تشاهد الان : معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدى بن كعب بن عمرو بن أدى بن سعد .

تعريف عام معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدى بن كعب بن عمرو بن أدى بن سعد
البيان القيمة
رقم الرواي : 7437
اسم الراوي : معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدى بن كعب بن عمرو بن أدى بن سعد
الكنية : أبو عبد الرحمن
اسم الشهرة معاذ بن جبل الأنصاري
النسب
اللقب
الوصف
اللقب
الرتبة صحابي
الطبقة 1
سنة الوفاة
سنة الميلاد
عمر الراوي
الاقامة
بلد الوفاة
الاقرباء
الموالي
روي له
# العالم القول
1 أبو حاتم بن حبان البستي شهد بدرا، مات وله إحدى وثلاثون سنة وقد قيل إنه حين مات كان له ثلاث وثلاثون سنة ومنهم من قال ثمان وعشرون سنة
2 ابن أبي حاتم الرازي له صحبة
3 ابن حجر العسقلاني صحابي مشهور من أعيان الصحابة شهد بدرا وما بعدها وإليه المنتهى في العلم بالأحكام والقرآن
4 المزي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
0
# التلميذ الكنية النسب اللقب
1 أبو العوام أبو العوام المقدسي
2 أبو رفاعة أبو رفاعة
3 أبو شيبة أبو شيبة المهري
4 أبو ظبية أبو طيبة, أبو ظبية الحمصي, الكلاعي, الشامي, السلفي
5 أبو عبد الله أبو عبد الله الشامي, الأشعري, الدمشقي
6 أبو عياش بن النعمان أبو عياش المعافري, المصري
7 أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب أبو أمامة الأنصاري, المدني, الأسدي, الأوسي
8 أسلم أبو خالد, أبو زيد المدني, الأشعري, القرشي, العدوي
9 أسود بن ثعلبة الشامي, الكندي
10 أسود بن هلال أبو سلام الكوفي, المحاربي
11 أسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن علقمة بن سلامان بن كهيل بن بكر بن عوف بن النخع أبو عبد الرحمن, أبو عمرو النخعي, الكوفي
12 أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام أبو حمزة, أبو النضر الأنصاري, النجاري, الخزرجي ذو الأدنين
13 أوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن عنم بن عوف بن الخزرج أبو ليلى الأنصاري, البدري
14 إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة أبو عمران النخعي, الكوفي
15 إسماعيل بن زياد الأبلي
16 إياس بن سهل بن سعد الأنصاري, الساعدي, الجهني
17 بسر بن سعيد المدني, الحضرمي العابد
18 ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن ثعلبة بن الجعد بن عجلان البلوي, البدري, العجلاني
19 جابر بن زيد أبو الشعثاء البصري, الجوفي, اليحمدي, الأزدي صاحب ابن عباس
20 جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن كعب أبو محمد, أبو عبد الله, أبو عبد الرحمن الأنصاري, المدني, الخزرجي, السلمي
21 جبريل بن يسار حيي بن قرط بن سبيل بن المقلد بن معدي كرب بن عريق بن سكسك أبو كبشة الشامي, البتلهي, السلولي, السكسكي
22 جبير بن نفير بن مالك بن عامر أبو عبد الله, أبو عبد الرحمن الحمصي, الشامي, الحضرمي
23 جدة حكيم بن سلمة الثقفي
24 جرثوم بن ناشم أبو ثعلبة الخشني
25 جنادة بن كبير أبو عبد الله الزهراني, الشامي, الأزدي, المصري, الدوسي ابن أبي أمية
26 حارث بن ربعي بن بلدمة بن خناس بن سنان بن عبيد أبو قتادة الأنصاري, المدني, السلمي
27 حارث بن عميرة الحارثي, الزبيدي, الشامي, الأزدي
28 حارث بن عوف بن أسيد بن جابر بن عويرة أبو واقد الليثي, المديني
29 حارث بن معاوية بن زمعة الشامي, الكندي
30 حبيب بن عبيد أبو حفص الحمصي, الشامي, الرحبي
31 حجاج بن عثمان السكسي, الشامي
32 حريث بن عمرو الحضرمي
33 حسن بن جابر أبو علي, أبو عبد الرحمن الحمصي, اللخمي, الشامي, القرشي, الكندي
34 حسن بن يسار أبو سعيد البصري ابن أبي الحسن
35 حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث بن وحشي بن مالك بن ربيعة أبو ظبيان الجنبي, المذحجي, الكوفي
36 حصين بن عبد الرحمن أبو الهذيل الكوفي, السلمي
37 حميد بن هلال بن هبيرة أبو نصر البصري, الهلالي, العدوي
38 حوشب
39 خالد بن اللجلاج أبو إبراهيم العامري, الحمصي, الشامي, الدمشقي
40 خالد بن معدان بن أبي كرب أبو عبد الله البصري, الحمصي, الكلاعي, الشامي ابن أبي كرب
41 خالد بن مهران أبو المنازل, أبو عبد الله البصري
42 داود بن بلال بن أحيحة أبو ليلى الأنصاري, المدني أيسر, بليل
43 دينار أبو عبد الله المدني, الخزاعي
44 ذكوان أبو صالح المدني, التيمي
45 ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد أبو مريم الغطفاني, القيسي, العبسي, الكوفي
46 رجاء بن حيوة بن جرول بن الأحنف بن السمط بن امرئ القيس أبو نصر, أبو بكر, أبو المقدام الشامي, الأردني, الفلسطيني, الكندي
47 رزين بن سليمان الأحمري
48 زرعة أبو عمرو السيباني, الحمصي, الشامي, الفلسطيني
49 زياد بن سعد أبو سعيد الحبراني, الحمصي, الحميري, الشامي
50 زياد بن ميسرة أبو زياد القرشي, أبو جعفر المدني, المخزومي, القرشي ابن أبي زياد
51 سعد بن إياس أبو عمرو الكوفي, الطائي, اليشكري, الشيباني
52 سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة أبو محمد المدني, المخزومي, القرشي ابن أبي وهب
53 سعيد بن وهب الخيواني, الكوفي, الهمداني القراد, ابن أبي خيرة
54 سفيان بن وهب أبو أيمن الشامي, الخولاني, الدمشقي
55 سلمة بن دينار أبو حازم المدني الحكيم, الزاهد
56 سلولي السلولي
57 سليم بن أسود بن حنظلة أبو الشعثاء الكوفي, المحاربي
58 سليم بن عامر أبو يحيى الحمصي, الكلاعي, الشامي, الخبائري
59 سليمان بن مهران أبو محمد الكاهلي, الأسدي, الكوفي
60 سليمان بن موسى أبو الربيع, أبو أيوب, أبو هاشم الشامي, الأسدي, الأموي, القرشي, الدمشقي
61 سهل بن مكحول
62 شداد بن عبد الله أبو عمار الأموي, القرشي, الدمشقي
63 شراحيل بن معشر
64 شرحبيل بن السمط بن الأسود بن جبلة بن عدي أبو يزيد, أبو السمط الشامي, الكندي
65 شرحبيل بن معشر العنسي, الشامي
66 شريح بن عبيد بن شريح بن عبد بن عريب أبو الصواب, أبو الصلت الحمصي, المقرائي, الشامي, الحضرمي
67 شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي, الكوفي
68 شمر أبو عبلة العقيلي
69 شهر بن حوشب أبو سعيد, أبو عبد الله, أبو عبد الرحمن, أبو الجعد الحمصي, الشامي, الأشعري, الدمشقي
70 صدي بن عجلان بن وهب بن عمرو بن عامر بن رباح بن الحارث بن سهم أبو أمامة الباهلي
71 صنابح بن الأعسر الكوفي, البجلي, الأحمسي
72 ضمرة بن حبيب بن صهيب أبو بشر, أبو عتبة الحمصي, الزبيدي, الشامي
73 طاوس بن كيسان أبو عبد الرحمن الجندي, الحميري, اليماني, الخولاني, الهمداني
74 ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الديل أبو الأسود البصري, الديلي, الدؤلي
75 عائذ الله بن عبد الله بن عمرو أبو إدريس العوذي, الشامي, العيذي, الخولاني
76 عائشة بنت عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة أم عبد الله التيمي, القرشي أم المؤمنين
77 عاصم بن حميد الحمصي, اليماني, السكوني
78 عامر بن أسامة بن عمير بن عامر بن الأقيشر أبو المليح الهذلي, البصري
79 عامر بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن أبو سهل, أبو ساسان, أبو عبد الله, أبو الحصيب الأسلمي, المدني بريدة
80 عامر بن عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عتر بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن حماهر بن الأشعر أبو بردة الأشعري, الكوفي ابن أبي موسى
81 عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن عبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة أبو الطفيل الليثي, المكي, البكري, الكوفي
82 عبادة بن نسي أبو عمر الشامي, الأردني, الكندي
83 عباس بن الوليد
84 عبد الأعلى بن أبي حكيم ابن أبي حكيم
85 عبد الأعلى بن حكيم
86 عبد الرحمن بن جبير بن نفير بن مالك أبو حمير, أبو حميد الحمصي, الشامي, الحضرمي
87 عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس أبو سعيد القرشي, العبشمي
88 عبد الرحمن بن صخر اليماني, الدوسي أبو هريرة
89 عبد الرحمن بن عائذ أبو عبيد الله, أبو عبد الله الثمالي, اليحصبي, الحمصي, الشامي, الأزدي, الكندي
90 عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط بن أبي حميضة بن عمرو بن أهيب المكي, القرشي, الجمحي ابن أبي حميضة
91 عبد الرحمن بن عسيلة بن عسل بن عسال أبو عبد الله المرادي, الصنابحي
92 عبد الرحمن بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن مبذول الأنصاري, النجاري, المدني ابن أبي عمرة
93 عبد الرحمن بن غنم الشامي, الأشعري
94 عبد الرحمن بن كعب بن مالك بن عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة أبو الخطاب الأنصاري, المدني, السلمي
95 عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن جذيمة أبو عثمان البصري, النهدي, الكوفي
96 عبد الرحمن بن يسار أبو عيسى الأنصاري, المدني, الكوفي ابن أبي ليلى
97 عبد الله بن الحارث بن ربعي أبو إبراهيم, أبو يحيى الأنصاري, المدني, السلمي ابن أبي قتادة
98 عبد الله بن بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن أبو سهل الأسلمي, المروزي
99 عبد الله بن ثوب بن يعقوب بن عوف أبو مسلم, أبو سلمة الحميري, اليماني, الشامي, الخولاني ابن مشكم, الزاهد
100 عبد الله بن حذيم
101 عبد الله بن رافع بن أبي رافع أبو رافع المدني, المخزومي, الحضرمي
102 عبد الله بن زيد بن عمرو بن ناتل بن مالك بن عبيد أبو كلابة, أبو قلابة البصري, الجرمي, الأزدي
103 عبد الله بن سلمة أبو العالية الجملي, المرادي, الكوفي
104 عبد الله بن شداد بن أسامة بن عمرو بن عبد الله بن جابر أبو الوليد الليثي, المدني, الكوفي
105 عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو العباس المدني, القرشي, الهاشمي الحبر, البحر
106 عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة أبو سلمة المدني, الزهري, القرشي الأصغر
107 عبد الله بن علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوزان بن أسلم بن أفصي بن حارثة أبو محمد, أبو إبراهيم, أبو معاوية الأسلمي ابن أبي أوفى
108 عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل أبو عبد الرحمن المكي, المدني, القرشي, العدوي ابن عمر
109 عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى أبو محمد, أبو نصر, أبو عبد الرحمن المكي, القرشي, السهمي
110 عبد الله بن فيروز أبو بسر, أبو بشر البصري, الشامي, المقدسي, الديلمي
111 عبد الله بن قيس أبو بحرية التراغمي, الحمصي, السكوني, الشامي, الكندي
112 عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عتر بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن حماهر بن الأشعر أبو موسى الأشعري
113 عبد الله بن كعب بن مالك بن عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة أبو فضالة, أبو عبد الرحمن الأنصاري, المدني, السلمي ابن أبي القين
114 عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر أبو مخرمة العامري, الشامي, القرشي
115 عبيد الله بن مسلم الحضرمي ابن أبي مسلم
116 عروة بن النزال التميمي, الكوفي
117 عطاء بن عبد الله أبو عثمان, أبو محمد, أبو أيوب, أبو صالح البلخي, الخراساني ابن أبي مسلم
118 عطاء بن يسار أبو محمد الهلالي, المدني
119 عطية بن قيس أبو يحيى الحمصي, الكلابي, الكلاعي, الشامي, الدمشقي المذبوح
120 عقبة بن مسلم أبو محمد التجيبي, المصري
121 علاء بن زياد بن مطر بن شريح أبو نصر البصري, العدوي
122 علي بن الحكم أبو الحكم البصري, البناني
123 عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب أبو حفص المدني, القرشي, العدوي الفاروق
124 عمران بن تيم أبو رجاء البصري, العطاردي
125 عمرو بن الأسود أبو عبد الرحمن, أبو عياض العنسي, القيسي, الحمصي, الشامي, الهمداني, الدمشقي
126 عمرو بن عبد الله بن عبيد أبو إسحاق السبيعي, الكوفي, الهمداني ابن أبي شعيرة
127 عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق بن الحارث بن سلمة بن كعب أبو عبد الله, أبو عبد الرحمن الجملي, المرادي, الجهني, الكوفي
128 عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة أبو مريم, أبو طلحة الأسدي, الجهني, الأزدي
129 عمرو بن ميمون أبو يحيى, أبو عبد الله الكوفي, الأودي
130 عويمر بن مالك بن قيس بن أمية بن عامر أبو الدرداء الأنصاري, الخزرجي
131 عيسى بن طلحة بن عبيد الله أبو محمد المدني, التيمي, القرشي
132 قاسم بن عوف البصري, البكري, الكوفي, الشيباني
133 قاسم بن مخيمرة أبو عروة الكوفي, الهمداني
134 قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة أبو إسحاق, أبو سعيد المديني, الخزاعي, الكعبي
135 قيس بن عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن زراح بن كلب أبو عبد الله الكوفي, البجلي, الأحمسي العالم, ابن أبي حازم, الحافظ
136 قيس بن مرثد الشامي, الجذامي
137 كثير بن مرة أبو شجرة, أبو القاسم الرهاوي, الحمصي, الشامي, الحضرمي
138 كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غزية بن سواد أبو اليسر الأنصاري, السلمي
139 لجلاج بن حكيم أبو خالد العامري, الغطفاني, السلمي, الدمشقي
140 مالك بن عامر أبو عطية الوداعي, الكوفي, الهمداني ابن أبي عامر, ابن أبي حمرة
141 مالك بن يخامر الحمصي, السكسكي, الألهاني
142 مجاهد بن جبر أبو محمد, أبو الحجاج المكي, المخزومي, القرشي صاحب ابن عباس
143 محمد بن ديلم أبو الديلم الديلمي
144 محمد بن زياد أبو الحارث البصري, المدني, القرشي, الجمحي
145 محمد بن زيد صاحب معاذ
146 محمد بن صبيح المكي
147 محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى المكي, الطائفي, القرشي, الحجازي, السهمي
148 محمد بن كعب بن سليم بن أسد بن عمرو بن أياس بن حيان بن قرظة أبو عبد الله, أبو حمزة القرظي, المدني
149 محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب أبو بكر المدني, الزهري, القرشي ابن شهاب
150 محمود بن لبيد بن عقبة بن رافع بن امريء القيس بن زيد أبو نعيم الأشهلي, الأنصاري, المدني
151 مريح بن مسروق أبو الحسن الشامي, الهوزني
152 مسروق بن الأجدع بن مالك بن معاوية بن مر بن سلامان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة بن عمرو بن عامر أبو عائشة الكوفي, الوادعي, الهمداني
153 مسعود بن مالك أبو رزين الأسدي, الكوفي صاحب أبي هريرة
154 مسلم بن مشكم أبو عبيد الله الشامي, الخزاعي, الدمشقي
155 مصعب بن سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب أبو زرارة المدني, الزهري, القرشي ابن أبي وقاص
156 مطلب بن عبد الله بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم أبو الحكم المدني, المخزومي, القرشي, الحجازي
157 معاذ بن أنس الأنصاري, الجهني
158 معدي كرب العبدي, الكوفي, المشرقي, الهمداني
159 مقدام بن معدي كرب بن عمرو بن يزيد بن معدي كرب بن سلمة أبو يحيى, أبو كريمة الشامي, الكندي
160 مكحول بن شهراب بن شاذل أبو مسلم, أبو عبد الله, أبو أيوب الشامي, الدمشقي
161 منبه بن كامل أبو وهب اليماني
162 موسى بن طلحة بن عبيد الله أبو محمد, أبو عيسى المدني, التيمي, القرشي
163 موسى بن عبيدة بن نشيط بن عمرو بن الحارث أبو عبد العزيز الحميري, المدني, الربذي
164 ميمون بن أبي شبيب أبو نصر الرقي, الكوفي, الربعي ابن أبي شبيب
165 نبيط بن شريط بن أنس أبو سلمة الأشجعي, الكوفي
166 هرمز أبو خالد الوالبي, الكوفي
167 هصان بن كاهن البصري, العدوي
168 وليد بن العباس الدمشقي
169 وليد بن رباح المدني, الدوسي
170 وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار أبو عبد الله اليماني, الذماري, الصنعاني, الأبناوي, الخراساني, الأسواري
171 وهيب بن الورد بن أبي الورد أبو عثمان, أبو أمية المكي, المخزومي, القرشي
172 يحمد بن أخامر أبو أمية الشعباني, الشامي, الدمشقي
173 يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبو شعيب الأموي ابن أبي العاص
174 يحيى بن يعمر أبو سعيد, أبو سليمان, أبو عدي البصري, القيسي
175 يزيد بن جابر البصري, الأزدي
176 يزيد بن حصين
177 يزيد بن حصين بن نمير الحمصي, السكوني
178 يزيد بن عميرة الحمصي, الزبيدي, الكلبي, الشامي, السكسكي, الكندي
179 يزيد بن قطيب أبو بحرية الحمصي, السكوني, الشامي
180 يزيد بن مرثد أبو عثمان, أبو عبد الرحمن الشامي, الصنعاني, الهمداني, الدمشقي المدعي
181 يسار بن نمير الأنصاري, المدني
[6020] ع معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أَبُو عَبْد الرحمن المدني
صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ

قال مُحَمَّد بْن إسحاق: معاذ بْن جبل بْن بني جشم بْن الخزرج، وإنما ادعته بنو سلمة، لأنه كَانَ أخا سهل بْن مُحَمَّد بْن الجد بْن قيس لأمه .

وقال هشام بْن الكلبي، عَن أبيه: رهط معاذ بْن جبل بنو أدي بْن سعد أخي سلمة بْن سعد من الخزرج . قال: ولم يبق من بني أدي بْن سعد أحد، وعدادهم فِي بني سلمة بْن سعد، وكان آخر من بقي منهم عَبْد الرحمن بْن معاذ بْن جبل مات بالشام فِي الطاعون فانقرضوا .

وروى أنه كَانَ لَهُ ابنان ماتا معه فِي طاعون عمواس . وروي أنه مات لَهُ ابْن فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأنه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كتب إليه يعزيه عنه .

وقال أَبُو عُمَر بْن عَبْد البر: قال الواقدي، وغيره: كَانَ معاذ بْن جبل طوالا، حسن الشعر، أبيض، براق الثنايا، لم يولد لَهُ قط .

قال أَبُو عُمَر: وقد قيل: إنه ولد لَهُ ولد يسمى عَبْد الرحمن، وإنه قاتل معه يوم اليرموك، وبه كَانَ يكنى، ولم يختلفوا أنه كَانَ يكنى أَبَا عَبْد الرحمن .

قال: وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بينه وبين عَبْد اللَّهِ بْن مسعود . قال الواقدي: هَذَا مالا اختلاف فيه عندنا . وقال ابْن إسحاق: آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بين معاذ بْن جبل، وجعفر بْن أَبِي طالب، أسلم وهو ابْن ثماني عشرة سنة، وشهد بدرا، والعقبة، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم .

وروى عن
1- النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ع

روى عنه
1- أسلم مولى عُمَر بْن الخطاب ق
2- والأسود بْن هلال خ م
3- والأسود بْن يزيد النخعي خ د
4- وأنس بْن مالك خ م سي
5- وجابر بْن عَبْد اللَّهِ
6- وجبير بْن نفير الحضرمي
7- وجنادة بْن أَبِي أمية
8- والحارث بْن عميرة
9- وخالد بْن معدان ت يقال: مرسل
10- وأبو وائل شقيق بْن سلمة 4
11- وأبو أمامة صدي بْن عجلان
12- وطاوس بْن كيسان مد ق مرسل
13- وعاصم بْن حميد السكوني د
14- وعبد اللَّهِ بْن أَبِي أوفى الأسلمي
15- وعبد اللَّهِ بْن شداد بْن الهاد ق
16- وعبد اللَّهِ بْن عباس
17- وعبد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب
18- وعبد اللَّهِ بْن عمرو بْن العاص
19- وعبد الرحمن بْن سمرة س ق
20- وعبد الرحمن بْن عائذ الأزدي د
21- وعبد الرحمن بْن غنم الأشعري د ت سي ق
22- وعبد الرحمن بْن أَبِي ليلى 4
23- وعبيد اللَّهِ بْن مسلم الحضرمي ق
24- وعروة بْن النزال الكوفي س
25- وعطاء بْن يسار د ت ق
26- وأبو عياض عمرو بْن الأسود
27- وأبو عثمان عمرو بْن مرثد الصنعاني
28- وعمرو بْن ميمون الأودي خ م د ت س
29- وعيسى بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّهِ ت
30- وقيس بْن أَبِي حازم ت
31- وكثير بْن مرة الحضرمي د ت ق
32- ولجلاج العامري بخ ت
33- ومالك بْن يخامر السكسكي خ 4
34- ومسروق بْن الأجدع 4
35- والمقدام بْن معدي كرب
36- وميمون بْن أَبِي شبيب ت س
37- ويزيد بْن عميرة الزبيدي د ت س
38- وأبو إدريس الخولاني ق
39- وأبو الأسود الديلي د
40- وأبو بحرية السكوني 4
41- وأبو ثعلبة الخشني
42- وأبو رزين الأسدي سي
43- وأبو سعيد الحميري د ق
44- وأبو الطفيل الليثي م 4
45- وأبو ظبية الكلاعي د سي ق
46- وأبو عَبْد اللَّهِ الأشعري د
47- وأبو عَبْد اللَّهِ الصنابحي د س
48- وأبو قتادة الأنصاري
49- وأبو مسلم الخولاني ت
50- وأبو موسى الأشعري خ د س

علماء الجرح والتعديل

قال قتادة، عَن أنس بْن مالك: " جمع القرآن على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أَبِي بْن كعب، ومعاذ بْن جبل، وزيد بْن ثابت، وأبو زيد " 2 . قال أنس: " أَبُو زيد أحد عمومتي " .

وقال مسروق، عَن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو: أربعة رهط لا أزال أحبهم بعدما سمعت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: " استقرؤا القرآن من أربعة من: عَبْد اللَّهِ بْن مسعود، وسالم مولى أَبِي حذيفة، وأبي بْن كعب، ومعاذ بْن جبل " .

وقال أَبُو قلابة، عَن أنس، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: “ أرحم أمتي بأمتي أَبُو بكر، وأشدهم فِي دين اللَّهِ عُمَر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد بْن ثابت، وأقرأهم أَبِي بْن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بْن جبل، وإن لكل أمة أمينا، وأمين هَذِهِ الأمة أَبُو عبيدة بْن الجراح " .

وقال مُحَمَّد بْن كعب القرظي: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: “ يأتي معاذ بْن جبل يوم القيامة أمام العلماء برتوة " . هَذَا مرسل
وقد روي من غير وجه مرفوعا، وموقوفا، ومتصلا، ومنقطعا .

وقال أَبُو صالح، عَن أَبِي هريرة، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: “ نعم الرجل أَبُو بكر، نعم الرجل عُمَر، نعم الرجل أَبُو عبيدة بْن الجراح، نعم الرجل أسيد بْن خضير، نعم الرجل جعفر، نعم الرجل ثابت بْن قيس، نعم الرجل معاذ بْن جبل، نعم الرجل معاذ بْن عمرو بْن الجموح " . وفي الباب عَن جابر بْن عَبْد اللَّهِ، وغيره .

وقال الشعبي، عَن مسروق: كنا عند عَبْد اللَّهِ بْن مسعود، فقرأ: " إن معاذا كَانَ أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين " . فقال فروة بْن نوفل: نسي فقال عَبْد اللَّهِ: من نسي، إنا كنا نشبهه بإبراهيم، قال: فسئل عَن الأمة فقال: معلم الخير، وسئل عَن القانت، قال: المطيع لله ولرسوله .

وفي رواية أخرى قال: وكذلك كَانَ معاذ، كَانَ يعلم الناس الخير، وكان مطيعا لله ولرسوله . ورواه عَبْد الملك بْن عمير، عَن أَبِي الأحوص، عَن عَبْد اللَّهِ نحوه، ولم يسم فروة بْن نوفل .

$ وقال الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ: حَدَّثَنِي أَشْيَاخٌ مِنَّا، قَالُوا: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي غِبْتُ عَنِ امْرَأَتِي سَنَتَيْنِ، فَجِئْتُ وهِيَ حُبْلَى، فَشَاوَرَ عُمَرُ النَّاسَ فِي رَجْمِهَا، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ كَانَ لَكَ عَلَيْهَا سَبِيلٌ، فَلَيْسَ لَكَ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا سَبِيلٌ، فَاتْرُكْهَا حَتَّى تَضَعَ " فَتَرَكَهَا، فَوَلَدَتْ غُلامًا قَدْ خَرَجَتْ ثِنْيَتَاهُ، فَعَرَفَ الرَّجُلُ الشَّبَهَ فِيهِ، فَقَالَ: ابْنِي ورَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ عُمَرُ: " عَجَزَتِ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَ مُعَاذٍ، لَوْلا مُعَاذٌ هَلَكَ عُمَرُ " *

$ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ، قال: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الْكَرَّانِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ فَاذْشَاهْ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، قال: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ
قال: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قال: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بِيَدِي يَوْمًا، فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ، واللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ "، فَقَالَ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وأَنَا واللَّهِ أُحِبُّكَ، فَقَالَ: " أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى شُكْرِكَ وذِكْرِكَ وحُسْنِ عِبَادَتِكَ " . قال: وأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ
وأَوْصَى الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، وأَوْصَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، والنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ واللَّيْلَةِ مِنْ حَدِيثِ الْمُقْرِئِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ . ورَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ ومَنَاقِبُهُ، وفَضَائِلُهُ كَثِيرَةٌ جِدًّا *

قال الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وغَيْرُ واحِدٍ: مَاتَ فِي طَاعُونِ عَمواس .

وقال أَبُو مسهر: قرأت فِي كتاب يزيد بْن عبيدة: توفي معاذ بْن جبل سنة سبع عشرة، قاله مُحَمَّد بْن عائذ، عَن أَبِي مسهر .

وقال الوليد بْن عتبة، عَن أَبِي مسهر: قرأت فِي كتاب ابْن عبيدة بْن أَبِي المهاجر، وكان سعيد بْن عَبْد العزيز، يقول: إنه صحيح مات معاذ بْن جبل فِي سنة سبع عشرة، وفي تلك السنة فتحت بيت المقدس .

وقال يحيى بْن معين، وعلي بْن عَبْد اللَّهِ التميمي: مات سنة سبع عشرة، أو ثماني عشرة، زاد يحيى: وهو ابْن أربع وثلاثين .

وقال أَبُو الحسن المدائني: مات سنة سبع عشرة، أو ثماني عشرة، أو تسع عشرة .

وقال الواقدي، عَن أيوب بْن النعمان، عَن أبيه، عَن قومه: شهد معاذ بْن جبل بدرا وهو ابْن عشرين، أو إحدى وعشرين سنة، ومات سنة ثماني عشرة فِي الطاعون، وهو ابْن ثمان وثلاثين، وكان طويلا، أبيض، حسن الثغر، عظيم العينين، مجموع الحاجبين، جعدا، قططا . قال الواقدي: ولم يولد لَهُ قط زعموا، وكان من أجل الناس .

وقال مُحَمَّد بْن إسحاق، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير، وأبو عُبَيْد
وأبو عُمَر الضرير وعمرو بْن علي، وآخرون: مات سنة ثماني عشرة .
قال بعضهم: وهو ابْن ثلاث وثلاثين .

وقال بعضهم: وهو ابْن أربع وثلاثين .

وقال بعضهم: وهو ابْن ثمان وثلاثين بناحية الأردن وقبره بغوربيسان فِي شرقيه، وإنما نسب الطاعون إِلَى عمواس وهي قرية بين الرملة وبيت المقدس، لأنه أول ما بدأ الطاعون منها .

وقال أَبُو زرعة الدمشقي: كَانَ الطاعون سنة سبع عشرة وثماني عشرة، وفي سنة سبع عشرة رجع عُمَر من سرغ بجيش المسلمين ليلا يقدمهم على الطاعون، ثم عاد فِي العام المقبل .

وقال غير واحد، عَن يحيى بْن سعيد الأنصاري: توفي معاذ بْن جبل وهو ابْن ثمان وعشرين سنة . قال: والذي يرفع فِي سنه يقول: ابْن إحدى، أو اثنتين وثلاثين سنة .

وقال علي بْن زيد بْن جدعان، عَن سعيد بْن المسيب: مات معاذ بْن جبل وهو ابْن ثلاث وثلاثين سنة، ورفع عيسى بْن مريم وهو ابْن ثلاث
وثلاثين سنة .
وفي رواية: قبض وهو ابْن ثلاث وثلاثين، أو أربع وثلاثين .

وقال المدائني، عَن أَبِي سفيان الغداني، عَن ثور بْن يزيد، عَن خالد بْن معدان، عَن عَبْد اللَّهِ بْن قرط: حضرت وفاة معاذ بْن جبل فقال: " روحوني ألقى اللَّهِ فِي مثل سن عيسى بْن مريم ابْن ثلاث وثلاثين، أو أربع وثلاثين سنة " .

روى له الجماعة
مُعَاذُ بنُ جَبَلِ بنِ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ * (ع)ابْنِ عَائِذِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ أُدَيِّ بنِ سَعْدِ بنِ[ عَلِيِّ بنِ أَسَدِ بنِ سَارِدَةَ بنِ يَزِيْدَ بنِ جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ.
السَّيِّدُ، الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، المَدَنِيُّ، البَدْرِيُّ، شَهِدَ العَقَبَةَ شَابّاً أَمْرَدَ.
وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٌ، وَأَنَسٌ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ، وَمَالِكُ بنُ يَخَامِرَ، وَأَبُو مُسلمٍ الخَوْلاَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَنْمٍ، وَجُنَادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَأَبُو بَحْرِيَّةَ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ، وَيَزِيْدُ بنُ عُمَيْرَةَ، وَأَبُو الأَسْوَدِ الدِّيْلِيُّ، وَكَثِيْرُ بنُ مُرَّةَ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيُّ، وَالأَسْوَدُ بنُ هِلاَلٍ، وَمَسْرُوْقٌ، وَأَبُو ظَبْيَةَ الكَلاَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، قَالَ:كُنْتُ رَدِيْفَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ (1) .
قَالَ شَبَابٌ:أُمُّهُ: هِيَ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ، مِنْ بَنِي رِفَاعَةَ، ثُمَّ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَلأُمِّهِ وَلَدٌ مِنَ الجدِّ بنِ قَيْسٍ.
وَرَوَى: الوَاقِدِيُّ، عَنْ رِجَالِهِ:أَنَّ مُعَاذاً شَهِدَ بَدْراً وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَهِدَ العَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيْعاً مَعَ السَّبْعِيْنَ (2) .
[ وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ: نَزَلَ حِمْصَ، وَكَانَ طَوِيْلاً، حَسَناً، جَمِيْلاً.
وَقَالَ الجَمَاعَةُ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِلاَّ أَبَا أَحْمَدَ الحَاكِمَ، فَقَالَ:كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيُّ: مُعَاذٌ لَمْ يُوْلَدْ لَهُ قَطُّ، طُوَالٌ، حَسَنُ الثَّغْرِ، عَظِيْمُ العَيْنَيْنِ، أَبْيَضُ، جَعْدٌ، قَطَطٌ.
وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ، فَقَالَ:لَهُ ابْنَانِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُ.
قَالَ عَطَاءٌ: أَسْلَمَ مُعَاذٌ وَلَهُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَمِنَ السَّبْعِيْنَ (1) مِنْ بَنِي جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ.
وَرَوَى: قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وَزَيْدٌ، وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، وَأَبُو زَيْدٍ أَحَدُ عُمُوْمَتِي (2) .
قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَأُبِيٍّ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ) (3) .
[ تَابَعَهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ.
الثَّوْرِيُّ: عَنْ خَالِدٍ، وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ:عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: (أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي: أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِيْنِ اللهِ: عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً: عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُم بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ: مُعَاذٌ، وَأَفْرَضُهُم: زَيْدٌ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ (1)) .
وَرَوَاهُ: وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ.
وَفِي (فَوَائِدِ سَمَّوَيْه) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ العَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيْقِ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَرَامِ اللهِ وَحَلاَلِهِ (2)) .
إِسْنَادُهُ وَاهٍ.
رَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي العَجْفَاءِ، قَالَ:قَالَ عُمَرُ: لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذاً، ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ لَقِيْتُ رَبِّي، فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟لَقُلْتُ: سَمِعْتُ نَبِيَّكَ وَعَبْدَكَ يَقُوْلُ: (يَأْتِي مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ) (3) .
[ وَرَوَى: ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ شَهْرِ (1) بنِ حَوْشَبٍ، قَالَ:قَالَ عُمَرُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَذَكَرَ مَعَهُ: أَبَا عُبَيْدَةَ، وَسَالِماً مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ.
وَرَوَى: أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَجِيْءُ مُعَاذٌ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمَامَ العُلَمَاءِ، بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ) .
وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ ضَعِيْفٌ.
هِشَامٌ: عَنِ الحَسَنِ مَرْفُوْعاً: (مُعَاذٌ لَهُ نَبْذَةٌ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ) .
تَابَعَهُ: ثَابِتٌ، عَنِ الحَسَنِ.
ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:لَمَّا فَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ، اسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا عَتَّابَ بنَ أَسِيْدٍ يُصَلِّي بِهِم، وَخَلَّفَ مُعَاذاً يُقْرِئُهُم وَيُفَقِّهُهُم (2) .
أَبُو أُسَامَةَ: عَنْ دَاوُدَ بنِ يَزِيْدَ، عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ شُبَيْلٍ، عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُعَاذٍ:بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ، فَلَمَّا سِرْتُ أَرْسَلَ فِي إِثْرِي، فَرُدِدْتُ.
فَقَالَ: (أَتَدْرِي لِمَ بَعَثْتُ إِلَيْكَ؟ لاَ تُصِيْبَنَّ شَيْئاً بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَإِنَّهُ غُلُوْلٌ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ} [آلُ عِمْرَانَ: 161] لَقَدْ أُذْعِرْتَ، فَامْضِ لِعَمَلِكَ (3)) .
رَوَاهُ: الرُّوْيَانِيُّ فِي (مُسْنَدِهِ) .
[ شُعْبَةُ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الحَارِثِ بنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ، قَالَ:أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:لَمَّا بَعَثَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ، قَالَ لِي: (كَيْفَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ قَضَاءٌ؟) .
قَالَ: قُلْتُ: أَقْضِي (1) بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ، فَبِمَا قَضَى بِهِ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْمَا قَضَى بِهِ الرَّسُوْلُ؟) .
قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلاَ آلُوْ.
فَضَرَبَ صَدْرِي، وَقَالَ: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُوْلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَا يُرْضِي رَسُوْلَ اللهِ (2)) .
أَبُو اليَمَانِ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بنِ حُمَيْدٍ السَّكُوْنِيِّ:أَنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ لَمَّا بَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى اليَمَنِ، خَرَجَ يُوْصِيْهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ، وَرَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ.
فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: (يَا مُعَاذُ! إِنَّكَ عَسَى أَنْ لاَ تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي (3)) .
فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعاً لِفِرَاقِ رَسُوْلِ اللهِ.
قَالَ: (لاَ تَبْكِ يَا مُعَاذُ، أَوْ إِنَّ البُكَاءَ مِنَ الشَّيْطَانِ (4)) .
قَالَ سَيْفُ بنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ يُوْسُفَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ صَخْرٍ:أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِيْنَ وَدَّعَهُ مُعَاذٌ قَالَ: (حَفِظَكَ اللهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ، وَدَرَأَ[ عَنْكَ شَرَّ الإِنْسِ وَالجِنِّ) .
فَسَارَ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يُبْعَثُ لَهُ رَتْوَةٌ فَوْقَ العُلَمَاءِ (1)) .
وَقَالَ سَيْفٌ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بنُ يَزِيْدَ الجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى:بَعَثَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَامِسَ خَمْسَةٍ عَلَى أَصْنَافِ اليَمَنِ: أَنَا، وَمُعَاذٌ، وَخَالِدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَطَاهِرُ بنُ أَبِي هَالَةَ، وَعُكَّاشَةُ بنُ ثَوْرٍ، وَأَمَرَنَا أَنْ نُيَسِّرَ وَلاَ نُعَسِّرَ (2) .
شُعْبَةُ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي مُوْسَى:أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا بَعَثَهُ وَمُعَاذاً إِلَى اليَمَنِ، قَالَ لَهُمَا: (يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلاَ تُنَفِّرَا) .
فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوْسَى: إِنَّ لَنَا بِأَرْضِنَا شَرَاباً يُصْنَعُ مِنَ العَسَلِ يُقَالُ لَهُ: البِتْعُ، وَمِنَ الشَّعِيْر يُقَالُ لَهُ: المِزْرُ.
قَالَ: (كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ) .
فَقَالَ لِي مُعَاذٌ: كَيْفَ تَقْرَأُ القُرْآنَ؟قُلْتُ: أَقْرَؤُهُ فِي صَلاَتِي، وَعَلَى رَاحِلَتِي، وَقَائِماً، وَقَاعِداً، أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقاً -يَعْنِي: شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ-.
قَالَ: فَقَالَ مُعَاذٌ: لَكِنِّي أَنَامُ ثُمَّ أَقُوْمُ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي.
قَالَ: وَكَأَنَّ مُعَاذاً فُضِّلَ عَلَيْهِ (3) .
سَيْفٌ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ أُمِّ جُهَيْشٍ خَالَتِهِ، قَالَتْ:بَيْنَا نَحْنُ بِدَثِيْنَةَ بَيْنَ الجَنَدِ وَعَدَنَ، إِذْ قِيْلَ: هَذَا رَسُوْلُ رَسُوْلِ (4) اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَوَافَيْنَا القَرْيَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ مُتَوَكِّئٌ عَلَى رُمْحِهِ، مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ، مُتَعَلِّقٌ حَجَفَةً، مُتَنَكِّبٌ قَوْساً[ وَجُعْبَةً، فَتَكَلَّمَ، وَقَالَ:إِنِّي رَسُوْلُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيْكُم، اتَّقُوا اللهَ، وَاعْمَلُوا، فَإِنَّمَا هِيَ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، خُلُوْدٌ فَلاَ مَوْتَ، وَإِقَامَةٌ فَلاَ ظَعْنَ، كُلُّ امْرِئٍ عَمِلَ بِهِ عَامِلٌ فَعَلَيْهِ وَلاَ لَهُ، إِلاَّ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ، وَكُلُّ صَاحِبٍ اسْتَصْحَبَهُ أَحَدٌ خَاذِلُهُ وَخَائِنُهُ، إِلاَّ العَمَلَ الصَّالِحَ، انْظُرُوا لأَنْفُسِكُم، وَاصْبِرُوا لَهَا بِكُلِّ شَيْءٍ.
فَإِذَا رَجُلٌ مُوْفَرُ الرَّأْسِ، أَدْعَجُ، أَبْيَضُ، بَرَّاقٌ، وَضَّاحٌ (1) .
قَالَ الوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَامِلُهُ عَلَى الجَنَدِ مُعَاذٌ.
وَرَوَى: سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ (2)) .
وَرَوَى نَحْوَهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ مُرْسَلاً.
حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ: عَنْ عُقْبَةَ (3) بنِ مُسلمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:لَقِيَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (يَا مُعَاذُ! إِنِّي لأُحِبُّكَ فِي اللهِ) .
قُلْتُ: وَأَنَا -وَاللهِ- يَا رَسُوْلَ اللهِ! أُحِبُّكَ فِي اللهِ.
قَالَ: (أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُوْلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ؟ رَبِّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ (4)) .
مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ:أَنَّ مُعَاذاً دَخَلَ[ المَسْجِدَ، وَرَسُوْلُ اللهِ سَاجِدٌ، فَسَجَدَ مَعَهُ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَضَى مُعَاذٌ مَا سَبَقَهُ.
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ صَنَعْتَ! سَجَدْتَ وَلَمْ تَعْتَدَّ (1) بِالرَّكْعَةِ؟قَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَرَى رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى حَالٍ إِلاَّ أَحْبَبْتُ أَنْ أَكُوْنَ مَعَهُ فِيْهَا.
فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَرَّهُ، وَقَالَ: (هَذِهِ سُنَّةُ لَكُم (2)) .
ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ مُعَاذاً كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلِّهِ حَنِيْفاً.
فَقَالَ لَهُ فَرْوَةُ بنُ نَوْفَلٍ: إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ - فَأَعَادَهَا - ثُمَّ قَالَ:إِنَّ الأُمَّةَ: مُعَلِّمُ الخَيْرِ، وَالقَانِتَ: المُطِيْعُ، وَإِنَّ مُعَاذاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كَانَ كَذَلِكَ (3) .
وَرَوَى: حَيَّانُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ نَحْوَهَا.
فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! نَسِيْتَهَا.
قَالَ: لاَ، وَلَكِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيْمَ.
وَرَوَاهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بنُ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيُّ بِنَحْوِهِ.
وَرَوَاهُ: فِرَاسٌ، وَمُجَالِدٌ، وَغَيْرُهُمَا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ.
وَرَوَاهُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، قَالَ:بَيْنَمَا عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُهُم، إِذْ قَالَ:إِنَّ مُعَاذاً كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلِّهِ حَنِيْفاً، وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِيْنَ (4) .
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ أَبِي حَثْمَةَ (5) ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ الَّذِيْنَ يُفْتُوْنَ عَلَى[ عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثَةٌ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ: عُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ.
وَثَلاَثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذٌ، وَزَيْدٌ.
وَعَنْ نِيَارٍ الأَسْلَمِيِّ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَسْتَشِيْرُ هَؤُلاَءِ، فَذَكَرَ مِنْهُم مُعَاذاً.
وَرَوَى: مُوْسَى بنُ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ الفِقْهَ، فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ (1) .
وَرَوَى: الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ:حَدَّثَنِي أَشْيَاخٌ مِنَّا أَنَّ رَجُلاً غَابَ عَنِ امْرَأَتِهِ سَنَتَيْنِ، فَجَاءَ وَهِيَ حُبْلَى، فَأَتَى عُمَرَ، فَهَمَّ بِرَجْمِهَا.
فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: إِنْ يَكُ لَكَ عَلَيْهَا سَبِيْلٌ، فَلَيْسَ لَكَ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا سَبِيْلٌ.
فَتَرَكَهَا، فَوَضَعَتْ غُلاَماً بَانَ أَنَّهُ يُشْبِهُ أَبَاهُ، قَدْ خَرَجَتْ ثَنِيَّتَاهُ.
فَقَالَ الرَّجُلُ: هَذَا ابْنِي.
فَقَالَ عُمَرُ: عَجِزَتِ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَ مُعَاذٍ، لَوْلاَ مُعَاذٌ لَهَلَكَ عُمَرُ (2) .
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:كَانَ عُمَرُ يَقُوْلُ حِيْنَ خَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الشَّامِ: لَقَدْ أَخَلَّ خُرُوْجُهُ بِالمَدِيْنَةِ وَأَهْلِهَا فِي الفِقْهِ، وَفِيْمَا كَانَ يُفْتِيْهِم بِهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ كَلَّمْتُ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَحْبِسَهُ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَأَبَى عَلَيَّ، وَقَالَ:رَجُلٌ أَرَادَ وَجْهاً - يَعْنِي الشَّهَادَةَ - فَلاَ أَحْبِسُهُ (3) .
قُلْتُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُرْزَقُ الشَّهَادَةَ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ.
الأَعْمَشُ: عَنْ شِمْرِ بنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ[ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا تَحَدَّثُوا وَفِيْهِم مُعَاذٌ، نَظَرُوا إِلَيْهِ هَيْبَةً لَهُ (1) .
جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ: حَدَّثَنَا حَبِيْبُ بنُ أَبِي مَرْزُوْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الخَوْلاَنِيِّ، قَالَ:دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا فِيْهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلاَثِيْنَ كَهْلاً مِنَ الصَّحَابَةِ، فَإِذَا فِيْهِم شَابٌّ أَكْحَلُ العَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى القَوْمُ، أَقْبَلُوا عَلَيْهِ، فَسَألُوْهُ.
فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟قِيْلَ: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ.
فَوَقَعَتْ مَحَبَّتُهُ فِي قَلْبِي (2) .
مَعْمَرٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبٍ، قَالَ:كَانَ مُعَاذٌ شَابّاً، جَمِيْلاً، سَمْحاً، مِنْ خَيْرِ شَبَابِ قَوْمِهِ، لاَ يُسْأَلُ شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ، حَتَّى كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ أَغْلَقَ مَالَهُ كُلَّهُ، فَسَأَلَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُكَلِّمَ لَهُ غُرَمَاءهُ، فَفَعَلَ، فَلَمْ يَضَعُوا لَهُ شَيْئاً، فَلَوْ تَرَكَ أَحَدٌ (3) لِكَلاَمِ أَحَدٍ، لَتُرِكَ لِمُعَاذٍ لِكَلاَمِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَدَعَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى بَاعَ مَالَهُ، وَقَسَمَهُ بَيْنَهُم.
فَقَامَ مُعَاذٌ وَلاَ مَالَ لَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ عَلَى اليَمَنِ لِيَجْبُرَهُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَجَرَ فِي هَذَا المَالِ.
فَقَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:هَلْ لَكَ يَا مُعَاذُ أَنْ تُطِيْعَنِي؟ تَدْفَعُ هَذَا المَالَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَإِنْ أَعْطَاكَهُ فَاقْبَلْهُ.
فَقَالَ: لاَ أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا بَعَثَنِي نَبِيُّ اللهِ لِيَجْبُرَنِي.
فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: خُذْ مِنْهُ، وَدَعْ لَهُ.
قَالَ: مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ، وَإِنَّمَا بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيَجْبُرَهُ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ مُعَاذٌ، انْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ:مَا أَرَانِي إِلاَّ فَاعِلَ الَّذِي قُلْتَ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي البَارِحَةَ - أَظُنُّهُ قَالَ - أُجَرُّ إِلَى النَّارِ، وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي.
فَانْطَلَقَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ، حَتَّى جَاءهُ بِسَوْطِهِ.
[ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ لَكَ، لاَ آخُذُ مِنْهُ شَيْئاً.
وَفِي لَفْظٍ: قَدْ وَهَبْتُهُ لَكَ.
فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا حِيْنَ حَلَّ وَطَابَ.
وَخَرَجَ مُعَاذٌ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ (1) .
وَرَوَاهُ: الذُّهْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، فَقَالَ بَدَلَ أُجَرُّ إِلَى النَّارِ: كَأَنِّي فِي مَاءٍ قَدْ خَشِيْتُ الغَرَقَ، فَخَلَّصْتَنِي.
الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ النُّعْمَانِ، عَنْ مُعَاذِ (2) بنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:كَانَ مُعَاذٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً، وَأَحْسَنِهِ خُلُقاً، وَأَسْمَحِهِ كَفّاً، فَادَّانَ، فَلَزِمَهُ غُرَمَاؤُهُ، حَتَّى تَغَيَّبَ أَيَّاماً .
وَذَكَرَ الحَدِيْثَ.
وَقَالَ فِيْهِ: فَقَدِمَ بِغِلْمَانَ (3) .
الأَعْمَشُ: عَنْ شَقِيْقٍ:قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ اليَمَنِ بِرَقِيْقٍ، فَلَقِيَ عُمَرَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: مَا هَؤُلاَءِ؟قَالَ: أُهْدُوا لِي.
قَالَ: ادْفَعْهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ.
فَأَبَى، فَبَاتَ، فَرَأَى كَأَنَّهُ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ، وَأَنَّ عُمَرَ يَجْذُبُهُ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ! مَا أَرَانِي إِلاَّ مُطِيْعُكَ، إِلَى أَنْ قَالَ:فَدَفَعَهُمْ أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ، فَرَآهُمْ يُصَلُّوْنَ.
قَالَ: لِمَنْ تُصَلُّوْنَ؟قَالُوا: لِلِّهِ.
قَالَ: فَأَنْتُم لِلِّهِ (4) .
ابْنُ جُرَيْجٍ: أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الأَبْيَضِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ:أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ مُعَاذاً سَاعِياً عَلَى بَنِي كِلاَبٍ أَوْ غَيْرِهِم، فَقَسَمَ فِيْهِم فَيْئَهُم حَتَّى لَمْ يَدَعْ شَيْئاً، حَتَّى جَاءَ بِحِلْسِهِ الَّذِي خَرَجَ بِهِ عَلَى رَقَبَتِهِ.
[ وَعَنْ نَافِعٍ، قَالَ:كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٍ: انْظُرُوا رِجَالاً صَالِحِيْنَ، فَاسْتَعْمِلُوْهُم عَلَى القَضَاءِ، وَارْزُقُوْهُم.
رَوَى أَيُّوْبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، وَغَيْرِهِ:أَنَّ فُلاَناً مَرَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَوْصُوْنِي.
فَجَعَلُوا يُوْصُوْنَهُ، وَكَانَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ فِي آخِرِ القَوْمِ، فَقَالَ: أَوْصِنِي يَرْحَمْكَ اللهُ.
قَالَ: قَدْ أَوْصَوْكَ فَلَمْ يَأْلُوا، وَإِنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ أَمْرَكَ: اعْلَمْ أَنَّهُ لاَ غِنَى بِكَ عَنْ نَصِيْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَنْتَ إِلَى نَصِيْبِكَ إِلَى الآخِرَةِ أَفْقَرُ، فَابْدَأْ بِنَصِيْبِكَ مِنَ الآخِرَةِ، فَإِنَّهُ سَيَمُرُّ بِكَ عَلَى نَصِيْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَنْتَظِمَهُ، ثُمَّ يَزُوْلُ مَعَكَ أَيْنَمَا زِلْتَ (1) .
رَوَى حُمَيْدُ بنُ (2) هِلاَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:مَا بَزَقْتُ عَلَى يَمِيْنِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ (3) .
قَالَ أَيُّوْبُ بنُ سَيَّارٍ: عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، قَالَ:دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا بِفَتَىً حَوْلُهُ النَّاسُ، جَعْدٌ، قَطَطٌ، إِذَا تَكَلَّم كَأَنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيْهِ نُوْرٌ وَلُؤْلُؤٌ.
فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟قَالُوا: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ (4) .
حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ: عَنِ المَشْيَخَةِ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ.
قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ؟قَالَ: وَلاَ، إِلاَّ أَنْ يَضْرِبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ، لأَنَّ اللهَ -[ تَعَالَى - يَقُوْلُ فِي كِتَابِهِ: {وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ} [العَنْكَبُوْتُ (1) : 45] .
نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَعِيْدِ بنِ يَرْبُوْعٍ، عَنْ مَالِكِ الدَّارِ:أَنَّ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَخَذَ أَرْبَعَ مَائَةِ دِيْنَارٍ، فَقَالَ لِغُلاَمٍ:اذْهَبْ بِهَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، ثُمَّ تَلَهَّ سَاعَةً فِي البَيْتِ حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ.
قَالَ: فَذَهَبَ بِهَا الغُلاَمُ، فَقَالَ: يَقُوْلُ لَكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ: خُذْ هَذِهِ.
فَقَالَ: وَصَلَهُ اللهُ وَرَحِمَهُ.
ثُمَّ قَالَ: تَعَالَيْ يَا جَارِيَةُ، اذْهَبِي بِهَذِهِ السَّبْعَةِ إِلَى فُلاَنٍ، وَبِهَذِهِ الخَمْسَةِ إِلَى فُلاَنٍ، حَتَّى أَنْفَذَهَا.
فَرَجَعَ الغُلاَمُ إِلَى عُمَرَ، وَأَخْبَرَهُ، فَوَجَدَهُ قَدْ أَعَدَّ مِثْلَهَا لِمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، فَأَرْسَلَهُ بِهَا إِلَيْهِ.
فَقَالَ مُعَاذٌ: وَصَلَهُ اللهُ، يَا جَارِيَةُ! اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ فُلاَنٍ بِكَذَا، وَلِبَيْتِ فُلاَنٍ بِكَذَا.
فَاطَّلَعَتْ امْرَأَةُ مُعَاذٍ، فَقَالَتْ: وَنَحْنُ - وَالله - مَسَاكِيْنُ، فَأَعْطِنَا.
وَلَمْ يَبْقَ فِي الخِرْقَةِ إِلاَّ دِيْنَارَانِ، فَدَحَا بِهِمَا (2) إِلَيْهَا.
وَرَجَعَ الغُلاَمُ، فَأَخْبَرَ عُمَرَ، فَسُرَّ بِذَلِكَ، وَقَالَ: إِنَّهُم إِخْوَةٌ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ (3) .
قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَكَ يُوْسُفُ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ (ح) .
وَأَنْبَأَنَا أَبُو المَعَالِي الغَرَّافِيُّ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا الأُرْمَوِيُّ، وَابْنُ الدَّايَةِ، وَالطَّرَائِفِيُّ، قَالُوا:أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ:حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ مَوْهَبٍ،[ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:أَنَّ أَبَا إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيَّ أَخْبَرَهُ:أَنَّ يَزِيْدَ بنَ عُمَيْرَةَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ - قَالَ:كَانَ لاَ يَجْلِسُ مَجْلِساً إِلاَّ قَالَ: اللهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ، هَلَكَ المُرْتَابُوْنَ .
، فَذَكَرَ الحَدِيْثَ.
وَفِيْهِ: فَقُلْتُ لِمُعَاذٍ: مَا يُدْرِيْنِي أَنَّ الحَكِيْمَ يَقُوْلُ كَلِمَةَ الضَّلاَلَةِ؟قَالَ: بَلَى، اجْتَنِبْ مِنْ كَلاَمِ الحَكِيْمِ المُشْتَهَرَاتِ الَّتِي يُقَالُ: مَا هَذِهِ؟ وَلاَ يَثْنِيْكَ ذَلِكَ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ يَرْجِعُ وَيَتَّبِعُ الحَقَّ إِذَا سَمِعَهُ، فَإِنَّ عَلَى الحَقِّ نُوْراً (1) .
اللَّفْظُ لابْنِ قُتَيْبَةَ.
سُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ: عَنْ مُوْسَى بنِ عُبَيْدَةَ (2) ، عَنْ أَيُّوْبَ بنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ (3) ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ:أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَمَّا أُصِيْبَ، اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ، يَعْنِي فِي طَاعُوْنِ عَمَوَاس، اشْتَدَّ الوَجَعُ، فَصَرَخَ النَّاسُ إِلَى مُعَاذٍ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْفَعَ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ.
قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ، وَلَكِنْ دَعْوَةُ نَبِيِّكُم، وَمَوْتُ الصَّالِحِيْنَ قَبْلَكُم، وَشَهَادَةٌ يَخُصُّ اللهُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْكُم.
أَيُّهَا النَّاسُ! أَرْبَعُ خِلاَلٍ، مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ تُدْرِكَهُ.
قَالُوا: مَا هِيَ؟قَالَ: يَأْتِي زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيْهِ البَاطِلُ، وَيَأْتِي زَمَانٌ يَقُوْلُ الرَّجُلُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَنَا، لاَ يَعِيْشُ عَلَى بَصِيْرَةٍ، وَلاَ يَمُوْتُ عَلَى بَصِيْرَةٍ (4) .
أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ (5) بنُ[ مَعْبَدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ:قَالَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ:سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (سَتُهَاجِرُوْنَ إِلَى الشَّامِ، فَيُفْتَحُ لَكُم، وَيَكُوْنُ فِيْهِ دَاءٌ كَالدُّمَّلِ، أَوْ كَالوَخْزَةِ، يَأْخُذُ بِمَرَاقِّ الرَّجُلِ، فَيَشْهَدُ - أَوْ فَيَسْتَشْهِدُ - اللهُ بِكُمْ أَنْفُسَكُم، وَيُزَكِّي بِهَا أَعْمَالَكُم) .
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مُعَاذاً سَمِعَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَعْطِهِ هُوَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ الحَظَّ الأَوْفَرَ مِنْهُ.
فَأَصَابَهُمُ الطَّاعُوْنُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ، فَطُعِنَ فِي أُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ، فَكَانَ يَقُوْلُ:مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا حُمُرَ النَّعَمِ (1) .
هَمَّامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَمَطَرٌ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَنْمٍ، قَالَ:وَقَعَ الطَّاعُوْنُ بِالشَّامِ، فَخَطَبَ النَّاسَ عَمْرُو بنُ العَاصِ، فَقَالَ:هَذَا الطَّاعُوْنُ رِجْزٌ، فَفِرُّوا مِنْهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ.
فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيْلَ بنَ حَسَنَةَ، فَغَضِبَ، وَجَاءَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ، وَنَعْلاَهُ فِي يَدِهِ، فَقَالَ:صَحِبْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُم، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُم، وَوَفَاةُ الصَّالِحِيْنَ قَبْلَكُم.
فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذاً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَصِيْبَ آلِ مُعَاذٍ الأَوْفَرَ.
فَمَاتَتْ ابْنَتَاهُ، فَدَفَنَهُمَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَطُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ - يَعْنِي لاِبْنِهِ لَمَّا سَأَلَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ - قَالَ: {الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ المُمْتَرِيْنَ} [آلُ عِمْرَانَ: 60] .
قَالَ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِيْنَ} [الصَّافَّاتُ: 102] .
قَالَ: وَطُعِنَ مُعَاذٌ فِي كَفِّهِ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا، وَيَقُوْلُ:هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ.
فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: رَبِّ! غُمَّ غَمَّكَ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ.
وَرَأَى رَجُلاً يَبْكِي، قَالَ: مَا يُبْكِيْكَ؟قَالَ: مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أَصَبْتُهَا مِنْكَ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى العِلْمِ الَّذِي كُنْتُ أُصِيْبُهُ مِنْكَ.
قَالَ: وَلاَ تَبْكِهِ، فَإِنَّ[ إِبْرَاهِيْمَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - كَانَ فِي الأَرْضِ، وَلَيْسَ بِهَا عِلْمٌ، فَآتَاهُ اللهُ عِلْماً، فَإِنْ أَنَا مِتُّ، فَاطْلُبِ العِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ، وَعُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ (1) .
ابْنُ لَهِيْعَةَ: عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ:كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَخْلَفَ مُعَاذاً عَلَى مَكَّةَ حِيْنَ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُمُ القُرْآنَ وَالدِّيْنَ (2) .
أَبُو قَحْذَمٍ النَّضْرُ بنُ مَعْبَدٍ: عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:مَرَّ عُمَرُ بِمُعَاذٍ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ؟قَالَ: حَدِيْثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (إِنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ (3) شِرْكٌ، وَأَحَبُّ العَبِيْدِ إِلَى اللهِ الأَتْقِيَاءُ الأَخْفِيَاءُ، الَّذِيْنَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، أُوْلَئِكَ مَصَابِيْحُ العِلْمِ، وَأَئِمَّةُ الهُدَى (4)) .
أَخْرَجَهُ: الحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ، وَخُوْلِفَ، فَإِنَّ النَّسَائِيَّ قَالَ: أَبُو قَحْذَمٍ لَيْسَ بِثِقَةٍ.
يُوْسُفُ بن مُسلمٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ تَمِيْمٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ[ نُسَيٍّ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَعُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ يَقُوْلاَنِ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ بَعْد النَّبِيِّيْنَ وَالمُرْسَلِيْنَ، وَإِنَّ اللهَ يُبَاهِي بِهِ المَلاَئِكَةَ) .
قَدْ أَخْرَجَهُ: الحَاكِمُ (فِي صَحِيْحِهِ (1)) ، فَأَخْطَأَ، وَعُبَيْدٌ لاَ يُعْرَفُ، فَلَعَلَّهُ افْتَعَلَهُ.
الأَعْمَشُ: عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الحَارِثِ بنِ عُمَيْرَةَ، قَالَ:إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذٍ وَهُوَ يَمُوْتُ، وَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ وَيُفِيْقُ، فَقَالَ:اخْنُقْ خَنْقَكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنِّي لأُحِبُّكَ (2) .
قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:هُوَ أَمَامَ العُلَمَاءِ رَتْوَةٌ (3) .
هَلَكَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ.
وَقِيْلَ: ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ.
هُشَيْمٌ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ:قُبِضَ مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ، أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
المَدَائِنِيُّ: عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الغُدَانِيِّ (4) ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ:أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ قُرْطٍ قَالَ: حَضَرْتُ وَفَاةَ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، فَقَالَ:رَوِّحُوْنِي أَلْقَى اللهَ مِثْلَ سِنِّ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ابْنِ ثَلاَثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
[ قُلْتُ: يَعْنِي عِنْدَمَا رُفِعَ عِيْسَى إِلَى السَّمَاءِ.
قَالَ ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: تُوُفِّيَ مُعَاذٌ بِقُصَيْرِ خَالِدٍ مِنَ الأُرْدُنِّ.
قَالَ يَزِيْدُ بنُ عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ مُعَاذٌ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ.
وَقَالَ المَدَائِنِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ سَبْعٍ، أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، وَالفَلاَّسُ: سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ: وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً.
وَكَذَا قَالَ الوَاقِدِيُّ فِي سِنِّهِ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
87 -
51 معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس.

يكنى أبا عبد الرحمن.

واسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وشهد العقبة مع السبعين وبدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه2، وبعثه إلى اليمن بعد غزوة تبوك، وشيعه ماشياً في مخرجه وهو راكب.

وكان له من الولد: عبد الرحمن، وأم عبد الله، وولد آخر لم يُذكر اسمه.

ذكر صفته: عن أبي بحرية قال: دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس جعدٍ قططٍ، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ فقلت: من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل.

اسم أبي بحرية: يزيد بن قطيب السكوني.

وعن أبي مسلم الخولاني قال: أتيت مسجد دمشق فاذا حلقةٌ فيها كهولٌ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا شاب فيهم أكحل العين برّاق الثنايا.

كلما اختلفوا في شيء ردّوه إلى الفتى.

قال: قلت لجليسٍ لي: من هذا؟ قالوا: هذا معاذ بن جبل.

وعن الواقدي، عن أشياخ له قالوا: كان معاذ رجلاً طُوالاً أبيض حسن الشعر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعداً قططاً.

ذكر نبذة من زهده: عن مالك الداري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرَّة فقال للغلام اذهب بها إلى عبيدة بن الجراح ثم تَلَّه ساعةً في البيت حتى تنظر ما يصنع.

فذهب الغلام، قال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك.

قال: وصله الله ورحمه.

ثم قال: تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها.

فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعدّ مثلها لمعاذ بن جبل فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل، وتلّه في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع.

فذهب بها إليه قال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك فقال: رحمه الله ووصله.

تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، اذهبي إلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأته فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران، فدحا بهما إليها فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك فقال: إنهم إخوةٌ بعضهم من بعض1.

ذكر نبذة من ورعه: عن يحيى بن سعيد قال: كانت تحت معاذ بن جبل امرأتان فاذا كان عند احداهما لم يشرب في بيت الأخرى الماء.

وعن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل كانت له امرأتان.

فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى ثم توفيتا في السقم الذي بالشام، والناس في شغل، فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أيتهما تُقدَّم في القبر.

ذكر نبذة من تعبده واجتهاده: عن ثور بن يزيد قال قال: كان معاذ بن جبل إذا تهجَّد من الليل قال: اللهم قد نامَت العُيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هُدىً ترده إليّ يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.

ذكر جوده وكرمه: عن ابن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل شاباً جميلاً سمحاً من خير شباب قومه لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه، حتى أدّان دَيناً أغلق ماله.

فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلم غُرماءه أن يضعوا له شيئاً ففعل فلم يضعوا له شيئاً.

فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبرح حتى باع ماله فقسمه بين غرمائه، فقام معاذ لا مال له1.

قال الشيخ رحمه الله: كان غرماؤه من اليهود فلهذا لم يضعوا له شيئاً.

ذكر ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ ومشبه معه وهو راكب: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل" 2 رواه الإمام أحمد.

وعن عاصم بن حميد، عن معاذ بن جبل قال: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه، ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته.

فلما فرغ قال: " يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري".

فبكى معاذ خشعاً لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: " إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا" 3.

ذكر ثناء الصحابة عليه: عن شهر بن حوشب قال: قال عمر بن الخطاب: لو استخلفت معاذ بن جبل فسألني عنه ربي عز وجل: ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: " إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان بين أيديهم رتوةً بحجر" 4.

وعن الشعبي قال: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أمّة قانتاً لله حنيفاً.

فقيل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً} النحل: 120 .

فقال: ما نسيتُ، هل تدري ما الأمّة، وما القانت؟ فقلت.

الله أعلم فقال، الأمّة، الذي يعلم الخير والقانت: المطيع لله عز وجل وللرسول.

وكان معاذ بن جبل يعلّم الناس الخير، وكان مطيعاً لله عز وجل ورسوله1.

وعن شهر بن هوشب قال.

كان أصحاب محمد إذا تحدّثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبةً له.

ذكر نبذة من مواعظه وكلامه: عن أبي إدريس الخولاني، أن معاذ بن جبل قال: إن من ورائكم فتناً يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق، والصغير والكبير، والأحمر والأسود، فيوشك قائل أن يقول: مالي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره.

إياكم وإياكم وما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغه الحكيم فإن الشيطان يقول: عليّ في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نوراً، قالوا: وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟ قال: هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه؟ فلا يثنكم، فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون.

وعن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني.

قال: وهل أنت مطيعي؟ قال: إني على طاعتك لحريص.

قال: صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتنّ إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم.

وعن معاوية بن قُرّة قال: قال معاذ بن جبل لابنه: يا بني إذا صليت فصلّ صلاة مودّع لا تظن أنك تعود إليها أبداً، واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين، حسنة قدمها وحسنة أخرها.

وعن أبي ادريس الخولاني قال: قال معاذ.

إنك تجالس قوماً لا محالة يخوضون في الحديث فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى رب عند ذلك رغباتٍ رواهما الإمام أحمد.

وعن محمد بن سيرين قال: أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه، فقال.

إني موصيك بأمرين أن حفظّهما حفظت، إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاماً فتزول به معك أينما زلت.

وعن الأسود بن هلال قال: كنا نمشي مع معاذ فقال: اجلسوا بنا نُؤمِنُ ساعةً.

وعن أشعث بن سليم قال: سمعت رجاء بن حيوة، عن معاذ بن جبل قال: ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب، ولبسن رياط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغنى وكلفن الفقير مالا يجد.

ذكر مرضه ووفاته: عن طارق بن عبد الرحمن قال: وقع الطاعون بالشام فاستغرقها فقال الناس: ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء فبلغ معاذ بن جبل فقام خطيباً فقال: إنه قد بلغني ما تقولون، وإنما هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم وكموت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك، أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمنٌ هو أو منافق وخافوا إمارة الصبيان.

وعن شهر بن حوشب، عن رابّه رجل من قومه، كان شهد طاعون عمواس قال: لما اشتعل الوجع قام أبو عبيدة بن الجراح في الناس خطيباً فقال: أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم ودعوةُ نبيكم وموتُ الصالحين قبلكم وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له منه حظه.

قال: وطُعن فمات رحمة الله عليه واستخلف على الناس معاذ بن جبل فقام خطيباً بعده فقال: أيها الناس إن هذا الوجع رحمةُ ربكم ودعوةُ نبيكم وموتُ الصالحين قبلكم، وإن معاذاً يسأل الله أن أن يقسم لآل معاذ منه حظه.

قال: فطعن ابنه عبد الرحمن.

قال ثم قام فدعا ربه لنفسه فطعن في راحته فلقد رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهر كفه ثم يقول: ما أحب أن لي بما فيك شيئاً من الدنيا.

فلما مات استخلف على الناس عمرو ابن العاص.

وعن عبد الله بن رافع قال: لما أصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلف على الناس معاذ بن جبل.

واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ: ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز.

فقال: إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم وموتُ الصالحين قبلكم، وشهادةٌ يختص الله بها من يشاء من عباده منكم، أيها الناس، أربع خلال من استطاع منكم أن لا يدركه شيء منها فلا يدركه شيءمنها قالوا: وما هنَّ؟ قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل: والله لا أدري على ما أنا؟ لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة، ويعطي الرجل من المال مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة.

فطُعن ابناه فقال: كيف تجدانكما؟ قالا: يا أبانا، {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} آل عمران: 60 قال: وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين.

ثم طُعنت امرأتاه فهلكتا وطُعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه ويقول: اللهم إنها صغيرة فبارِك فيها فإنك تبارك في الصغيرة حتى هَلك.

وعن الحارث بن عمير قال: طُعن معاذ وأبو عبيدة وشُرحبيل ابن حسنة، وأبو مالك الأشعري في يوم واحد.

فقال معاذ: إنه رحمة ربكم ودعوة نبيكم وقبضُ الصالحين من قبلكم، اللهم آت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة.

فما أمسى حتى طعن ابنه عبد الرحمن بكره الذي كان يكنى به وأحبَّ الخلق إليه.

فرجع من المسجد فوجده مكروباً فقال يا عبد الرحمن كيف أنت؟ فقال: يا أبة {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} آل عمران: 60 فقال معاذ: وأنا إن شاء الله ستجدني من الصابرين.

فأمسكه ليلته ثم دفنه من الغد.

فطعن معاذ فقال حين اشتد به نزع الموت فنزع نزعاً لم ينزعه أحد وكان كلما أفاق من غمرة فتح عينيه ثم قال رب اخنقني خنقك، فوعزتك إنك لتعلم أن قلبي يحبك1.

وعن عمر بن قيس عمن حدثه عن معاذ قال، لما حضره الموت قال: انظروا أصبحنا؟ قال: فأتي فقيل: لم نصبح حتى أتى في بعض ذلك فقيل له: قد أصبحت.

فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها النار، مرحباً بالموت مرحباً، زائر مغب، حبيب جاء على فاقة، اللهم إني قد كنت أخافك وأن اليوم أرجوك، إنك لتعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري النهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.

اتفق أهل التاريخ أن معاذاً رضي الله عنه مات في طاعون عمواس يناحية الأردن من الشام سنة ثماني عشرة، واختلفوا في عمره على قولين أحدهما ثمان وثلاثون سنة، والثاني ثلاث وثلاثون.

وعن سعيد بن المسيب قال رُفع عيسى بن مريم وهو ابن ثلاث وثلاثين، ومات معاذ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.

وعن سعيد بن المسيب قال قبض معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث وثلاثين أو أربع وثلاثين سنة.