البيان
|
|
الاسم بالكامل :
|
المجتبى من السنن
|
اسم الشهرة :
|
السنن الصغرى للنسائي
|
البيان
|
|
اسمه بالكامل :
|
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخرساني النسائي القاضي .
|
عمره أو تاريخ وفاته :
|
(215-303 هـ ، 830 - 915م) .
|
ترجمته :
|
اسمه :
مؤلف هذا الكتاب هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخرساني النسائي القاضي .
مولده :
في مدينة نسا في عام خمسة عشر ومائتين ، وقيل في عام أربعة عشر ومائتين للهجرة .
والاختلاف جاء بسبب وراية رويت عنه ، وبسبب كلام لتلميذه أبي سعيد بن يونس صاحب تاريخ مصر ؛ فأبو سعيد ذكر أن مولده في عام خمسة عشر أو أربعة عشر ، والنسائي نفسه لما سئل عن مولده متى ، قال : يشبه أن يكون في عام خمسة عشر ومائتين ، فهو إذن لم يقطعه ولم يجزم بهذا ؛ لأنه لم يضبط تاريخ مولده ، لكنه استدل على ذلك بأنه رحل إلى قتيبة بن سعيد في عام ثلاثين ومائتين ، وكأنه يستشف أن عمره إذ ذاك كان خمسة عشر عاماً ، فيكون مولده تقريباً في حدود عام خمسة عشر ومائتين.
بعض صفاته :
كان شيخا مهيبا ، مليح الوجه ، ظاهر الدم ، حسن الشيبة , وكان نضر الوجه مع كبر السن ، يؤثر لباس البرود النوبية والخضر ، ويكثر الاستمتاع ، له متزوجاً بأربع نسوة ويضيف إليهن في الغالب سرية من السرايا .
طلبه للعلم:
طلب – رحمه الله – العلم منذ الصغر ، وهذا أفاده كثير جداً ، فنجده رحل إلى قتيبة بن سعيد في سنة ثلاثين ومائتين ، وأقام عنده ولازمه أكثر من سنة ؛ ولذلك يعتبر إسناد النسائي عالياً في بعض الشيوخ ، ومن جملتهم قتيبة بن سعيد الذي كان مولده في عصر مبكر ، فقتيبة بن سعيد كان مولده في سنة تسع وأربعين ومائة ، فهو عاش تقريباً حوالي مائة عام، فظفر النسائي بأسانيد عالية من هذا الباب.
ثم إنه لم يقتصر في السماع على قتيبة بن سعيد ، بل سمع من أئمة آخرين ، مثل إسحاق بن راهويه ، وأحمد بن منيع ، وعلي بن حجر السعدي ، ومن أبي داود ، والترمذي ، ومن أبي حاتم ، وأبي زرعة الرازيين ، ومن محمد بن يحيى بشار ، ومحمد بن المثنى ، وهناد بن السرى ، وأمثال هؤلاء الشيوخ الذين أدركم وروى عنهم ، ومعظمهم من شيوخ أصحاب الكتب الستة ، وبخاصة البخاري ومسلم . فإذن هو شارك البخاري ومسلم في كثير من شيوخهم ؛ ولذلك ظفر بالأسانيد العالية .
روايته عن البخاري:
اختلف هل سمع النسائي من البخاري وروى عنه أم لا ؟ فنجد المزي في تهذيب الكمال قطع بأنه لم يرو عن البخاري ، وأن الذي وقع في السنن حينما قال : حدثنا محمد بن إسماعيل، وقيل عنه البخاري ، أن هذا من تصرف بعض الرواة ، والحقيقة أنه لم يسمع من البخاري ، وهذه وجهة نظر المزي .
لكن بعد التتبع وجد أن فعلاً روى عن البخاري " الشيخ سعد الحميد"
وكان من أدب الطلب عندهم في ذلك العصر الرحلة في طلب الحديث ، وهذا الذي حرص عليه وصنعه النسائي ، وهو الذي أفاده في الحصول على الأسانيد العالية ، فإنه –رحمه الله- رحل إلى عدة بلدان منها خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام ، وسمع من كثير من الشيوخ ، وكان حريصاً على التلقي ، حتى وإن كان يصاحب ذلك شيء من العناء بل ربما المذلة .
وكان النسائي قد ظفر بأسانيد عالية مما جعل التلاميذ يحرصون على السماع من النسائي وعلى لقيه .
أي أن هناك عاملين أساسيين :
العامل الأول : أن النسائي عمر فعاش مدة تقرب من تسعين عاماً .
العامل الثاني : أنه طلب العلم في الصغر ، ولما طلب العلم ظفر بأسانيد عالية مثل قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن راهويه ، وأمثالهم ؛ فهذه الأسانيد العالية التي حصلت للنسائي جعلت طلبة العلم يحرصون على السماع منه ؛ لأنهم سيظفرون أيضاً بعلو الإسناد .
تلاميذه :
نجد كبار الأئمة تتلمذوا على النسائي ، ومن هؤلاء : ابن حبان صاحب "الصحيح"
والعقيلي صاحب "الضعفاء"
وابن عدي صاحب "الكامل"
والدولابي – ومع العلم بأنه يعتبر من أقران النسائي ولكنه سمع منه – وهو صاحب كتاب الأسماء والكنى "
والطحاوي صاحب "شرح معاني الآثار" و "مشاكل الآثار" وصاحب "الطحاوية"
وأبو عوانة صاحب "المستخرج على صحيح مسلم"
وأبو سعيد بن يونس صاحب " تاريخ مصر "
والطبراني ، الإمام المشهور- صاحب "المعاجم الثلاثة"
وابن السني صاحب "عمل اليوم والليلة" وكتاب القناعة.
عبادته واحترازه من السلطان :
وكان مع هذا صاحب عبادة ، وقد ذكر وأنه خرج مرة مع أمير مصر لفداء بعض المسلمين الذين وقعوا في الأسر ، فوصفوا من شهامته – رحمه الله – وحرصه على إقامته لسنن المأثورة واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه مما جعل العلماء يُعجبون به ويثنون عليه .
وكان – رحمه الله – يصوم مثل صيام داود عليه السلام ؛ يصوم يوماً ويُفطر يوماً ، ومع هذا كان في وجهه شيء من البهاء والنضرة ، حتى إن بعضهم كان يظن أن النسائي يشرب النبيذ؛ لأن النبيذ يُعطي الإنسان عافية وصحة في جسمه ، لأجل نسبة الحالي التي فيه ، لكن لما سئل النسائي أجاب بأنه يرى حُرمة النبيذ ، وليس ممن يتوسع في ذلك .
ورعه وأمانته:
كان رحمه الله غاية في الورع والتحري ، وقعت خشونة بينه وبين شيخه الحارث بن مسكين، فكان لا يظهر عليه في مجلسه، ويحضر وقت تحديثه مستمعا للحديث مختفيا في زاوية بحيث لا يطلع عليه الحارث وهو يسمع صوته ، فإذا حدث في سننه عن الحارث بن مسكين يقول: هكذا قرئ عليه وأنا أسمع ، ولا يقول في الرواية عنه: حدثنا وأخبرنا كما يقول في روايات أخرى عن مشايخه.
ثناء العلماء عليه:
قال ابن كثير فى البداية والنهاية: "أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النسائي، صاحب السنن، الإمام في عصره، والمقدم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره، رحل إلى الآفاق، واشتغل بسماع الحديث، والاجتماع بالأئمة الحذاق".
وقال الإمام الذهبي: "هو أحفظ من مسلم".
وقال ابن عدي: سمعت منصورًا الفقيه، وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان: "أبو عبد الرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين". وقال الحافظ أبو عبد الرحمن النيسابوري: "أبو عبد الرحمن النسائي الإمام في الحديث بلا مدافعة".
وقال أبو الحسن الدارقطني: "أبو عبد الرحمن مُقدَّم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره".
توليه القضاء :
وكان – رحمه الله – قد تولى القضاء في مصر وفي حمص .
مؤلفاته :
ألف مؤلفات عديدة مهمة جداً ، منها :
- كتاب " الكنى " ، وهذا الكتاب لم يصل إلينا .
- كتاب " الضعفاء والمتروكين " وهو مطبوع .
- كتاب " حديث مالك بن أنس " ، وقد جعل المزي أحاديث هذا الكتاب من ضمن الأحاديث التي ذكرها في " تحفة الأشراف" ، ورجال أسانيده من ضمن الرجال الذين تطرق إليهم في كتابه " تهذيب الكمال " .
ويبدو أن النسائي كان حريصاً على تتبع أحاديث هؤلاء الأئمة المشهورين المكثرين ، فنجده ألف :
- مسنداً لحديث مالك بن أنس .
- مسنداً لحديث الزهري .
- مسنداً لحديث شعبة .
- مسنداً لحديث الثوري .
- مسنداً لحديث ابن جريج .
- مسنداً لحديث القطان .
- مسنداً لحديث الفضيل بن عياض .
- مسنداً لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وقد ألف غير ذلك من المؤلفات الكثيرة التي بعضها تعتبر من كتب السنن له ، مثل كتاب "التفسير" ، وكتاب " عشرة النساء" ، وكتاب " عمر اليوم والليلة" وكتاب "الجمعة"، فهذه اعتبروها داخلة في كتاب " السنن الكبير" له .
|
[السنن الصغرى]
ثناء العلماء على كتابه السنن :
من العبارات التي يمكن أن تفيدنا في معرفة مكانة سنن النسائي قول ابن الرشيد :
"كتاب النسائي أبدع الكتب المصنفة للسنن تصنيفاً وأحسنها ترصيفاً " .
ويقول عبد الرحيم المكي الذي هو أحد شيوخ ابن الأحمر الذي هو أحد رواة السنن ، يقول عن سنن النسائي :
" إنه أشرف المصنفات كلها ، وما وضع في الإسلام مثله" .
أقسام الأحاديث التي في السنن :
ونجد ابن طاهر المقدسي – رحمه الله – هو الذي تكلم عن شروط الأئمة الستة ، فهو يقسم أحاديث سنن النسائي إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول :
أحاديث مخرجة في الصحيحين ، وأكثر الكتاب من هذا الباب .
القسم الثاني :
أحاديث صحيحة على شرط الشيخين .
القسم الثالث :
أحاديث أخرجها النسائي ، وأوضح علتها بطريقة يفهمها أهل الصنعة ؛ أي أنه قد يشير إلى علة الحديث إشارة واضحة ، وقد لا يشير إشارة واضحة ، ولكنها إشارة يفهمها أهل الصنعة، وذلك كأن يُورد الحديث مثلاً ، ثم يقول :
ذكر اختلاف الناقلين لهذا الخبر عن فلان -الذي هو أحد الرواة الذين تدور عليهم أسانيد هذا الحديث - ، ثم يبدأ في بيان اختلاف في هذا الحديث بما يشير إلى أن هذا الحديث من الأحاديث المعلولة بسبب ذلك الاختلاف الوارد فيه .
فبعض الناس قد لا يفهم صنيع النسائي هذا ، ولكنه يفهمه أهل الصنعة .
منهجه :
1.
اشترط إخراج أحاديث أقوام لم يجمع على تركهم إذا صح الحديث باتصال الإسناد من غير قطع ولا إرسال.
2.
يحرص كل الحرص في الباب الواحد على إخراج الحديث الصحيح إذا وجده ، فإن لم يجد أخرج بعض الأحاديث الضعيفة التي يرى أن رواتها المضعفين ممن لم يجمع الأئمة على ضعفهم وترك أحاديثهم، ويتميز بشدة التحري.
3.
قد يجد في الباب حديثاً صحيحاً ، فيذكر معه بعض الأحاديث الضعيفة، لأنها تضمنت زيادة لم ترد في الحديث الصحيح، أو ليبين ضعفها.
4.
قد يخرج النسائي – رحمه الله – أحاديث ضعيفة ينبه في كثير من الأحيان على ضعفها ، وقد يفوته أو يسكت عن الكلام عن ضعفها .
5.
جمع بين الصناعة الحديثية والفقهية، قال الإمام السخاوي:
زاحم إمام الصنعة أبا عبد الله البخاري في تدقيق الاستنباط، والتبويب لما يستنبط.
6.
تظهر صناعته الفقهية من خلال:
أ.
ترتيبه على أبواب الفقه.
ب.
وترجمته للأبواب.
ج.
وإيراده لبعض كلام الفقهاء، وإن كان قليلاً.
د.
يقتصر على موضع الشاهد ويختصر المتن.
ل.
أحياناً يورد كلاماً من عنده يدل على فقه الحديث، وقد يكون هذا الكلام طويلاً ، قد يصل نحو الصفحتين .
هـ.
يورد في بعض الأحيان الأحاديث المتعارضة في الباب الواحد لأنه يرى العمل بهذا وذاك.
و.
يكرر الأحاديث بحسب ما يناسب الأبواب، والتراجم.
ي.
يكرر الأبواب دون المتن
7.
تظهر صناعته الحديثية من خلال:
أ.
حكمه على الأحاديث فيقول :
هذا حديث منكر ، أو هذا حديث غير محفوظ، أو هذا حديث ليس بثابت ، أو هذا حديث صحيح .
ب.
عنايته بعلل الأحاديث ، فيورد الحديث من طرق متعددة على اختلاف الناقلين لهذاالحديث ، لكنه في البداية يورد الحديث من طريق ، ثم يبوب بعد ذلك باباً ، فيقول :
"باب بيان اختلاف الناقلين للحديث عن فلان " مثلاً عن الأوزاعي ، ثم يبدأ يذكر الاختلاف على الأوزاعي ، مما يدل على أن كتابه هذا يعتبر من كتب العلل .
ج.
تكلمه على الرواة جرحا وتعديلا.
8.
اقتصر على إيراد الأحاديث المسندة للرسول صلى الله عليه وسلم ومن دونه من الصحابة، ولا يورد شيئاً من الأحاديث المعلقة، وإنما وجد الذي صورته صورة المعلق في موضعين اثنين علق فيهما النسائي حديثين.
9.
أعلى ما عنده رباعية الإسناد، وأنزل ما عنده عشارية، أي أن بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عشرة رواة.
10.
عنون أبوابا مستقلة لعلل الحديث وهذا من اهتمامه بالمسائل الخلافية في العلل.
11.
يبين المهل، ويوضح المبهم، ويسمي المكنى، ويكني المسمى.
12.
قلة التحويل.
13.
يجيز الرواية بالمعنى.
14.
يفسر الغريب أحيانا.
15.
يشير إلى الأخوة، وإلى المفترق والمختلف.
16.
يبين المنكر والمرسل والمنقطع والموقوف والمدرج.
الفرق بينه وبين السنن الكبرى:
1.
تفرد النسائي في الكبرى بذكر (21) كتابا لم يذكرها في المجتبى .
2.
يورد في الكبرى طرقا ومتابعات لم يوردها في الصغرى .
3.
نجد في الكبرى زيادات على الصغرى في تراجم الأبواب أو في الألفاظ أو السياق، كما أنه يمكن أن يختلف طول عنوان الباب بينهما تفصيلا أو إيجازا .
4.
قد يضيف النسائي بعض الشروح على أحاديث المجتبى .
5.
ليس صحيح قول القائل:
كل حديث هو موجود في السنن الصغرى يوجد في السنن الكبرى لا محالة من غير عكس.
6.
قد نجد اختلافات في المتن أو السند ولكنها غير مؤثرة كتأخير وتقديم أو زياد ونقص طفيف.
فائدة:
(إذا أطلق أهل الحديث على أن النسائي روى حديثا فإنما يريدون المجتبى لا السنن الكبرى) .
[التعريف بالكتاب ، نقلا عن موقع :
أهل الحديث]