فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب الأمر بالمحافظة عَلَى مَا اعتاده من الخير

رقم الحديث -87 أي شدة الحفظ ( على ما اعتاده من الخير) فالمفاعلة للمبالغة لا للمغالبة.
( قال الله تعالى) : ( { إن الله لا يغير ما بقوم} ) أي من النعمة أو النقمة ( { حتى يغيروا ما بأنفسهم} ) من الأحوال الجملة أو القبيحة وقد ورد «قال الربّ: وعزتي وارتفاعي فوق عرشي ما من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على ما كرهته من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت لهم من طاعتي إلا حولت بهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي» وأيضاً: فإذا غير المتعبد ما اعتاده من الطاعة غير الله ما كان يسبغه عليه من الثواب، وفي الحديث «فإن الله لا يملّ حتى تملوا» .
( وقال تعالى) : ( { ولا تكونوا} ) في نقض الأيمان ولايخفي أنه يتناول نقض سائر العهود ( كالتي نقضت) أي أفسدت ( { غزلها} ) مصدر بمعنى المفعول: أي ما غزلته ( { من بعد قوة} ) أي نقضته بعد إحكامه وفتله ( { أنكاثاً} ) الأنكاث جمع نكث بكسر النون كما في «المصباح» ، نظيره حمل وأحمال ( وهو الغزل المنقوض) زاد في «المصباح» ليغزل ثانياً وأنكاثاً مفعول كان لنقضت بتضمينه معنى الجعل أو مفعول مطلق وهو مثل لمن نقض عهده بعد توكيده، وقد نقل أنه في امرأة كانت تفعل ذلك.
( وقال تعالى) : ( { ولا تكونوا كالذين أوتوا الكتاب} ) معطوف على أن تخشع وفيه على قراءة التاء الفوقية التفات ( { من قبل} ) كاليهود والنصارى ( { فطال عليهم الأمد} ) الزمان بينهم وبين أنبيائهم ( فقست قلوبهم) مالوا إلى الدنيا وأعرضوا عن مواعظ الله.
( وقال تعالى) : { فما رعوها حق رعايتها} أي بالقيام بما التزموا مما زعموا أنه قربة والآيتان تقدم الكلام عليهما في باب المحافظة على السنة وفيه أيضاً حديث ابن عمرو المذكور.


رقم الحديث 692 ( وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله: لا تكن مثل فلان) لم أقف على من سماه وقد قال بعض المحققين: لا ينبغي الفحص عمنأبهم في مثل هذا المقام، فالستر عن أولي التقصير من شأن الناقد البصير، ثم بين المثل المنهي عنه بقوله على سبيل التنفير ( كان يقوم الليل) أي لصلاة التهجد ( فترك قيام الليل) وإنما كره لما يؤذن به من قلة الاكتراث بأمر الطاعة والاحتفال إذ لو كان مكترثاً محتفلاً به لحياة قلبه لما وقع منه ذلك ( متفق عليه) أخرجاه في كتاب الصلاة.
88