فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب استحباب إعادة السلام عَلَى من تكرَّر لقاؤه عَلَى قرب بأن دخل ثم خرج ثُمَّ دخل في الحال، أَو حال بينهما شجرة ونحوها

رقم الحديث -134 أي ذكره عند اللقاء ( على من تكرر لقاؤه على قرب بأن دخل) أي مكان حصل به إدباره عن القوم الذين كان معهم على قرب، وقوله ( ثم خرج) أي فوراً كما يدل عليه قوله على قرب وقوله ( ثم دخل في الحال) أي وخرج منه فثم فيه مستعارة بمعنى الفاء ( أو حال بينهما مشجرة) تمنع من رؤية أحدهما الآخر لغلظ أصلها، فإن لم تحل لرقتها ويرى كل منهما صاحبه مع وجودها بينهما فلا لانتفاء الحيلولة العرفية ( ونحوها) كجدار وجبل.


رقم الحديث 859 ( وعن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث المسيء صلاته) بالنصب على المفعولية ويجوز الرفع على الإسناد كجري النهر وترك تأنيث الفاعل لأن التأنيث مجازي وهو رافع ابن خلاد الزرقي الأنصاري رضي الله عنه ( أنه جاء) إلى المسجد ( فصلى) أي تحيته والنبي ينظر إلى صلاته ( ثم جاء إلى النبي) قال الزركشي في أحكام المساجد: فيه أن السنة لداخل المسجد، وفيه جماعة أنه يقدم تحيته على السلام عليهم وذلك لأن حتى الله تعالى مقدم على حق عباده ( فرد عليه السلام فقال) أي بعد رده عليه حالاً ( ثم جاء) أي من مصلاه إلى النبي وقد فصل بينه وبينه فاصل كسارية ونحوها بدليل قوله ( فسلم على النبي) أي فرد عليه ( حتى فعل ذلك ثلاث مرات) وإنما تركه يصلي ثانياً مع إخلاله بها أولاً ثم ثالثاً مع إخلاله بها ثانياً قيل لتجويزه ذلك الصحابي بمصححاتها، وإنما تساهل في استيفاء ذلك فلذا لما أخبره آخراً بأنه لا يعلم سوى ما يعمل أرشده إلى بيان ذلك وليس ذلك من تأخير البيان عن الحاجة ( متفق عليه) .


رقم الحديث 860 ( وعنه عن رسول الله قال: إذا لقي) بكسر القاف ( أحدكم) والظاهر أن المراد به معنى العموم لكونه في سياق الشرط وهو الأقرب ( أخاه) عبر به بعثاً على أداء ما بعده ( فليسلم عليه) أي يبدأ به ندباً ( فإن حال بينهما شجر أو جدار أو حجر) يمنع الرؤية بحيث يعد فاصلاً عرفياً بدليل قوله ( ثم لقيه) وثم فيه المراد بها ما يشمل حصول التلاقي عن قرب ( فليسلم عليه) أي يأتي به حينئذ لأن هذا لقاء جديد وهو مقتضي لطلب البدء بالسلام ولا يمنع قرب ما قبله له ( رواه أبو داود) ورواه ابن ماجه والبيهقي في «شعب الإيمان» .