فهرس الكتاب

شرح الزرقاني - بَابُ مَا جَاءَ فِي عَذَابِ الْعَامَّةِ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ

رقم الحديث 1822 حَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ، وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ.


( ما جاء في عذاب العامة بعمل الخاصة)

( مالك أنه بلغه أن أم سلمة) هند بنت أبي أمية ( زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون) مع قوله تعالى { { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } } اعتقدت عامة كل قوم فيهم صالح وإنما كان لنبينا صلى الله عليه وسلم خاصة دون غيره من الأنبياء فضلاً عمن سواهم كذا قال الباجي ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم إذا كثر الخبث) بفتح المعجمة والموحدة فمثلثة الفسوق والشر وقيل أولاد الزنا ورجح الحافظ الأول لأنه قابله بالصلاح قال ابن عبد البر هذا الحديث لا يعرف لأم سلمة إلا من وجه ليس بالقوي يروي عن محمد بن سوقة عن نافع بن جبير بن مطعم عن أم سلمة وإنما هو معروف لزينب بنت جحش وهو مشهور محفوظ انتهى وهو كما قال من حيث أن الذي في الصحيحين والترمذي والنسائي وابن ماجه عن زينب بنت جحش أنه صلى الله عليه وسلم استيقظ من النوم محمرًا وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه قالت زينب فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث لكن لا يمتنع أن أم سلمة سألت عن ذلك أيضًا وإن كان في إسناد حديثها مقال لأنه اعتضد ببلاغ مالك لما علم أن بلاغه صحيح كله ( مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم) القرشي مولاهم المدني ( أنه سمع عمر بن عبد العزيز) ختام الخلفاء الراشدين ( يقول كان يقال إن الله تبارك وتعالى لا يعذب العامة) أي عموم الناس ( بذنب الخاصة) إذ لا تزر وازرة وزر أخرى ( ولكن إذا عمل المنكر جهارًا استحقوا العقوبة كلهم) وشاهده الحديث قبله وقوله تعالى { { كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه } } انتهى.



رقم الحديث 1823 وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ، وَلَكِنْ إِذَا عُمِلَ الْمُنْكَرُ جِهَارًا، اسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَةَ كُلُّهُمْ.


( ما جاء في عذاب العامة بعمل الخاصة)

( مالك أنه بلغه أن أم سلمة) هند بنت أبي أمية ( زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون) مع قوله تعالى { { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم } } اعتقدت عامة كل قوم فيهم صالح وإنما كان لنبينا صلى الله عليه وسلم خاصة دون غيره من الأنبياء فضلاً عمن سواهم كذا قال الباجي ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم إذا كثر الخبث) بفتح المعجمة والموحدة فمثلثة الفسوق والشر وقيل أولاد الزنا ورجح الحافظ الأول لأنه قابله بالصلاح قال ابن عبد البر هذا الحديث لا يعرف لأم سلمة إلا من وجه ليس بالقوي يروي عن محمد بن سوقة عن نافع بن جبير بن مطعم عن أم سلمة وإنما هو معروف لزينب بنت جحش وهو مشهور محفوظ انتهى وهو كما قال من حيث أن الذي في الصحيحين والترمذي والنسائي وابن ماجه عن زينب بنت جحش أنه صلى الله عليه وسلم استيقظ من النوم محمرًا وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه قالت زينب فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث لكن لا يمتنع أن أم سلمة سألت عن ذلك أيضًا وإن كان في إسناد حديثها مقال لأنه اعتضد ببلاغ مالك لما علم أن بلاغه صحيح كله ( مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم) القرشي مولاهم المدني ( أنه سمع عمر بن عبد العزيز) ختام الخلفاء الراشدين ( يقول كان يقال إن الله تبارك وتعالى لا يعذب العامة) أي عموم الناس ( بذنب الخاصة) إذ لا تزر وازرة وزر أخرى ( ولكن إذا عمل المنكر جهارًا استحقوا العقوبة كلهم) وشاهده الحديث قبله وقوله تعالى { { كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه } } انتهى.