فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب الاستئذان وآدابه

رقم الحديث -140 أي طلب الإذن في الدخول على من بالمنزل ( وآدابه) بالمد جمع أدب وتقدم تعريفه.
( قال الله تعالى) : ( { يا أيها الذين آمنوا} ) خاطبهم بذلك إيماء لشرف الإيمان وأنه أعظم ما يفرد بالذكر وينوه به من شرف الخصال ( { لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا} ) أي تستأذنوا ( { وتسلموا على أهلها} ) وتقدم الكلام على بعض فوائد الآية أول كتاب السلام.
( وقال تعالى) : ( { وإذا بلغ الأطفال منكم} ) أيها الأحرار ( { الحلم} ) بضم المهملة واللام: أي أوان أن يحتلموا وذلك بأن صاروا مراهقين ( { فليستأذنوا} ) في جميع أوقات الدخول ( { كما استأذن الذين من قبلهم} ) أي من البالغين الأحرار.


رقم الحديث 870 ( وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله الاستئذان) أي طلب الإذن من ربّ المنزل ( ثلاث) وذلك لأنها أقل الكثير وأكثر القليل ومن لم يتنبه عندها لا يتنبه غالباً بعدها كما تقدم ( فإن أذن) بالبناء للمفعول ونائب فاعله قوله ( لك) وجواب الشرط محذوف لدلالة السياق عليه: أي فأدخل ( وإلا) أي وإلا يؤذن لك بعدها ( فارجع) قال المصنف في «شرح مسلم» : أما إذا استأذن فلم يؤذن له أو ظن أنه لم يسمعه ففيه ثلاثة مذاهب: أظهرها أنه ينصرف ولا يعيد الاستئذان.
والثاني يزيد فيه.
والثالث إن كان بلفظ الاستئذان الآتي لم يعده وإن كان بغيره أعاده، فمن قال بالأظهر فحجته قوله «وإلا فارجع» ومن قال بالثاني حمل الحديث على من علم أو ظن أنه سمعه فلم يأذن اهـ ( متفق عليه) روياه في الاستئذان واللفظ لمسلم، وللبخاري بمعناهولفظه من حديث أبي موسى مرفوعاً «إذا أستأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع» وهو عند مسلم أيضاً واللفظ الذي ذكره المصنف رواه الترمذي أيضاً.
871........... 872 - ( وعن ربعي) بكسر الراء وسكون الموحدة وكسر العين المهملة وتشديد الياء ( ابن حراش) بالمهملتين المكسورة أولاهما وآخره شين معجمة وهو العبسى بفتح المهملة وسكون الموحدة تابعي جليل، قال الذهبي في «الكاشف» : قالت لله لم يكذب قط، قال الحافظ في «التقريب» : توفي سنة مائة وقيل غير ذلك ( قال: حدثنا رجل من بني عامر) لا يضرّ الجهل بعينه لأن الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول من خالط الفتن منهم ومن اعتزالها: أي قال ( إنه استأذن على النبي وهو) أي النبي ( في بيت) والجملة الإسمية حالية من مجرور على ( فقال) أي الرجل ( ألج) بهمزتين أولاهما للاستفهام والثانية همزة المتكلم وهو من الولوج: أي أأدخل ( فقال رسول الله لخادمه) رأيته في أصل مصحح مضبوط بالقلم بإضافة خادم إلى ضمير الغائب وهو من يتولى الخدمة ذكر كان أو غيره، لكن قال السيوطي في «حاشيته على سنن أبي داود» في تفسير جرير من طريق عمر بن سعد الثقفي أن اسمها روضة، فتكون الهاء للتأنيث، خوطبت خطاب المذكر باعتبار أنها شخص في قوله ( أخرج إلى هذا) المستأذن بغير اللفظ الذي يطلب الاستئذان به ( فعلمه الاستئذان) أي لفظه وأبدل منه أو عطف عليه عطف بيان قوله ( فقل له: قل السلام عليكم أأدخل) قال الحافظ في «فتح الباري» : اختلف هل السلام شرط في الاستئذان أولا، وقال المصنف: اختلفوا هل يستجب تقديم السلام ثم الاستئذان أو العكس، والصحيح الذي جاءت به السنة وقاله المحققون تقديم السلام، والثاني تقديم الاستئذان.
والثالث وهو اختيار الماوردي من أصحابنا إن وقعت عين المستأذن على صاحب المنزل قبل دخوله قدم السلام وإلا قدم الاستئذان، وصح عن النبي حديثان في تقديم السلام ( فسمعه) أي القول المذكور ( الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل) وظاهر أن المتكلم مخير بين تحقيقالهمزة وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها ( فأذن له النبي فدخل) وإنما لم يأذن له أولاً لإخلاله باللفظ الوارد في ذلك وحثا على تعلم العلم والعمل به ( رواه أبو داود) في الاستئذان ( بإسناد صحيح) .
873 - ( وعن كلدة) بكسر الكاف وسكون اللام وفتح الدال المهملة بعدها هاء تأنيث ( ابن الحنبل) بفتح المهملة والموحدة وسكون النون بينهما، قال الحافظ في «التقريب» : ويقال ابن عبد الله ابن الحنبل، زاد المزي في «الأطراف» بن ملك يقال مليك بن عائذ بن كلدة أخو صفوان بن أمية لأمه وقيل ابن أخته، واقتصر الحافظ على كونه أخاً لأمه وزاد التيمي المكي صحابي له ( رضي الله عنه) حديث ( قال أتيت النبي) وذلك لما بعثه صفوان بن أمية بلبن ولباء وضغابيس إلى النبي والنبي بأعلى الوادي رواه كل من أبي داود والترمذي في هذا الحديث وحذفه المصنف لعدم تعلق غرض الترجمة به لكن عند أبي داود بدل قوله ولباء قوله وجداية.
قال الخطابي: الجداية هي الصغيرة من الظباء والضغابيس بمعجمتين وبعد الألف موحدة فتحتية فمهملة: صغار القثاء بالقاف والمثلثة ( فدخلت عليه ولم أسلم) أي أستأذن ( فقال النبي: ارجع) أي إلى ما هو خارج عن مكان النبي ( فقل السلام عليكم أأدخل) وفيه الأمر بالمعروف واستدراك السنن وعدم التساهل فيها ( رواه أبو داود والترمذي) كلاهما في الاستئذان ( وقال) أي الترمذي ( حديث حسن) غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج.
1

رقم الحديث 872 ( وعن ربعي) بكسر الراء وسكون الموحدة وكسر العين المهملة وتشديد الياء ( ابن حراش) بالمهملتين المكسورة أولاهما وآخره شين معجمة وهو العبسى بفتح المهملة وسكون الموحدة تابعي جليل، قال الذهبي في «الكاشف» : قالت لله لم يكذب قط، قال الحافظ في «التقريب» : توفي سنة مائة وقيل غير ذلك ( قال: حدثنا رجل من بني عامر) لا يضرّ الجهل بعينه لأن الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول من خالط الفتن منهم ومن اعتزالها: أي قال ( إنه استأذن على النبي وهو) أي النبي ( في بيت) والجملة الإسمية حالية من مجرور على ( فقال) أي الرجل ( ألج) بهمزتين أولاهما للاستفهام والثانية همزة المتكلم وهو من الولوج: أي أأدخل ( فقال رسول الله لخادمه) رأيته في أصل مصحح مضبوط بالقلم بإضافة خادم إلى ضمير الغائب وهو من يتولى الخدمة ذكر كان أو غيره، لكن قال السيوطي في «حاشيته على سنن أبي داود» في تفسير جرير من طريق عمر بن سعد الثقفي أن اسمها روضة، فتكون الهاء للتأنيث، خوطبت خطاب المذكر باعتبار أنها شخص في قوله ( أخرج إلى هذا) المستأذن بغير اللفظ الذي يطلب الاستئذان به ( فعلمه الاستئذان) أي لفظه وأبدل منه أو عطف عليه عطف بيان قوله ( فقل له: قل السلام عليكم أأدخل) قال الحافظ في «فتح الباري» : اختلف هل السلام شرط في الاستئذان أولا، وقال المصنف: اختلفوا هل يستجب تقديم السلام ثم الاستئذان أو العكس، والصحيح الذي جاءت به السنة وقاله المحققون تقديم السلام، والثاني تقديم الاستئذان.
والثالث وهو اختيار الماوردي من أصحابنا إن وقعت عين المستأذن على صاحب المنزل قبل دخوله قدم السلام وإلا قدم الاستئذان، وصح عن النبي حديثان في تقديم السلام ( فسمعه) أي القول المذكور ( الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل) وظاهر أن المتكلم مخير بين تحقيقالهمزة وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها ( فأذن له النبي فدخل) وإنما لم يأذن له أولاً لإخلاله باللفظ الوارد في ذلك وحثا على تعلم العلم والعمل به ( رواه أبو داود) في الاستئذان ( بإسناد صحيح) .


رقم الحديث 873 ( وعن كلدة) بكسر الكاف وسكون اللام وفتح الدال المهملة بعدها هاء تأنيث ( ابن الحنبل) بفتح المهملة والموحدة وسكون النون بينهما، قال الحافظ في «التقريب» : ويقال ابن عبد الله ابن الحنبل، زاد المزي في «الأطراف» بن ملك يقال مليك بن عائذ بن كلدة أخو صفوان بن أمية لأمه وقيل ابن أخته، واقتصر الحافظ على كونه أخاً لأمه وزاد التيمي المكي صحابي له ( رضي الله عنه) حديث ( قال أتيت النبي) وذلك لما بعثه صفوان بن أمية بلبن ولباء وضغابيس إلى النبي والنبي بأعلى الوادي رواه كل من أبي داود والترمذي في هذا الحديث وحذفه المصنف لعدم تعلق غرض الترجمة به لكن عند أبي داود بدل قوله ولباء قوله وجداية.
قال الخطابي: الجداية هي الصغيرة من الظباء والضغابيس بمعجمتين وبعد الألف موحدة فتحتية فمهملة: صغار القثاء بالقاف والمثلثة ( فدخلت عليه ولم أسلم) أي أستأذن ( فقال النبي: ارجع) أي إلى ما هو خارج عن مكان النبي ( فقل السلام عليكم أأدخل) وفيه الأمر بالمعروف واستدراك السنن وعدم التساهل فيها ( رواه أبو داود والترمذي) كلاهما في الاستئذان ( وقال) أي الترمذي ( حديث حسن) غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج.
1