الزُّهْرِيُّ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَصْغَرُ بْنُ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ الأَكْبَرِ بْنِ شِهَابٍ وَيُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ
8585 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ , قَالَ : كَانَ عَمِّي الزُّهْرِيُّ قَدِ اتَّعَدَ هُوَ وَابْنُ هِشَامٍ إِنْ مَاتَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يَلْحَقَا بِجَبَلِ الدُّخَانِ , فَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ قَبْلَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِأَشْهُرٍ وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَتَلَهَّفُ لَوْ قُبِضَ عَلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وُلِدَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ فِي آخِرِ خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَتْ فِيهَا عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , وَكَانَ الزُّهْرِيُّ قَدْ قَدِمَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ إِلَى أَمْوَالِهِ بثلبة بِشَغْبٍ وَبَدَا , فَأَقَامَ فِيهَا , فَمَرِضَ هُنَاكَ فَمَاتَ فَأَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَمَاتَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
8577 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ : دَخَلَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَلَى الزُّهْرِيِّ , وَعَيْنَا الزُّهْرِيِّ بِهِمَا رُطُوبَةٌ ، وَهُوَ مُنْكَبٌّ , عَلَى وَجْهِهِ خِرْقَةٌ سَوْدَاءُ , فَقَالاَ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ فَقَالَ : لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا مُعْتَلٌّ مِنْ عَيْنِي , فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: جِئْنَاكَ لِنَعْرِضَ عَلَيْكَ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِكَ . فَقَالَ : لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَأَنَا مُعْتَلٌّ . فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: اللَّهُمَّ غَفْرًا , وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَصْنَعُ بِكَ هَذَا حِينَ كُنَّا نَأْتِي سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ , ثُمَّ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: اقْرَأْ يَا مَالِكُ فَرَأَيْتُ مَالِكًا يَقْرَأُ عَلَيْهِ. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ : حَسْبُكَ عَافَاكَ اللَّهُ ثُمَّ عَادَ عُبَيْدُ اللهِ فَقَرَأَ , قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَرَأَيْتُ مَالِكًا يَقْرَأُ عَلَى الزُّهْرِيِّ.
8574 أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , قَالَ : قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ : زَعَمُوا أَنَّكَ لاَ تُحَدِّثُ عَنِ الْمَوَالِي ؟ فَقَالَ : إِنِّي لأُحَدِّثُ عَنْهُمْ , وَلَكِنِّي إِذَا وَجَدْتُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ أَتَّكِئُ عَلَيْهِمْ , فَمَا أَصْنَعُ بِغَيْرِهِمْ. قَالَ مَعْمَرٌ : وَكُنَّا نَرَى أَنَّا قَدْ أَكْثَرَنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ , فَإِذَا الدَّفَاتِرُ قَدْ حُمِلَتْ عَلَى الدَّوَابِّ مِنْ خِزَانَتِهِ يَعْنِي مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ : وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : إِنْ كُنْتُ لآتِي بَابَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَجْلِسُ ثُمَّ أَنْصَرِفُ ، وَلَوْ أَشَاءُ أَنْ أَدْخُلَ لَدَخَلْتُ ، إِعْظَامًا لَهُ. قَالَ : وَكَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ مِثْلَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ , فِي أَصْحَابِهِ يَرْوِي عَنْهُ عُرْوَةُ وَسَالِمٌ الشَّيْءَ كَذَاكَ.قَالَ : وَأَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرُّصَافَةِ , فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ. قَالَ : فَكَانَ يُلْقِي عَلَيَّ. قَالَ : وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَةُ ابْنِ الْمُسَيَّبِ ثَمَانِي سِنِينَ. قَالَ : وَحَجَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا مَعَهُ فَجَاءَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لَيْلاَّ , وَهُوَ فِي خَوْفِهِ فَدَخَلَ عَلَيَّ مَنْزِلِي , فَقَالَ : هَلْ تَخَافُ عَلَيَّ صَاحِبَكَ ؟ فَقُلْتُ : لاَ ، بَلِ ائْمَنْ. قَالَ : وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : نُخْرِجُ الْحَدِيثَ شِبْرًا فَيَرْجَعُ ذِرَاعًا يَعْنِي مِنَ الْعِرَاقِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِذَا وَغَلَ الْحَدِيثُ هُنَاكَ فَرُوَيْدًا بِهِ. قَالَ : وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ فِي وَجْهِهِ قَطُّ , وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ حَمَّادٍ فِي وَجْهِهِ قَطُّ. قَالَ مَعْمَرٌ : وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ رَجُلاَّ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ وَعَرَضَ عَلَيْهِ كِتَابًا مِنْ عِلْمٍ , فَقَالَ : أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ , فَمَنْ يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي ؟. قَالَ : وَرَأَيْتُ أَيُّوبَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْعِلْمَ فَيُجِيزُهُ وَكَانَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ لاَ يَرَى بِالْعِرَاضَةِ بَأْسًا.
8572 أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , قَالَ : أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ , قَالَ : اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ , فَقُلْنَا: نَكْتُبُ السُّنَنَ , فَكَتَبْنَا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ثُمَّ قَالَ الزُّهْرِيُّ : نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ , فَإِنَّهُ سُنَّةٌ , قَالَ : فَقُلْتُ أَنَا : لاَ لَيْسَ بِسُنَّةٍ لاَ نَكْتُبُهُ , قَالَ : فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ. قَالَ : وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ أَبِي : مَا سَبَقَنَا ابْنُ شِهَابٍ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ أَنَّا كُنَّا نَأْتِي فَيَسْتَنْتِلُ وَيَشُدُّ ثَوْبَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَيَسْأَلُ عَمَّا يُرِيدُ وَكُنَّا تَمْنَعُنَا الْحَدَاثَةُ.
8568 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ , قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ : كُنْتُ أَطُوفُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ , وَمَعَ ابْنِ شِهَابٍ الأَلْوَاحُ وَالصُّحُفُ . قَالَ : فَكُنَّا نَضْحَكُ بِهِ , قَالَ : وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : لَوْلاَ أَحَادِيثُ سَالَتْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَشْرِقِ نُنْكِرُهَا لاَ نَعْرِفُهَا , مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا وَلا أَذِنْتَ فِي كِتَابِهِ.