مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهُدَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عُمَرَ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَالْمُنْكَدِرَ , وَعَبْدَ اللهِ , وَيُوسُفَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَدَاوُدَ لأُمِّ وَلَدٍ
8597 قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنِي الْحُرُّ بْنُ يَزِيدَ الْحَذَّاءُ , قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قد ضاق فَبَيْنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ شَطْرَ اللَّيْلِ إِلَى أَنْ أَتَاهُ آتٍ فَوَضَعَ عَلَى نَعْلِهِ خَمْسِينَ دِينَارًا , فَأَخَذَهَا وَحَمِدَ اللَّهَ , وَانْصَرَفَ صَفْوَانُ إِلَى بَيْتِهِ فَقَالَ لِمَوْلاَتِهِ سَلاَّمَةَ : إِنَّ أَخِي مُحَمَّدًا أَمْسَى مَضِيقًا اذْهَبِي إِلَيْهِ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ , فَإِنَّهُ يَكْفِينَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهَا خَمْسَةً , أَوْ أَرْبَعَةً , فَقَالَتْ : السَّاعَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , إِنَّكِ تَجِدِينَهُ السَّاعَةَ فِي مِحْرَابِهِ يَسْأَلُ اللَّهَ , يَقُولُ : ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ , وَكَيْفَ شِئْتَ , وَأَنَّى شِئْتَ . قَالَ : فَتَخْرُجُ بِسِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا أَوْ بِخَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ دِينَارًا , فَأَتَتْهُ بِهَا , فَوَقَفَتْ تَسْمَعُ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِهَا مِنْ حَيْثُ شِئْتَ , وَأَنَّى شِئْتَ , وَكَيْفَ شِئْتَ , مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ يَا إِلَهِي , قَالَتْ : فَدَقَقْتُ البَابَ عَلَيْهِ , فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ , فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ.
8596 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنَا مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : أَوْدَعَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ مِئَةَ دِينَارٍ , وَخَرَجَ إِلَى الثَّغْرِ , وَقَالَ مُحَمَّدٌ لِلْيَمَانِيِّ : إِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا اسْتَنْفَقْنَاهَا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَاسْتَنْفَقَهَا مُحَمَّدٌ ، وَقَدِمَ الرَّجُلُ ، وَهُوَ يُرِيدُ الاِنْطِلاَقَ إِلَى الْيَمَنِ , وَلَيْسَتْ عِنْدَ مُحَمَّدٍ , فَقَالَ لَهُ: مَتَى تُرِيدُ الاِنْطِلاَقَ ؟ فَقَالَ : غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَاتَ فِيهِ حَتَّى أَسْحَرَ يَدْعُو اللَّهَ فِي هَذِهِ الدَّنَانِيرِ يَأْتِيهِ بِهَا كَيْفَ شَاءَ , وَمِنْ حَيْثُ شَاءَ , فَأَتَى بِهَا آتٍ ، وَهُوَ سَاجِدٌ فِي صُرَّةٍ , فَوَضَعَهَا فِي نَعْلِهِ , ثُمَّ أَلْمَسَهَا يَدَهُ , فَإِذَا صُرَّةٌ فِيهَا مِئَةُ دِينَارٍ , فَحَمِدَ اللَّهَ , وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ , فَلَمَّا أَصْبَحَ دَفَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فْأَصْحَابُنَا يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الَّذِيَ وَضَعَهَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرٍ , وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا.
8593 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ , قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , قَالَ : كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ رُبَّمَا قَامَ اللَّيْلَ يُصَلِّي , وَيَقُولُ : كَمْ مِنْ عَيْنٍ الآنَ سَاهِرَةٍ فِي رِزْقِي. قَالَ : وَكَانَ لَهُ جَارٌ مُبْتَلًى , قَالَ : فَكَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ مِنَ اللَّيْلِ يَصِيحُ , قَالَ : فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَمْدِ , قَالَ : فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ: فَقَالَ : يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبَلاَءِ , وَأَرْفَعُ صَوْتِي بِالنِّعْمَةِ.
8588 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْعَبْدِيُّ , قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ , قَالَ : دَخَلَ الْمُنْكَدِرُ عَلَى عَائِشَةَ , فَقَالَ : إِنِّي قَدْ أَصَابَتْنِي حَاجَةٌ فَأَعِينِينِي فَقَالَتْ : مَا عِنْدِي شَيْءٌ , لَوْ كَانَتْ عِنْدِي عَشَرَةُ آلاَفٍ لَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ , فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدَهَا جَاءَتْهَا عَشَرَةُ آلاَفٍ مِنْ عِنْدِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ , فَقَالَتْ : مَا أَوْشَكَ مَا ابْتُلِيتُ قَالَ : ثُمَّ أَرْسَلَتْ فِي إِثْرِهِ , فَدَفَعَتْهَا إِلَيْهِ , فَدَخَلَ السُّوقَ فَاشْتَرَى جَارِيَةً بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ , فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلاَثَةً فَكَانُوا عَبَّادَ الْمَدِينَةِ مُحَمَّدًا , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعُمَرَ بَنِي الْمُنْكَدِرِ.
8589 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , قَالَ : تَعَبَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ ، وَهُوَ غُلاَمٌ , وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ وَكَانَتْ أُمُّهُ تَقُولُ لَهُ : لاَ تَمْزَحْ مَعَ الصِّبْيَانِ. قَالَ : وَقِيلَ لَهُ : أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ , قِيلَ: فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ ؟ قَالَ : الإِفْضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ. قَالَ : وَصَلَّى عَلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : بَقَرَةُ , كَانَ يَرْهَقُ , قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : تُصَلِّي عَلَى بَقَرَةَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنَّ رَحْمَتَهُ تَعْجَزُ عَنْ بَقَرَةَ , أَوْ قَالَ : عَنْ أَحَدٍ.