فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب النهي عن الإيذاء

رقم الحديث 1565 ( وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلم) أي: الكامل ( من سلم المسلمون من لسانه ويده) أي: منه بالمرة.
وذكراً لصدور الأذى بهما في العادة الغالبة.
( والمهاجر) أي: الكامل ( من هجر) أي: ترك امتثالاً لأمر الله وإجلاله، وخوفاً منه ( ما نهى الله عنه) شمل صغائر الذنوب وكبائرها.
وكامل الهجرة من هجر المعاصي رأساً وتحلي بالطاعة ( متفق عليه) لكن في الجامع الصغير: الاقتصار على عزوه للبخاري فقط، وأنه رواه أيضاً أبو داود والنسائي.
وعند مسلم من حديث جابر "المسلم من سلم المسلمون من لسانه، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم" اهـ.
ولعل المصنف أراد اتفاقهما على أصل الحديث.


رقم الحديث 1566 ( وعنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحب أن يزحزح) بصيغة المجهول، وبالزاي والحاء المهملة أي: يبعد ( عن النار ويدخل الجنة) بصيغة المجهول أيضاً ( فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر) جملة حالية من الضمير المفعول به، والمراد: ليدم على الإيمان، وما معه حتى يأتيه الموت، وهو على ذلك.
وهذا كقوله تعالى ( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ( وليأت) يجوز في مثله كسر لام الأمر، وهو الأصل، وإسكانها: لتقدم الواو العاطفة؛ وكذا يجوزان مع ثم والفاء العاطفتين ( إلى الناس الذي يحب) أي: يود ( أن يؤتى إليه) أي: منهم والمراد أن يحسن معاملتهم بالبشر وكف الأذى وبذل الندي كما يحب ذلك منهم له ( رواه مسلم وهو بعض حديث طويل سبق) بطوله مشروحاً ( في باب طاعة ولاة الأمور) .
باب النهي عن التباغض بالقلوب ( والتقاطع) ترك التواصل، المؤدي إلى البغضاء والنفرة ( والتدابر) بالأجساد، أي: يولي الرجل أخاه إذا لقيه ظهره إعراضاً عنه.
( قال الله تعالى: إنما المؤمنون إخوة) أي: وشأن الأخوة التواصل.
قال تعالى في مدح المؤمنين ( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) .
( وقال تعالى: أذلة على المؤمنين) أي: متذللين لهم، عاطفين عليهم، خافضين لهم أجنحتهم ( أعزة على الكافرين) متغلبين عليهم ( وقال تعالى: محمد رسول الله والذين معه) أي: من الصحابة ( أشداء على الكفار) أي غلاظ عليهم قال تعالى مخاطباً لنبيه ( واغلظ عليهم) ( رحماء بينهم) أي: يتراحمون ويتعاطفون لرحمة الإيمان وصلته بينهم.


رقم الحديث -266 باب النهي عن الإِيذاء ( قال الله تعالى: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا) فيه دليل تسمية فعل المكلف كسباً، وأتي به من صيغة الافتعال، إيماءً إلى المزاولة والإِقبال على المعصية، لكونها حظ النفس؛ ( فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً)