فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب مَا يُباح من الغيبة

رقم الحديث 1531 ( عن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً) هو عيينة بن حصن وقيل مخرمة بن نوفل ( استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال إئذنوا له بئس أخو العشيرة) أي: القبيلة أي: بئس هو منهم ( متفق عليه احتج به) الإِمام المجتهد ( البخاري في) أي: على ( جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب) تحذيراً منهم، ومن الاغترار بظواهرهم، والريب بكسر الراء وفتح التحتية ثم موحدة جمع ريبة.


رقم الحديث 1532 ( وعنها قالت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً) نفي عنهم المعرفة اللازم نفيها، لنقي العمل فكأنه قال ليسوا على شيء من الإِسلام حقيقة ( رواه البخاري قال) أي: البخاري ( قال الليث بن سعد) عالم مصر عصري الإِمام مالك المجتهد ( أحد رواة هذا الحديث هذان الرجلان) المكنى عنهما بفلان وفلان ( كانا من المنافقين) فقال - صلى الله عليه وسلم - مبيناً لما أخفياه من النفاق، حذر أن يلتبس ظاهر حالهما، على من يجهل أمرهما.


رقم الحديث 1533 ( وعن فاطمة بنت قيس) بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة الفهرية القرشية، أخت الضحاك في تهذيب المصنف، قيل كانت أكبر من أخيها بعشر سنين، وكانت من المهاجرات الأول ذات عقل وافر وكمال، في بيتها اجتمع أصحاب الشورى، روى لها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة وثلاثون حديثاً.
روى عنها جماعة من كبار التابعين رضي الله عنها، وعنهم أجمعين، ( قالت أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت إن أبا الجهم) بفتح الجيم وسكون الهاء ( ومعاوية خطباني) أي: فما ترى ( فيهما فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما) بفتح الهمزة وتشديد الميم ( معاوية فصعلوك) رأيت بخط الشيخ محمد الخطابي المالكي، في حاشية النهاية الصعلوك بضم الصاد: الفقير والجمع صعاليك اهـ.
وهذه المادة لم أرها في القاموس ، ولا في النهاية ولا في المصباح وقوله ( لا مال له) في معنى الصفة مبين لما قبله ( وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه متفق عليه وفي رواية لمسلم وأما أبو الجهم فضراب للنساء وهو: تفسير لرواية لا يضع العصا عن عاتقه) أي: بيان للمراد فيها بطريق الكناية ( وقيل معناه) أي: المراد بهذا الكلام، كناية عنه ( كثير الأسفار) والأول أولى: لأن الروايات يفسر بعضها ببعض، وإن كان لا مانع من الجمع.


رقم الحديث 1534 ( وعن زيد بن أرقم) تقدمت ترجمته ( رضي الله عنه) في باب إكرام آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( قال خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر) هي غزوة بني المصطلق ( أصاب الناس) مفعول مقدم ( فيه شدة) فاعل ( فقال عبد الله بن أبيّ) بضم الهمزة وفتح الموحدة وتشديد الياء، المنافق ( لا تنفقوا على من) أي: الذين ( عند رسول الله) أي: من الصحابة ( حتى) أي: كي ( ينفضوا) أي: يتفرقوا عنه ( وقال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) فأراد من الأعز نفسه ومن الأذل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بذلك) أي: الذي صدر من ابن أبيّ ( فأرسل إلى عبد الله بن أبي فاجتهد يمينه) أي: حلف وأكد الأيمان بتكراره، ويمينه منصوب بنزع الخافض ( ما فعله فقالوا) أي: الصحابة ( كذب) بتخفيف الذال المعجمة المفتوحة ( زيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: أخبره عن أمر بخلاف ما هو عليه ( فوقع في نفسي مما قالوا شدة) أي: كرب شديد واستمر ذلك فيها ( حتى أنزل الله تعالى على نبيه تصديقي) أي: إخباري المطابق للواقع، وبيّنه بقوله ( إذا جاءك المنافقون) أي: سورة المنافقين ( ثم دعاهم) أي: المنافقين الذين رأسهم ابن أبيّ ( النبي - صلى الله عليه وسلم - ليستغفر لهم) مما قالوه ( فلووا رءوسهم) أي: أمالوها إعراضاً ورغبة عن الاستغفار ( متفق عليه) أخرجه البخاري في التفسير، ومسلم في التوبة، ورواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي حسن صحيح.


رقم الحديث 1535 ( وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قالت هند) هي بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية ( امرأة أبي سفيان) وهي أم معاوية، أسلمت عام الفتح بعد إسلام زوجها بليلة وبايعت ( للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن أبا سفيان رجل شحيح) من الشح بتثليث أوله، وهو البخل والحرص، كما في القاموس ( وليس) اسمها يعود إليه وجملة ( يعطيني) في محل الخبر، وثاني مفعول يعطي.
قوله ( ما يكفيني) بفتح التحتية من الكفاية ( وولدي) عطف على المفعول به الضمير ( إلا ما أخذت منه) استثناء منقطع أي: لكن الذي أخذت منه ( وهو لا يعلم) جملة حالية، وخبر ما محذوف أي: فهو يكفيني ( فقال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) أي: من غير سرف ولا تقتير ( متفق عليه) والقصد من الحديث الترجمة: للاستدلال بإقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - لها في قولها إن أبا سفيان رجل شحيح: لما أنه على وجه الاستفتاء.
باب تحريم النميمة ( وهو نقل الكلام بين الناس على جهة الإِفساد) في القاموس: النم التوريش والإِغراء، ورفع الحديث إشاعة له وإفساداً، وتزيين الكلام بالكذب اهـ.
وبه يعلم، أن ما عرفه الصنف، به، هو أحد معانيه المراد بما عقد له الترجمة.
( قال الله تعالى) في وصف المنهي عن إطاعته، قيل وهو الوليد بن المغيرة ( هماز) مغتاب غياب ( مشاء بنميم) نقال للكلام سعاية وإفساداً.
وقال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) تقدم ما يتعلق بها قريباً.