فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب استحباب الاجتماع عَلَى القراءة

رقم الحديث 1023 ( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: وما اجتمع قوم) المراد به هنا ما يشمل الإناث، ويحتمل تخصيصه بالذكور لأنهم لكمال عقولهم بالنسبة إليهن يقومون بآداب مجلس التلاوة، ولا كذلك هن ( في بيت من بيوت الله) أي المساجد، وذكرها لأنها الأعلى لا للتخصيص ( يتلون كتاب الله) أي يقرءونه جملة حالية من الفاعل ( ويتدارسونه بينهم) أي يتوازعون دراسته، والأولى فيها أن يقرأ الثاني ما قرأ الأول، قيل إنه هكذا كانت مدارسة النبي مع جبريل ( إلا نزلت عليهم السكينة) بالتخفيف، وحكي في «النوادر» تشديدها وقال: لا نعرف في كلام العرب فعيلة مثقلة إلا هذا الحرف وهو شاذ كما في «المصباح» ، قل المصنف في «شرح مسلم» : وقد قيل في معنى السكينة أشياء، المختار أنها شيء من مخلوقات الله تعالى فيه طمأنينة ورحمة ومنه الملائكة، والله أعلم ( وغشيتهم) أيعمتهم ( الرحمة) أي الفضل والإحسان، ويجوز أن يراد بها إرادة ذلك والتعميم باعتبار التعلق ( وحفتهم) بفتح المهملة وتشديد الفاء.
أي أحاطت بهم ( الملائكة) تشريفاً وتعظيماً لهم لما تلبسوا به من التلاوة ( وذكرهم الله فيمن عنده) من الملائكة، والعندية عندية مكانة لا عندية مكان تعالى الله عن ذلك، والظاهر أن كل جملة من العطايا فوق ما قبلها فيكون فيه كالترقي، وذلك لأن ذكر الله أعلى المقامات كما قال تعالى: { ولذكر الله أكبر} ( العنكبوت: 45) ويليه إحاطة الملائكة بهم، ويليها عموم الرحمة لهم الشاملة لتنزل السكينة إذ هو منها، والله أعلم ( رواه مسلم) .
185