فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب: تجويز صلاة الضحى من ارتفاع الشمس إلى زوالها والأفضل أن تصلَّى عِنْدَ اشتداد الحرِّ وارتفاع الضحى

رقم الحديث -205 بابٌ بالتنوين أو بتركه مضافاً إلى جملة ( تجوز صلاة الضحى من ارتفاع الشمس) كرمح في رأى العين ( إلى زوالها) أي ميلها عن كبد السماء إلى جهة المغرب، ودخل في عمومه وقت الاستواء فيجوز فعلها فيه، لكن ينبغي أن يكون محله مالم يقصد تأخيرها إليه لأنه بذلك مراغم للشارع قياساً على منع فعل القضاء فيه كذلك، لكن كلامهم صريح في الصحة ولو مع قصد التأخير، وكأنه لأن الوقت وقتها ولا كذلك المقضية المقصود تأخيرها لوقت الكراهة ( والأفضل) أي الأكثر ثواباً ( أن تصلى عند اشتداد الحر) بسبب ارتفاع الشمس ( وارتفاع الضحا) أي وقته.


رقم الحديث 1143 ( عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه رأى قوماً يصلون من الضحا) أي بعضه أن فيه أو لأجله، والمراد يصلون في أول وقته بدليل قوله ( فقال: أما) بتخفيف الميم وفتحالهمزة حرف استفتاح أتى به لتنبيه السامع لما بعده لتأكده ولذا أقسم عليه كما تؤذن به اللام المؤذنة بالقسم في قوله ( لقد علموا أن الصلاة) أي المعهودة وهي صلاة الضحا ( في غير هذه الساعة) من ساعاته ( أفضل) ثم قال على سبيل الاستئناف البياني أو النحوي ( إن رسول الله قال: صلاة الأوابين) بفتح الهمزة وتشديد الواو ثم موحدة: أي الرجاعين من الغفلة إلى الحضور ومن الذنب إلى التوبة ( حين ترمض الفصال) أي فثناؤه عليها حينئذ يدل على فضلها فيه ( رواه مسلم) .
( ترمض بفتح التاء) المثناة الفوقية ( والميم) وسكون الراء بينهما ( وبالضاد المعجمة يعني) أي بقوله ترمض الفصال ( شدة الحر) أي حين رمضها: أي احتراقها من حر الشمس، قال في «المصباح» : وجدت الفصال الرمضاء فاحترقت أخفافها وذلك وقت صلاة الضحا ( والفصال) بكسر الفاء وتخفيف الصاد المهملة ( جمع فصيل وهو الصغير من أولاد الناقة) سمي به لأنه يفصل عن أمه، قال في «المصباح» : فهو فعيل بمعنى مفعول والجمع فصلان بضم الفاء وكسرها، وقد يجمع على فصال بالكسر لأنهم توهموا فيه الصفة مثل كريم وكرام.
28