: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

20 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ وَرْقَاءَ ، . قَالَ الشَّيْخُ أَبُو نُعَيْمٍ : وَالصَّوَابُ وَفَاءُ بْنُ إِيَاسٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ : لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِلَى فِرْعَوْنَ قَالَ : لَا يَغُرَّنَكُمَا لِبَاسُهُ الَّذِي أَلْبَسْتُهُ , فَإِنَّ نَاصِيَتَهُ بِيَدِي , فَلَا يَنْطِقُ وَلَا يَطْرِفُ إِلَّا بِإِذْنِي , وَلَا يَغُرَّنَكُمَا مَا مُتِّعَ بِهِ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَةِ الْمُتْرَفِينَ , فَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُزَيِّنَكُمَا مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ يَعْرِفُ فِرْعَوْنُ أَنَّ قُدْرَتَهُ تَعْجِزُ عَنْ ذَلِكَ لَفَعَلْتُ , وَلَيْسَ ذَلِكَ لِهَوَانِكُمَا عَلِي , وَلَكِنِّي أَلْبَسْتُكُمَا نَصِيبَكُمَا مِنَ الْكَرَامَةِ عَلَى أَنْ لَا تُنْقِصَكُمَا الدُّنْيَا شَيْئًا , وَإِنِّي لَأَذُودُ أَوْلِيَائِي عَنِ الدُّنْيَا كَمَا يَذُودُ الرَّاعِي إِبِلَهُ عَنْ مَبَارِكِ الْعُرَّةِ ، وَإِنِّي لَأُجَنِّبُهُمْ زَهْرَتَهَا كَمَا يُجَنِّبُ الرَّاعِي إِبِلَهُ عَنْ مَرَاتِعِ الْهَلَكَةِ ، أُرِيدُ أَنْ أُنَوِّرَ بِذَلِكَ مَرَاتِبَهُمْ , وَأُطَهِّرَ بِذَلِكَ قُلُوبَهُمْ , فِي سِيمَاهُمُ الَّذِي يُعْرَفُونَ بِهِ , وَأَمْرِهِمُ الَّذِي يَفْتَخِرُونَ بِهِ , وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ أَخَافَ لِي وَلِيًّا , فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْعَدَاوَةِ , وَأَنا الثَّائِرُ لِأَوْلِيَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

21 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلُّوَيْهِ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا . وَحَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ ، قال حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، قال حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ ، يَقُولُ : لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ إِلَى فِرْعَوْنَ قَالَ : لَا يُعْجِبَنَّكُمَا زِينَتُهُ وَلَا مَا مُتِّعَ بِهِ , وَلَا تَمُدَّا أَعْيُنَكُمَا إِلَى ذَلِكَ , فَإِنَّهَا زَهْرَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَةُ الْمُتْرَفِينَ , فَإِنِّي لَوْ شِئْتُ أَنْ أُزَيِّنَكُمَا مِنَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ لِيَعْلَمَ فِرْعَوْنُ حِينَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا أَنَّ مَقْدِرَتَهُ تَعْجِزُ عَنْ مِثْلِ مَا أُوتِيتُمَا لَفَعَلْتُ , وَلَكِنِّي أَرْغَبُ بِكُمَا عَنْ ذَلِكَ وَأَزْوِيهِ عَنْكُمَا , وَكَذَلِكَ أَفْعَلُ بِأَوْلِيَائِي , وَقَدِيمًا مَا خِرْتُ لَهُمْ فِي ذَلِكَ , فَإِنِّي لَأَذُودُهُمْ عَنْ نَعِيمِهَا وَرَخَائِهَا كَمَا يَذُودُ الرَّاعِي الشَّفِيقُ غَنَمَهُ عَنْ مَرَاتِعِ الْهَلَكَةِ , وَإِنِّي لَأُجَنِّبُهُمْ سَلْوَتَهَا وَعِيشَتَهَا كَمَا يُجَنِّبُ الرَّاعِي الشَّفِيقُ إِبِلَهُ عَنْ مَبَارَكِ الْعُرَّةِ , وَمَا ذَلِكَ لِهَوَانِهِمْ عَلَيَّ , وَلَكِنْ لِيَسْتَكْمِلُوا نَصِيبَهُمْ مِنْ كَرَامَتِي سَالِمًا مَوْفُورًا , لَمْ تَكْلَمْهُ الدُّنْيَا وَلَمْ يُطْغِهِ الْهَوَى , وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ يَتَزَيَّنَ الْعِبَادُ بِزِينَةٍ أَبْلَغَ فِيمَا عِنْدِي مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا , فَإِنَّهَا زِينَةُ الْمُتَّقِينَ , عَلَيْهِمْ مِنْهَا لِبَاسٌ يُعْرَفُونَ بِهِ مِنَ السَّكِينَةِ وَالْخُشُوعِ , سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ , أُولَئِكَ هُمْ أَوْلِيَائِي حَقًّا حَقًّا , فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ , وَذَلِّلْ لَهُمْ قَلْبَكَ وَلِسَانَكَ , وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا أَوْ أَخَافَهُ فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ وَبَادَأَنِي , وَعَرَّضَ لِي نَفْسَهُ وَدَعَانِي إِلَيْهَا , وَأَنَا أَسْرَعُ شَيْءٍ إِلَى نُصْرَةِ أَوْلِيَائِي , أَفَيَظُنُّ الَّذِي يُحَارِبُنِي أَنْ يَقُومَ لِي ؟ أَوْ يَظُنُّ الَّذِي يُعَادِينِي أَنْ يُعْجِزَنِي ؟ أَوْ يَظُنُّ الَّذِي يُبَارِزُنِي أَنْ يَسْبِقَنِي أَوْ يَفُوتَنِي ؟ فَكَيْفَ وَأَنَا الثَّائِرُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ؟ لَا أَكِلُ نُصْرَتَهُمْ إِلَى غَيْرِي . زَادَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى فِي حَدِيثِهِ : فَاعْلَمْ يَا مُوسَى أَنَّ أَوْلِيَائِي الَّذِينَ أَشْعَرُوا قُلُوبَهُمْ خَوْفِي , فَيَظْهَرُ عَلَى أَجْسَادِهِمْ فِي لِبَاسِهِمْ وَجَهْدِهِمُ الَّذِي يَفُوزُونَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَأَمَلُهُمُ الَّذِي بِهِ يُذْكَرُونَ , وَسِيمَاهُمُ الَّذِي بِهِ يُعْرَفُونَ , فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَذَلِّلْ لَهُمْ نَفْسَكَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

22 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يُوسُفَ الشِكْلِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الْبَارِي : قُلْتُ لِذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ : صِفْ لِيَ الْأَبْدَالَ , فَقَالَ : إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ دَيَاجِي الظُّلَمِ ، لَأَكْشِفَنَّهَا لَكَ عَبْدَ الْبَارِي , هُمْ قَوْمٌ ذَكَرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِقُلُوبِهِمْ تَعْظِيمًا لِرَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ لِمَعْرِفَتِهِمْ بِجَلَالِهِ فَهُمْ حُجَجُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ , أَلْبَسَهُمُ النُّورَ السَّاطِعَ مِنْ مَحَبَّتِهِ , وَرَفَعَ لَهُمْ أَعْلَامَ الْهِدَايَةِ إِلَى مُوَاصَلَتِهِ , وَأَقَامَهُمْ مَقَامَ الْأَبْطَالِ لِإِرَادَتِهِ , وَأَفْرَغَ عَلَيْهِمُ الصَّبْرَ عَنْ مُخَالَفَتِهِ , وَطَهَّرَ أَبْدَانَهُمْ بِمُرَاقَبَتِهِ , وَطَيَّبَهُمْ بِطِيبِ أَهْلِ مُجَامَلَتِهِ , وَكَسَاهُمْ حُلَلًا مِنْ نَسْجِ مَوَدَّتِهِ , وَوَضَعَ عَلَى رُءُوسِهِمْ تِيجَانَ مَسَرَّتِهِ , ثُمَّ أَوْدَعَ الْقُلُوبَ مِنْ ذَخَائِرِ الْغُيُوبِ , فَهِيَ مُعَلَّقَةٌ بِمُوَاصَلَتِهِ , فَهُمُومُهُمْ إِلَيْهِ ثَائِرَةٌ , وَأَعْيُنُهُمْ إِلَيْهِ بِالْغَيْبِ نَاظِرَةٌ , قَدْ أَقَامَهُمْ عَلَى بَابِ النَّظَرِ مِنْ قُرْبِهِ , وَأَجْلَسَهُمْ عَلَى كَرَاسِي أَطِبَّاءِ أَهْلِ مَعْرِفَتِهِ , ثُمَّ قَالَ : إِنْ أَتَاكُمْ عَلِيلٌ مِنْ فَقْرِي فَدَاوُوهُ , أَوْ مَرِيضٌ مِنْ فُرَاقِي فَعَالِجُوهُ , أَوْ خَائِفٌ مِنِّي فَأَمِّنُوهُ , أَوْ آمِنٌ مِنِّي فَحَذَّرُوهُ , أَوْ رَاغِبٌ فِي مُوَاصَلَتِي فَهَنُّوهُ , أَوْ رَاحِلٌ نَحْوِي فَزَوِّدُوهُ , أَوْ جَبَانٌ فِي مُتَاجَرَتِي فَشَجِّعُوهُ , أَوْ آيِسٌ مِنْ فَضْلِي فُعِدُوهُ , أَوْ رَاجٍ لِإِحْسَانِي فَبَشِّرُوهُ , أَوْ حَسَنُ الظَّنِّ بِي فَبَاسِطُوهُ , أَوْ مُحِبٌّ لِي فَوَاظِبُوهُ , أَوْ مُعَظِمٌ لِقَدْرِي فَعَظِّمُوهُ , أَوْ مُسْتَوْصِفُكُمْ نَحْوِي فَأَرْشِدُوهُ , أَوْ مُسِيءٌ بَعْدَ إِحْسَانٍ فَعَاتِبُوهُ , وَمَنْ وَاصَلَكُمْ فِيَّ فَوَاصِلُوهُ , وَمَنْ غَابَ عَنْكُمْ فَافْتَقِدُوهُ , وَمَنْ أَلْزَمَكُمْ جِنَايَةً فَاحْتَمِلُوهُ , وَمَنْ قَصَّرَ فِي وَاجِبِ حَقِّي فَاتْرُكُوهُ , وَمَنْ أَخْطَأَ خَطِيئَةً فَنَاصِحُوهُ , وَمَنْ مَرِضَ مِنْ أَوْلِيَائِي فَعُودُوهُ , وَمَنْ حَزِنَ فَبَشِّرُوهُ , وَإِنِ اسْتَجَارَ بِكُمْ مَلْهُوفٌ فَأَجِيرُوهُ , يَا أَوْلِيَائِي لَكُمْ عَاتَبْتُ , وَفِي إِيَّاكُمْ رَغِبْتُ , وَمِنْكُمُ الْوَفَاءُ طَلَبْتُ , وَلَكُمُ اصْطَفَيْتُ وَانْتَخَبْتُ , وَلَكُمُ اسْتَخْدَمْتُ وَاخْتَصَصْتُ , لِأَنِّي لَا أُحِبُّ اسْتِخْدَامَ الْجَبَّارِينَ , وَلَا مُوَاصَلَةَ الْمُتَكَبِّرِينَ , وَلَا مُصَافَاةَ الْمُخَلِّطِينَ , وَلَا مُجَاوَبَةَ الْمُخَادِعِينَ , وَلَا قُرْبَ الْمُعْجِبِينَ , وَلَا مُجَالَسَةَ الْبَطَّالِينَ , وَلَا مُوَالَاةَ الشَّرِهِينَ . يَا أَوْلِيَائِي جَزَائِي لَكُمْ أَفْضَلُ الْجَزَاءِ , وَعَطَائِي لَكُمْ أَجْزَلُ الْعَطَاءِ , وَبَذْلِي لَكُمْ أَفْضَلُ الْبَذْلِ , وَفَضْلِي عَلَيْكُمْ أَكْثَرُ الْفَضْلِ , وَمُعَامَلَتِي لَكُمْ أَوَفَى الْمُعَامَلَةِ , وَمُطَالَبَتِي لَكُمْ أَشَدُّ الْمُطَالَبَةِ , أَنَا مُجْتَنِي الْقُلُوبِ , وَأَنَا عَلَّامُ الْغُيُوبِ ، وَأَنَا مُرَاقِبُ الْحَرَكَاتِ ، وَأَنَا مُلَاحِظُ اللَّحَظَاتِ ، أَنَا الْمُشْرِفُ عَلَى الْخَوَاطِرِ , أَنَا الْعَالِمُ بِمَجَالِ الْفِكْرِ , فَكُونُوا دُعَاةً إِلَيَّ , لَا يُفْزِعْكُمْ ذُو سُلْطَانٍ سُوَائِي , فَمَنْ عَادَاكُمْ عَادَيْتُهُ , وَمَنْ وَالَاكُمْ وَالَيْتُهُ , وَمَنْ آَذَاكُمْ أَهْلَكْتُهُ , وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكُمْ جَازَيْتُهُ , وَمَنْ هَجَرَكُمْ قَلَيْتُهُ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهُمُ الشَّغِفُونَ بِهِ وَبِوِدِّهِ , وَالْكَلِفُونَ بِخِطَابِهِ وَعَهْدِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

23 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَدَايِنِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : يَا رَبِّ أَخْبِرْنِي بِأَكْرَمِ خَلْقِكَ عَلَيْكَ , قَالَ : الَّذِي يُسْرِعُ إِلَى هَوَايَ إِسْرَاعَ النِّسْرِ إِلَى هَوَاهُ , وَالَّذِي يَكَلَفْ بِعِبَادِي الصَّالِحِينَ كَمَا يَكْلَفُ الصَّبِيُّ بِالنَّاسِ , وَالَّذِي يَغْضَبُ إِذَا انْتُهِكَتْ مَحَارِمِي غَضَبَ النَّمِرِ لِنَفْسِهِ , فَإِنَّ النَّمِرَ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُبَالِ أَقَلَّ النَّاسُ أَمْ كَثُرُوا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

24 حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَصْقَلَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَنَّاطُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَيْضِ ذُو النُّونِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيُّ ، قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَصَفْوَةً مِنْ خَلْقِهِ , وَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَخِيَرَةً , فَقِيلَ لَهُ : يَا أَبَا الْفَيْضِ فَمَا عَلَامَتُهُمْ ؟ قَالَ : إِذَا خَلَعَ الْعَبْدُ الرَّاحَةَ , وَأَعْطَى الْمَجْهُودَ فِي الطَّاعَةِ , وَأَحَبَّ سُقُوطَ الْمَنْزِلَةِ . ثُمَّ قَالَ :
مَنَعَ الْقُرَانُ بِوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ
مُقَلَ الْعُيُونِ بِلَيْلِهَا أَنْ تَهْجَعَا

فَهِمُوا عَنِ الْمَلِكِ الْكَرِيمِ كَلَامَهُ
فَهْمًا تَذِلُّ لَهُ الرِّقَابُ وَتَخْضَعَا
وَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ فِي الْمَجْلِسِ حَاضِرًا : يَا أَبَا الْفَيْضِ مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ فَقَالَ : وَيْحَكَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ جَعَلُوا الرُّكَبَ لِجِبَاهِهِمْ وِسَادًا , وَالتُّرَابَ لِجُنُوبِهِمْ مِهَادًا , هَؤُلَاءِ قَوْمٌ خَالَطَ الْقُرْآنُ لُحُومَهُمْ وَدِمَاءَهُمْ فَعَزَلَهُمْ عَنِ الْأَزْوَاجِ ، وَحَرَّكَهُمْ بِالْإِدْلَاجِ فَوَضَعُوهُ عَلَى أَفْئِدَتِهِمْ فَانْفَرَجَتْ , وَضَمُّوهُ إِلَى صُدُورِهِمْ فَانْشَرَحَتْ , وَتَصَدَّعَتْ هِمَمُهُمْ بِهِ فَكَدَحَتْ , فَجَعَلُوهُ لِظُلْمَتِهِمْ سِرَاجًا , وَلِنَوْمِهِمْ مِهَادًا , وَلِسَبِيلِهِمْ مِنْهَاجًا , وَلِحُجَّتِهِمْ إِفْلَاجًا , يَفْرَحُ النَّاسُ وَيَحْزَنُونَ , وَيَنَامُ النَّاسُ وَيَسْهَرُونَ , وَيُفْطِرُ النَّاسُ وَيَصُومُونَ , وَيَأْمَنُ النَّاسُ وَيَخَافُونَ , فَهُمْ خَائِفُونَ , حَذِرُونَ , وَجِلُونَ , مُشْفِقُونَ , مُشَمِّرُونَ , يُبَادِرُونَ مِنَ الْفَوْتِ , وَيَسْتَعِدُّونَ لِلْمَوْتِ , لَمْ يَتَصَغَّرْ جَسِيمُ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ لِعِظَمِ مَا يَخَافُونَ مِنَ الْعَذَابِ , وَخَطَرِ مَا يُوعَدُونَ مِنَ الثَّوَابِ , دَرَجُوا عَلَى شَرَائِعِ الْقُرْآنِ , وَتَخَلَّصُوا بِخَالِصِ الْقُرْبَانِ , وَاسْتَنَارُوا بِنُورِ الرَّحْمَنِ , فَمَا لَبِثُوا أَنْ أَنْجَزَ لَهُمُ الْقُرْآنُ مَوْعُودَهُ , وَأَوْفَى لَهُمْ عُهُودَهُمْ , وَأَحَلَّهُمْ سُعُودَهُ , وَأَجَارَهُمْ وَعِيدَهُ , فَنَالُوا بِهِ الرَّغَائِبَ , وَعَانَقُوا بِهِ الْكَوَاعِبَ , وَأَمِنُوا بِهِ الْعَوَاطِبَ , وَحَذِرُوا بِهِ الْعَوَاقِبَ , لِأَنَّهُمْ فَارَقُوا بَهْجَةَ الدُّنْيَا بِعَيْنٍ قَالِيَةٍ , وَنَظَرُوا إِلَى ثَوَابِ الْآخِرَةِ بِعَيْنٍ رَاضِيَةٍ , وَاشْتَرَوُا الْبَاقِيَةَ بِالْفَانِيَةِ , فَنِعْمَ مَا اتَّجَرُوا رَبِحُوا الدَّارَيْنِ , وَجَمَعُوا الْخَيْرَيْنِ , وَاسْتَكْمَلُوا الْفَضْلَيْنِ , بَلَغُوا أَفْضَلَ الْمَنَازِلَ بِصَبْرِ أَيَّامٍ قَلَائِلَ , قَطَعُوا الْأَيَّامَ بِالْيَسِيرِ ، حِذَارَ يَوْمٍ قَمْطَرِيرٍ , وَسَارَعُوا فِي الْمُهْلَةِ , وَبَادَرُوا خَوْفَ حَوَادِثِ السَّاعَاتِ , وَلَمْ يَرْكَبُوا أَيَّامَهُمْ بِاللَّهْوِ وَاللَّذَّاتِ , بَلْ خَاضُوا الْغَمَرَاتِ لِلْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ , أَوْهَنَ وَاللَّهِ قُوَّتَهُمُ التَّعَبُ , وَغَيَّرَ أَلْوَانَهُمُ النَّصَبُ , وَذَكَرُوا نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ , مُسَارِعِينَ إِلَى الْخَيْرَاتِ , مُنْقَطِعِينَ عَنِ اللَّهَوَاتِ ، بَرِيئُونَ مِنَ الرِّيَبِ وَالْخَنَا , فَهُمْ خُرْسٌ فُصَحَاءُ , وَعُمْيٌ بُصَرَاءُ , فَعَنْهُمْ تَقْصُرُ الصِّفَاتُ , وَبِهِمْ تُدْفَعُ النَّقَمَاتُ , وَعَلَيْهِمْ تَنْزِلُ الْبَرَكَاتُ , فَهُمْ أَحْلَى النَّاسِ مَنْطِقًا وَمَذَاقًا , وَأَوْفَى النَّاسِ عَهْدًا وَمِيثَاقًا , سِرَاجُ الْعِبَادِ , وَمَنَارُ الْبِلَادِ , مَصَابِيحُ الدُّجَى , وَمَعَادِنُ الرَّحْمَةِ , وَمَنَابِعُ الْحِكْمَةِ , وَقَوَامُ الْأُمَّةِ , تَجَافَتْ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ , فَهُمْ أَقْبَلُ النَّاسِ لِلْمَعْذِرَةِ , وَأَصْفَحَهُمْ لِلْمَغْفِرَةِ , وَأَسْمَحَهُمْ بِالْعَطِيَّةِ , فَنَظَرُوا إِلَى ثَوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَنْفُسٍ تَائِقَةٍ , وَعُيُونٍ رَامِقَةٍ , وَأَعْمَالٍ مُوَافِقَةٍ , فَحَلُّوا عَنِ الدُّنْيَا مَطِيِّ رِحَالِهِمْ , وَقَطَعُوا مِنْهَا حِبَالَ آمَالِهِمْ , لَمْ يَدَعْ لَهُمْ خَوْفُ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَمْوَالِهِمْ تَلِيدًا وَلَا عَتِيدًا , فَتَرَاهُمْ لَمْ يَشْتَهُوا مِنَ الْأَمْوَالِ كُنُوزَهَا , وَلَا مِنَ الْأَوْبَارِ خُزُوزَهَا , وَلَا مِنَ الْمَطَاءِ عَزِيزَهَا , وَلَا مِنَ الْقُصُورِ مَشِيدَهَا , بَلَى وَلَكِنَّهُمْ نَظَرُوا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمْ وَإِلْهَامِهِ إِيَّاهُمْ , فَحَرَّكَهُمْ مَا عَرَفُوا بِصَبْرِ أَيَّامٍ قَلَائِلَ , فَضَمُّوا أَبْدَانَهُمْ عَنِ الْمَحَارِمِ , وَكَفُّوا أَيْدِيَهُمْ عَنْ أَلْوَانِ الْمَطَاعِمِ ، وَهَرَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنِ الْمَآثِمِ ، فَسَلَكُوا مِنَ السَّبِيلِ رَشَادَهُ , وَمَهَّدُوا لِلرَّشَادِ مِهَادَهُ , فَشَارَكُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ , عَزُّوا عَنِ الرَّزَايَا وَغُصَصِ الْمَنَايَا , هَابُوا الْمَوْتَ وَسَكَرَاتِهِ وَكُرْبَاتِهِ وَفَجَعَاتِهِ , وَمِنَ الْقَبْرِ وَضِيقِهِ , وَمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ , وَمِنِ ابْتِدَارِهِمَا وَانْتِهَارِهِمَا وَسُؤَالِهِمَا , وَمِنَ الْمَقَامِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ , وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو نُعَيْمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهُمْ مَصَابِيحُ الدُّجَى , وَيَنَابِيعُ الرُّشْدِ وَالْحِجَى , خُصُّوا بِخَفِيِّ الِاخْتِصَاصِ , وَنُقُّوا مِنَ التَّصَنُّعِ بِالْإِخْلَاصِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

25 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، فِي جَمَاعَةٍ , قَالُوا : حدثنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ ، قال حدثنا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ ، قال حدثنا أَبُو قَحْذَمٍ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : مَرَّ عُمَرُ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَهُوَ يَبْكِي , فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا مُعَاذُ ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْأَتْقِيَاءُ الْأَخْفِيَاءُ , الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا , وَإِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا , أُولَئِكَ هُمْ أَئِمَّةُ الْهُدَى , وَمَصَابِيحُ الْعِلْمِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

26 حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ السِّنْجَارِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي : شَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا فَقَالَ : طُوبَى لِلْمُخْلِصِينَ , أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى تَتَجَلَّى عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ ظَلْمَاءُ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهُمُ الْوَاصِلُونَ بِالْحَبْلِ , وَالْبَاذِلُونَ لِلْفَضْلِ , وَالْحَاكِمُونَ بِالْعَدْلِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

27 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَدْرُونَ مَنِ السَّابِقُونَ إِلَى ظِلِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : الَّذِينَ إِذَا أُعْطُوا الْحَقَّ قَبِلُوهُ , وَإِذَا سُئِلُوهُ بَذَلُوهُ , وَحَكَمُوا لِلنَّاسِ كَحُكْمِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ ، مِثْلَهُ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهُمُ الْمُنبَسِطُونَ جَهْرًا , الْمُنْقَبِضُونَ سِرًّا , يَبْسُطُهُمْ رُوحُ الِارْتِيَاحِ وَالِاشْتِيَاقِ , وَيُقْلِقُهُمْ خَوْفُ الْقَطِيعَةِ وَالْفِرَاقِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

28 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ مِنْ خِيَارِ أُمَّتِي - فِيمَا نَبَّأَنِي الْمَلَأُ الْأَعْلَى فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى - قَوْمًا يَضْحَكُونَ جَهْرًا مِنْ سَعَةِ رَحْمَةِ رَبِّهِمْ , وَيَبْكُونَ سِرًّا مِنْ خَوْفِ شِدَّةِ عَذَابِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ , يَذْكُرُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ فِي بُيُوتِهِ الطَّيِّبَةِ , وَيَدْعُونَهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ رَغَبًا وَرَهَبًا , وَيَسْأَلُونَهُ بِأَيْدِيهِمْ خَفْضًا وَرَفْعًا , وَيَشْتَاقُونَ إِلَيْهِ بِقُلُوبِهِمْ عَوْدًا وَبَدْءًا , مَؤُونَتُهُمْ عَلَى النَّاسِ خَفِيفَةٌ , وَعَلَى أَنْفُسِهِمْ ثَقِيلَةٌ , يَدِبُّونَ فِي الْأَرْضِ حُفَاةً عَلَى أَقْدَامِهِمْ دَبِيبَ النَّمْلِ بِغَيْرِ مَرَحٍ , وَلَا بَذَخٍ , وَلَا مُثْلَةٍ , يَمْشُونَ بِالسَّكِينَةِ , وَيَتَقَرَّبُونَ بِالْوَسِيلَةِ , يَلْبَسُونَ الْخُلْقَانَ , وَيَتَّبِعُونَ الْبُرْهَانَ , وَيَتْلُونَ الْفُرْقَانَ , وَيُقَرِّبُونَ الْقُرْبَانَ , عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى شُهُودٌ حَاضِرَةٌ , وَأَعْيُنٌ حَافِظَةٌ , وَنِعَمٌ ظَاهِرَةٌ , يَتَوَسَّمُونَ الْعِبَادَ , وَيَتَفَكَّرُونَ فِي الْبِلَادِ , أَجْسَادُهُمْ فِي الْأَرْضِ وَأَعْيُنُهُمْ فِي السَّمَاءِ , أَقْدَامُهُمْ فِي الْأَرْضِ وَقُلُوبُهُمْ فِي السَّمَاءِ , وَأَنْفُسُهُمْ فِي الْأَرْضِ وَأَفْئِدَتُهُمْ عِنْدَ الْعَرْشِ , أَرْوَاحُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَعُقُولُهُمْ فِي الْآخِرَةِ , لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلَّا أَمَامُهُمْ , قُبُورُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَمُقَامُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ , ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : { ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدْ } قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهُمُ الْمُبَادِرُونَ إِلَى الْحُقُوقِ مِنْ غَيْرِ تَسْوِيفٍ , وَالْمُوفُونَ الطَّاعَاتِ مِنْ غَيْرِ تَطْفِيفٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

29 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْأَيْلِيُّ ، حدثنا عُمَرُ بْنُ يَحْيَى الْأَيْلِيُّ ، حدثنا حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ اللَّهِ ثَلَاثًا : إِذَا رَأَى حَقًّا مِنْ حُقُوقِ اللَّهِ لَمْ يُؤَخِّرْهُ إِلَى أَيَّامٍ لَا يُدْرِكُهَا , وَأَنْ يَعْمَلَ الْعَمَلَ الصَّالِحَ الْعَلَانِيَةَ عَلَى قِوَامٍ مِنْ عَمَلِهِ فِي السَّرِيرَةِ , وَهُوَ يَجْمَعُ مَعَ مَا يَعْمَلُ صَلَاحَ مَا يَأْمَلُ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَهَكَذَا وَلِيُّ اللَّهِ وَعَدَّدَ بِيَدِهِ ثَلَاثًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،