فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب الصدقة عن الميت والدعاء لَهُ

رقم الحديث -162 أي استحباب ذلك له.
( قال الله تعالى) : ( { والذين} ) معطوف إما على قوله «للفقراء» أو على قوله «والذين تبوءوا الدار» أي أن الفىء لهؤلاء الثلاثة المهاجرين والأنصار والذين ( { جاءوا من بعدهم} ) زمناً وهم التابعون بإحسان ( يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان» ) جملة حالية قيد لاستحقاق المتأخر الفىء ولذا قال الإمام مالك: لا حق لسابي السلف في الفيء وذكر الآية وهذا دليل طلب الدعاء للميت، ويقاس به الصدقة عنه بالأولى لأنهم إذا مدحوا بالدعاء لهم فلأن يمدحوا بالصدقة عنهم أولى.


رقم الحديث 948 ( وعن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً) هو سعد بن عبادة الأنصاري ( قال للنبي: إن أمى افتلتت) افتعال من الفلت مبني لما لم يسم فاعله و ( نفسها) بالرفع نائبه ( وأراها) بضم الهمزة ( لو تكلمت تصدقت) الجملة الشرطية ثاني مفعولي رأى ( فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟) وكأن وجه هذا السؤال ظاهر قوله تعالى: { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} ( النجم: 39) الموهم قصور الثواب على ما يعمله العامل دون ما عمل له وإن بفتح الهمزةوحذف الجار: أي في تصدقي عنها أو بكسرها والجواب محذوف لدلالة ما قبله عليه ( قال نعم) أي لها ذلك والآية، قيل هي في الكافر فالإنسان عام مراد به خاص، وإن كان في المؤمن فالمعنى ليس للمؤمن من حيث العدل إلا جزاء ما عمل، وأما على سبيل الفضل فالله أعظم وأكرم يتجاوز عن السيئة ويضاعف الحسنة ويثيبه بما فعل عنه من القرب ( متفق عليه) .


رقم الحديث 949 ( وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله) لزوال التكليف بالموت ولخروجه من عالمه إلى البرزخ وليس محل عمل والمراد لازم العمل: أي أن الإنسان يتم تحصيله للثواب بنفسه بموته ( إلا من ثلاث) لا تنافي بينه وبين حديث ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله «إنما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علماً نشره، وولداً صالحاً تركه ومصحفاً ورثه، ومسجداً بناه، وبيتاً لابن السبيل بناه، ونهراً أجراه، وصدقة أخرجه من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته» إما لأن مفهوم العدد خير حجة، وإما لأنه اطلع أولاً على ما في حديث مسلم ثم أطلعه الله على الزائد فأخبر به.. قال السيوطي: وقد تضمن حديث ابن ماجه سبع خصال، ووردت خصال أخر بلغت بها عشراً، وقد نظمتها فقلت: إذا مات ابن آدم ليس يجري عليه من فعال غير عشر علوم بثها ودعاء نجل وغرس النخل والصدقات تجري وراثة مصحف ورباط ثغر وحفر البئر أو إجراء نهر وبيت للغريب بناه يأوي إليه أو بناء محل ذكر وزاد رحمه الله في شرح مسلم الحادية عشر فقال: وتعليم لقرآن كريم فخذها من أحاديث بحصر( صدقة جارية) كوقف أو وصية لفقير ( أو علم) شرعي أو آلته ( ينتفع به) لكونه ألفه أو وقف كتباً فيه أو تخرّج عليه الطلبة أو تعلم منه متعلم فعمل به فله مثل ثوابه ( أو ولد صالح) أي مسلم ( يدعو له) لأنه من كسبه وقد تفضل الله تعالى بكتابه مثل ثواب سائر الحسنات التي يعملها الأولاد للوالد دون آثام السيئات ( رواه مسلم) .
باب ثناء الناس بتقديم المثلثة ( على الميت) والثناء وإن كان محصوصاً بالمحاسن والمساوي ثناء، لكن المراد ما يعمها