تشاهد الان : كعب بن ماتع .

تعريف عام كعب بن ماتع
البيان القيمة
رقم الرواي : 6496
اسم الراوي : كعب بن ماتع
الكنية : أبو إسحاق
اسم الشهرة كعب الأحبار
النسب
اللقب
الوصف
اللقب
الرتبة مقبول
الطبقة 2
سنة الوفاة
سنة الميلاد
عمر الراوي
الاقامة
بلد الوفاة
الاقرباء
الموالي
روي له
# العالم القول
1 أبو حاتم بن حبان البستي ذكره في الثقات
2 أبو زرعة الرازي قال له عمر بن الخطاب: لتتركن الأحاديث أو لألحقنك بأرض القردة
3 ابن حجر العسقلاني ثقة
4 المزي أدرك النبى صلى الله عليه وسلم، وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق
5 عمر بن الخطاب حذره قائلا: لتتركن الأحاديث أو لألحقنك بأرض القردة
6 محمد بن إسماعيل البخاري من أصدق المحدثين عن أهل الكتاب، وإن كنا لنبلو مع ذلك عليه الكذب
7 مصنفوا تحرير تقريب التهذيب قوله: ثقة، فيه نظر شديد، إلا أن يكون على قاعدته في توثيق المخضرمين، فلم يؤثر عن أحد من المتقدمين توثيقه، إلا أن بعض الصحابة أثنى عليه بالعلم، ولم يخرج له في الصحيحين، ولا في أحدهما، وعامة ما يرويه نقله من أخبار بني إسرائيل، من الغرائب والعجائب، وقد أغنانا
8 معاوية بن أبي سفيان من أصدق المحدثين عن أهل الكتاب، وإن كنا لنبلو مع ذلك عليه الكذب
0
# التلميذ الكنية النسب اللقب
1 حارث بن عوف بن أسيد بن جابر بن عويرة أبو واقد الليثي, المديني
2 ذكوان أبو صالح المدني, التيمي
3 ربيع بن زياد الحارثي, البصري
4 زهير بن سالم أبو المخارق العنسي, الشامي
5 زياد بن نافع الأوابي, التجيبي, المصري
6 طلحة بن نافع أبو سفيان السعدي, المكي, القرشي, الواسطي صاحب جابر
7 تبيع بن عامر أبو غطيف, أبو أيمن, أبو حمير, أبو عبيد, أبو عبيدة, أبو عتبة, أبو عامر الحمصي, الحميري, الكلاعي, الشامي
8 عامر بن عبد الله بن لحي أبو اليمان الحمصي, الشامي, الهوزني ابن أبي عامر
9 عبد الرحمن بن حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسان بن محرز بن سعد بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن كندة أبو البراد التجيبي, المصري, الكندي ابن أبي حسان
10 عبد الرحمن بن مغيث الأسلمي
11 عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم أبو محمد المدني, القرشي, الهاشمي ببه
12 عبد الله بن رباح أبو خالد الأنصاري, البصري, المدني
13 عبد الله بن زيد بن عمرو بن ناتل بن مالك بن عبيد أبو كلابة, أبو قلابة البصري, الجرمي, الأزدي
14 عبد الله بن ضمرة السلولي, الكوفي
15 عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو العباس المدني, القرشي, الهاشمي الحبر, البحر
16 عطاء بن أسلم أبو محمد المكي, الفهري, القرشي, الجمحي ابن أبي رباح
17 عطاء بن سعد أبو مصعب الأسلمي, المدني, الكوفي ابن أبي مروان
18 عطاء بن يسار أبو محمد الهلالي, المدني
19 عطية بن سعد بن جنادة أبو الحسن العوفي, القيسي, الجدلي, الكوفي
20 عمر بن عبد الله الليثي
21 عمرو بن عبد الله بن عمرو بن القاري القاري
22 مالك بن عمرو بن الحارث أبو محمد, أبو أنس الأصبحي, المدني ابن أبي عامر
23 محمد بن يزيد بن أبي زياد أبو عبد الله الثقفي, الكوفي, الفلسطيني ابن أبي زياد
24 مصعب بن سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب أبو زرارة المدني, الزهري, القرشي ابن أبي وقاص
25 معاوية بن صالح بن حدير بن سعيد أبو حمزة, أبو عبد الرحمن, أبو عمرو الحمصي, الأندلسي, الحضرمي
26 مغيث بن عمرو أبو مروان الأسلمي
27 ممطور أبو سلام الحبشي, الباهلي, النوبي, الدمشقي الأسود
28 نصر بن إبراهيم الأنصاري, البصري
29 وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار أبو عبد الله اليماني, الذماري, الصنعاني, الأبناوي, الخراساني, الأسواري
30 يعقوب بن سلمة الليثي, المدني, الحجازي
[4980] خ د ت س فق كَعْب بن ماتع الحميري أَبُو إِسْحَاق
المعروف بكعب الأحبار من آل ذي رعين ويقال من ذي الكلاع ثُمَّ من بني ميتم وهو من مسلمة أهل الكتاب .

أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وأسلم في خلافة أَبِي بَكْر الصديق ويقال في خلافة عُمَر بْن الخطاب ويقال أدرك الجاهلية .

روى عن
1- النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مد مرسلا
2- وعن صهيب الرومي س
3- وعُمَر بْن الخطاب
4- وعائشة أم المؤمنين ومات قبلها

روى عنه
1- الأخنس بْن خليفة الضبي فق
2- وأسلم مولى عُمَر بْن الخطاب
3- وابْن امرأته تبيع الحميري س
4- وجرير بْن جَابِر الخثعمي
5- وخالد بْن مَعْدَان
6- وروح بْن زنباع
7- وأَبُو المخارق زُهَيْر بْن سالم السلولي
8- وسعيد بْن المسيب
9- وشريح بْن عبيد فق ولم يدركه
10- وعبد الله بْن رباح الأَنْصَارِيّ مد
11- وعبد الله بْن الزبير بْن العوام
12- وعبد الله بْن ضَمْرَة السلولي سي
13- وعبد الله بْن عَبَّاس فق
14- وعبد الله بْن عُمَر بْن الخطاب
15- وعبد الله بْن غيلان
16- وعبد الرحمن بْن مغيث س
17- وعطاء بْن أَبِي رباح س
18- ومالك بْن أَبِي عَامِر الأصبحي س
19- ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن صيفي
20- ومطرف بْن عَبْد اللَّهِ بْن الشخير قد
21- ومعاوية بْن أَبِي سُفْيَان خ
22- ومغيث بْن سمي
23- وممطور أَبُو سلام الأَسْوَد
24- وهمام شيخ لعبدالغفور الواسطي
25- ويزيد بْن خمير اليزني
26- ويزيد بْن قوذر
27- وأَبُو إِبْرَاهِيم الردماني
28- وأَبُو رافع الصَّائِغ د
29- وأَبُو سَعِيد الحبراني
30- وأَبُو مروان الأسلمي س والد عَطَاء بْن أَبِي مروان
31- وأَبُو هُرَيْرَة د ت س
32- وابْن مواهن فق

علماء الجرح والتعديل

وقال سَعِيد بْن أَبِي صدقة: فق نبئت أن كعبا، قال: في قوله تعالى: ( يَا أخت هارون ) .

ذكره مُحَمَّد بْن سَعْد في الطبقة الأولى من أهل الشام بعد أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، قال: وهُوَ من حمير من آل ذي رعين، وكان على دين يهود فأسلم
وقدم المدينة، ثُمَّ خرج إِلَى الشام، فسكن حمص، حَتَّى توفي بها سنة ثنتين وثلاثين في خلافة عُثْمَان بْن عفان .

وقال أَبُو مسهر: كَانَ سَعِيد بْن عبد العزيز، يَقُول: أسلم كَعْب على يدي أَبِي بَكْر، قال أَبُو مسهر: والذي حَدَّثَنِي غَيْر واحِد، أن كعبا من الْيَمَن من ذي الكلاع، ثُمَّ من بني ميتم، وكان مسكنه في أرض الْيَمَن، فقدم على أَبِي بَكْر الصديق بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ثُمَّ أتى الشام، فمات بِهِ .

وقال علي بْن زَيْد بْن جدعان: عَنْ سَعِيد بْن المسيب
قال الْعَبَّاس لكعب: مَا منعك أن تسلم على عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وأَبِي بَكْر، حَتَّى أسلمت الآن على عهد عُمَر، فَقَالَ كَعْب: إن أَبِي كتب لي كتابا من التوراة، ودفعه إلي .
وقال: اعمل بهذا، وختم على سائر كتبه، وأخذ علي بحق الوالد، على ولده ألا أفض الخاتم، فلما كَانَ الآن، ورأيت الإسلام يظهر، ولم أر بأسا، قَالَت لي نفسي: لعل أباك غيب عنك علما كتمك، فلو قرأته، ففضضت الخاتم، فقرأته، فوجدت فيه صفة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأمته، فجئت الآن مسلما، فوالى الْعَبَّاس .

وقال مُحَمَّد بْن سَعْد، قَالُوا: وذكر أَبُو الدَّرْدَاء كعبا، فَقَالَ: إن عند بْن الحميرية لعلما كثيرا .

وقال الْوَلِيد بْن مُسْلِم: عَنْ صخر بْن جندل، عَنْ يونس بْن ميسرة بْن حلبس، عَنْ أَبِي فوزة حدير السُّلَمِيّ، قال: خرج بعث الصائفة، فاكتتب فيه كَعْب أحسبه، قال: فخرج البعث وهُوَ مريض، فَقَالَ: لأن أموت بحرستا أحب إلي من أن أموت بدمشق، ولئن أموت بدومة، أحب إلي من أن أموت بحرستا، هكذا قدما في سبيل الله، قال: فمضى فلما كَانَ بفخ معلولا، قلت: أَخْبَرَنِي، قال: شغلتني نفسي حَتَّى إذا كَانَ بحمص، توفي بها فدفناه هنالك بين زيتونات أرض حمص، ومضى البعث، فلم يقفل حَتَّى قتل عُثْمَان .

وقال مُعَاوِيَة بْن صَالِح، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن جُبَيْر بْن نُفَيْر: قال مُعَاوِيَة: ألا إن أَبَا الدَّرْدَاء أحد الحكماء، ألا إن عَمْرو بْن العاص أحد الحكماء، ألا إن كَعْب الأحبار أحد العلماء، إن كَانَ عنده لعلم كالثمار، وإن كنا فيه لمفرطين .

وقال أُسَامَة بْن زَيْد الليثي، عَنْ أَبِي معن: لقي عَبْد اللَّهِ بْن سلام كَعْب الأحبار عند عُمَر، فَقَالَ: يَا كَعْب من أرباب العلم، قال الذين يعملون بِهِ: قال: فما يذهب العلم من قلوب العلماء، بعد أن حفظوه، وعقلوه، قال: يذهبه الطمع
وشره النفس، وتطلب الحاجات إِلَى الناس، قال: صدقت .

وقال بحير بْن سَعْد، عَنْ خَالِد بْن مَعْدَان، عَنْ كَعْب
قال: لإن أبكي من خشية الله، أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا، وما من عينين بكتا من خشية الله في دار الدنيا، إِلا كَانَ حقا على الله أن يضحكهما في الآخرة .

وقال أَبُو الصباح عبد الغفور، عَنْ همام: دخلنا على كَعْب وهُوَ مريض، فقلنا له: كيف تجدك يَا أَبَا إِسْحَاق
قال: أجدني جسدا مرتهنا بعملي، فإن بعثني الله من مرقدي بعثني ولا ذنب لي، وإن قبضني ولا ذنب لي .

قال الواقدي: والهيثم بْن عدي، وخليفة بْن خياط، وعَمْرو بْن علي، وغَيْر واحِد مات سنة اثنتين وثلاثين .

وقال إِسْمَاعِيل بْن عياش، عَنْ صَفْوَان بْن عَمْرو: حَدَّثَنِي شريح بْن عبيد، أن كعبا مات سنة أربع وثلاثين
وكذلك أَبُو عبيد، وقد تقدم في حديث أَبِي فوزة أَنَّهُ مات بحمص .

وقال ابْن حبان: مات سنة أربع، وقيل: سنة اثنتين
وثلاثين، وقد بلغ مائة سنة وأربع سنين .

ذكره الْبُخَارِيّ في حديث حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، سمع مُعَاوِيَة يحدث رهطا من قريش بالمدينة، وذكر كَعْب الأحبار، فَقَالَ: إن كَانَ من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عَنِ الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عَلَيْهِ الكذب

وروى له: ابْن ماجه في التفسير، والباقون سوى مُسْلِم
كَعْبُ الأَحْبَارِ كَعْبُ بنُ مَاتِعٍ الحِمْيَرِيُّ * (د، ت، س)هُوَ: كَعْبُ بنُ مَاتِعٍ الحِمْيَرِيُّ، اليَمَانِيُّ، العَلاَّمَةُ، الحَبْرُ، الَّذِي كَانَ يَهُودِيّاً، فَأَسْلَمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدِمَ المَدِيْنَةَ مِنَ اليَمَنِ فِي أَيَّامِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فَجَالَسَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الكُتُبِ الإِسْرَائِيْليَّةِ، وَيَحْفَظُ عَجَائِبَ (3) ، وَيَأْخُذُ السُّنَنَ عَنِ الصَّحَابَةِ.
وَكَانَ حَسَنَ الإِسْلاَمِ،[ مَتِيْنَ الدّيَانَةِ، مِنْ نُبَلاَءِ العُلَمَاءِ.
حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَصُهَيْبٍ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةُ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَذَلِكَ مِنْ قَبِيلِ رِوَايَةِ الصَّحَابِيِّ عَنِ التَّابِعِيِّ، وَهُوَ نَادِرٌ عَزِيزٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضاً: أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ، وَتُبَيْعٌ الحِمْيَرِيُّ ابْنُ امْرَأَةِ كَعْبٍ، وَأَبُو سَلاَّمٍ الأَسْوَدُ.
وَرَوَى عَنْهُ: عِدَّةٌ مِنَ التَّابِعِيْنَ؛ كَعَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، وَغَيْرِهِ، مُرْسَلاً.
وَكَانَ خَبِيْراً بِكُتُبِ اليَهُوْدِ، لَهُ ذَوْقٌ فِي مَعْرِفَةِ صَحِيحِهَا مِنْ بَاطِلِهَا فِي الجُمْلَةِ.
وَقَعَ لَهُ رِوَايَةٌ فِي (سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ) ، وَ (التِّرْمِذِيِّ) ، وَ (النَّسَائِيِّ (1)) .
سَكَنَ بِالشَّامِ بِأَخَرَةٍ، وَكَانَ يَغْزُو مَعَ الصَّحَابَةِ.
رَوَى: خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ، قَالَ: لأَنْ أَبْكِي مِنْ خَشْيَةٍ،[ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِوَزْنِي ذَهَباً (1) .
تُوُفِّيَ كَعْبٌ بِحِمْصَ، ذَاهِباً لِلْغَزْوِ، فِي أَوَاخِرِ خِلاَفَةِ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فَلَقَدْ كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو الرَّبَابِ مُطَرِّفُ بنُ مَالِكٍ القُشَيْرِيُّ، أَحَدُ مَنْ شَهِدَ فَتْحَ تُسْتَرَ.
فَرَوَى: مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي الرَّبَابِ، قَالَ:دَخَلْنَا عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - نَعُوْدُهُ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيْرٌ، وَكُنْتُ أَحَدَ خَمْسَةٍ وَلُوا قَبْضَ السُّوْسِ.
فَأَتَانِي رَجُلٌ بِكِتَابٍ، فَقَالَ: بِيْعُوْنِيْهِ، فَإِنَّهُ كِتَابُ اللهِ، أُحْسِنُ أَقْرَؤُهُ وَلاَ تُحْسِنُوْنَ.
فَنَزَعْنَا دُفَّتَيْهِ، فَأَخَذَهُ بِدِرْهَمَيْنِ.
فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، خَرَجْنَا إِلَى الشَّامِ، وَصَحِبَنَا شَيْخٌ عَلَى حِمَارٍ، بَيْنَ يَدَيْهِ مُصْحَفٌ يَقْرَؤُهُ، وَيَبْكِي، فَقُلْتُ:مَا أَشْبَهَ هَذَا المُصْحَفَ بِمُصْحَفٍ شَأْنُهُ كَذَا وَكَذَا.
فَقَالَ: إِنَّهُ هُوَ.
قُلْتُ: فَأَيْنَ تُرِيْدُ؟قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ كَعْبُ الأَحْبَارِ عَامَ أَوَّلَ، فَأَتَيْتُهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ، فَهَذَا وَجْهِي إِلَيْهِ.
قُلْتُ: فَأَنَا مَعَكَ.
فَانْطَلَقْنَا، حَتَّى قَدِمْنَا الشَّامَ، فَقَعَدْنَا عِنْدَ كَعْبٍ، فَجَاءَ عِشْرُوْنَ مِنَ اليَهُوْدِ، فِيْهِم شَيْخٌ كَبِيْرٌ يَرْفَعُ حَاجِبَيْهِ بِحَرِيْرَةٍ، فَقَالُوا: أَوْسِعُوا أَوْسِعُوا.
فَأَوْسَعُوا، وَرَكِبْنَا أَعْنَاقَهُم، فَتَكَلَّمُوا.
فَقَالَ كَعْبٌ: يَا نُعَيْمُ! أَتُجِيْبُ هَؤُلاَءِ، أَوْ أُجِيْبُهُم؟قَالَ: دَعُوْنِي حَتَّى أُفَقِّهَ هَؤُلاَءِ مَا قَالُوا، إِنَّ هَؤُلاَءِ أَثْنَوْا عَلَى أَهْلِ مِلَّتِنَا خَيراً، ثُمَّ قَلَبُوا أَلْسِنَتَهُم، فَزَعَمُوا أَنَّا بِعْنَا الآخِرَةَ بِالدُّنْيَا، هَلُمَّ فَلنُوَاثِقْكُم، فَإِنْ جِئْتُم بِأَهْدَى مِمَّا نَحْنُ عَلَيْهِ، اتَّبَعنَاكُم، وَإِلاَّ فَاتَّبِعُوْنَا إِنْ جِئْنَا بِأَهْدَى مِنْهُ.
قَالَ: فَتَوَاثَقُوا.
فَقَالَ كَعْبٌ: أَرْسِلْ إِلَيَّ ذَلِكَ المُصْحَفَ.
فَجِيْءَ بِهِ، فَقَالَ: أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَكُوْنَ هَذَا بَيْنَنَا؟قَالُوا: نَعَمْ، لاَ يُحْسِنُ أَحَدٌ أَنْ يَكْتُبَ مِثْلَهُ[ اليَوْمَ.
فَدَفَعَ إِلَى شَابٍّ مِنْهُم، فَقَرَأَ كَأَسْرَعِ قَارِئٍ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى مَكَانٍ مِنْهُ، نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ كَالرَّجُلِ يُؤذِنُ صَاحِبَهُ بِالشَّيْءِ، ثُمَّ جَمَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يه.
فَنَبَذَهُ.
فَقَالَ كَعْبٌ: آهُ.
وَأَخَذَهُ، فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ، فَقَرَأَ، فَأَتَى عَلَى آيَةٍ مِنْهُ، فَخَرُّوا سُجَّداً، وَبَقِيَ الشَّيْخُ يَبْكِي.
قِيْلَ: وَمَا يُبْكِيْكَ؟قَالَ: وَمَا لِي لاَ أَبْكِي، رَجُلٌ عَمِلَ فِي الضَّلاَلَةِ كَذَا وَكَذَا سَنَةً، وَلَمْ أَعْرِفِ الإِسْلاَمَ حَتَّى كَانَ اليَوْمَ.
وَقَالَ هَمَّامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بنِ مَالِكٍ (1) ، قَالَ:أَصَبْنَا دَانِيَالَ بِالسُّوسِ، فِي لَحْدٍ مِنْ صُفْرٍ، وَكَانَ أَهْلُ السُّوسِ إِذَا أَسْنَتُوا، اسْتَخْرَجُوهُ، فَاسْتَسْقَوْا بِهِ؛ وَأَصَبْنَا مَعَهُ رَبْطَتَيْنِ مِنْ كَتَّانٍ وَسِتِّيْنَ جَرَّةً مَخْتُوْمَةً، فَفَتَحْنَا وَاحِدَةً، فَإِذَا فِيْهَا عَشْرَةُ آلاَفٍ، وَأَصَبْنَا مَعَهُ رَبْعَةً فِيْهَا كِتَابٌ، وَكَانَ مَعَنَا أَجِيْرٌ نَصْرَانِيٌّ يُقَالُ لَهُ: نُعَيْمٌ، فَاشْتَرَاهَا بِدِرْهَمَيْنِ.
ثُمَّ قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو حَسَّانٍ: أَنَّ أَوَّلَ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ حُرْقُوْصٌ، فَأَعْطَاهُ أَبُو مُوْسَى الرَّبْطَتَيْنِ، وَمائَتَيْ دِرْهَمٍ.
ثُمَّ إِنَّهُ طَلَبَ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ الرَّبْطَتَيْنِ، فَأَبَى، فَشَققَهَا عَمَائِمَ، وَكَتَبَ أَبُو مُوْسَى فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ:إِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَعَا أَنْ لاَ يَرِثَهُ إِلاَّ المُسْلِمُوْنَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ، وَادْفِنْهُ.
قَالَ هَمَّامُ بنُ يَحْيَى: وَحَدَّثَنَا فَرْقَدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو تَمِيْمَةَ:أَنَّ كِتَابَ عُمَرَ جَاءَ: أَنِ اغْسِلْهُ بِالسِّدْرِ وَمَاءِ الرَّيْحَانِ.
ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيْثِ مُطَرِّفِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ:فَبَدَا لِي أَنْ آتِيَ بَيْتَ المَقْدِسِ، فَبَيْنَا أَنَا فِي الطَّرِيْقِ، إِذَا أَنَا بِرَاكِبٍ شَبَّهْتُهُ بِذَلِكَ الأَجِيْرِ[ النَّصْرَانِيِّ، فَقُلْتُ: نُعَيْمُ؟قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: مَا فَعَلْتَ بِنَصْرَانِيَّتِكَ؟قَالَ: تَحَنَّفْتُ بَعْدَكَ.
ثُمَّ أَتَيْنَا دِمَشْقَ، فَلَقِيْتُ (1) كَعْباً، فَقَالَ: إِذَا أَتَيْتُم بَيْتَ المَقْدِسِ، فَاجْعَلُوا الصَّخْرَةَ بَيْنَكُم وَبَيْنَ القِبْلَةِ.
ثُمَّ انْطَلَقْنَا ثَلاَثَتُنَا حَتَّى أَتَيْنَا أَبَا الدَّرْدَاءِ.
فَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ لِكَعْبٍ: أَلاَ تُعْدِنِي عَلَى أَخِيْكَ؟ يَقُوْمُ اللَّيْلَ وَيَصُوْمُ النَّهَارَ.
قَالَ: فَجَعَلَ لَهَا مِنْ كُلِّ ثَلاَثِ لَيَالٍ لَيْلَةً.
ثُمَّ أَتَيْنَا بَيْتَ المَقْدِسِ، فَسَمِعَتْ يَهُوْدُ بِنُعَيْمٍ وَكَعْبٍ، فَاجْتَمَعُوا.
فَقَالَ كَعْبٌ: هَذَا كِتَابٌ قَدِيْمٌ، وَإِنَّهُ بِلُغَتِكُمْ (2) ، فَاقْرَؤُوهُ.
فَقَرَأَهُ قَارِئُهُم حَتَّى أَتَى عَلَى ذَلِكَ المَكَانِ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيْناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ، وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِيْنَ) [آلُ عِمْرَانَ: 85] .
فَأَسْلَمَ مِنْهُم اثْنَانِ وَأَرْبَعُوْنَ حَبْراً، فَفَرَضَ لَهُم مُعَاوِيَةُ، وَأَعْطَاهُم.
ثُمَّ قَالَ هَمَّامٌ: وَحَدَّثَنِي بِسْطَامُ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بنُ قُرَّةَ:أَنَّهُم تَذَاكَرُوا ذَلِكَ الكِتَابَ، فَمَرَّ بِهِم شَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ، فَقَالَ: عَلَى الخَبِيْرِ سَقَطْتُم؛ إِنَّ كَعْباً لَمَّا احتُضِرَ، قَالَ: أَلاَ رَجُلٌ أَأْتَمِنُهُ عَلَى أَمَانَةٍ؟فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا.
فَدَفَعَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الكِتَابَ، وَقَالَ: ارْكَبِ البُحَيْرَةَ، فَإِذَا بَلَغْتَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا، فَاقْذِفْهُ.
فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِ كَعْبٍ، فَقَالَ: كِتَابٌ فِيْهِ عِلْمٌ، وَيَمُوْتُ كَعْبٌ لاَ أُفَرِّطُ بِهِ.
فَأَتَى كَعْباً، وَقَالَ: فَعَلْتُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ.
قَالَ: فَمَا رَأَيْتَ؟قَالَ: لَمْ أَرَ شَيْئاً.
فَعَلِمَ كَذِبَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ، وَيَطْلُبُ إِلَيْهِ حَتَّى رَدَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَلاَ مَنْ يُؤَدِّي أَمَانَةً؟قَالَ رَجُلٌ: أَنَا.
فَرَكِبَ سَفِيْنَةً، فَلَمَّا أَتَى ذَلِكَ المَكَانَ، ذَهَبَ لِيَقْذِفَهُ، فَانْفَرَجَ لَهُ البَحْرُ، حَتَّى رَأَى الأَرْضَ، فَقَذَفَهُ، وَأَتَاهُ، فَأَخْبَرَهُ.
فَقَالَ كَعْبٌ: إِنَّهَا التَّوْرَاةُ كَمَا أَنْزَلَهَا اللهُ عَلَى مُوْسَى،[ مَا غُيِّرَتْ وَلاَ بُدِّلَتْ، وَلَكِنْ خَشِيْتُ أَنْ يُتَّكَلَ عَلَى مَا فِيْهَا، وَلَكِن قُوْلُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَلَقِّنُوْهَا مَوْتَاكُم.
هَكَذَا رَوَاهُ: ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي (تَارِيْخِهِ) ، عَنْ هُدْبَةَ، عَنْ هَمَّامٍ.
وَشَهْرٌ لَمْ يَلْحَقْ كَعْباً.
وَهَذَا القَوْلُ مِنْ كَعْبٍ دَالٌّ عَلَى أَنَّ تِيْكَ النُّسْخَةَ مَا غُيِّرَتْ وَلاَ بُدِّلَتْ، وَأَنَّ مَا عَدَاهَا بِخِلاَفِ ذَلِكَ.
فَمَنِ الَّذِي يَسْتَحِلُّ أَنْ يُورِدَ اليَوْمَ مِنَ التَّوْرَاةِ شَيْئاً عَلَى وَجْهِ الاحْتِجَاجِ مُعْتَقِداً أَنَّهَا التَّوْرَاةُ المُنْزَلَةُ؟ كَلاَّ وَاللهِ.
112 -