنت فتدخلوا في آية { { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء } } ( ولا تكلفوا الصغير الكسب فإنه إذا لم يجد سرق) لعجزه عن الكسب وقد كلفتموه به ( وعفوا) بكسر العين وشد الفاء المضمومة أمر من عف يعف كضرب يضرب أي تنزهوا واستغنوا عن تكليف الأمة والصغير المذكورين ( إذ) تعليل ( أعفكم الله) أغناكم عن ذلك بما فتحه عليكم ووسعه في الرزق ( وعليكم من المطاعم بما طاب منها) أي حل لأن الله أمر بذلك المرسلين والمؤمنين.